مبادرات استثنائية لوطن استثنائي

* كلّ إنسَان فِطْرَتُه السّلِيْمَة أن يَعتَزّ ب(وطَنِه)، وأن يفَاخِرَ بماضيه، ويسعى جادًّا لبناء مستقبله، فكيف إذا كان ذلك الوطَن الذي ينتمي إليه استثنائيًّا؛ فمنه انطلق النور المبين لهداية الناس إلى دِين رب العالمين، فهو مهد رسالة الإسلام التي جاء بها نبينَا عليه الصلاة والسلام، وهو حاضِن للحرمين الشريفين، وإليه يتَّجِه خمس مرات في اليوم فَرْضًا أكثر من مليار وستمائة مليون مسلم حول العالم.
* (وطن استِثْنائي) لأن تاريخه العريق وحاضره المجيد صنعته فقط شجاعة وتضحيات أبنائه، الذين بتلاحمهم رغم اختلاف أطيافهم حافظوا على وِحدَتِه، وقادوا سفينته إلى شاطئ الأمن والاستقرار والتنمية والتطور الحضاري رغم تلاطم الأمواج في محيطه، وطَنٌ أصبح له مكانته الكبرى، ودوره المحوري إقليميًّا ودوليًّا في شتى المجالات.
* فحق المواطن السعودي أن يرفع هامته ب(وطَنه)، وأن يحتفل بذكرى يوم تأسيسه وتوحيده الذي يوافق اليوم الأحد، عبر إقامة مختلف الفعاليات الثقافية والفلكلورية والترفيهية التي تزرع البهجة والفرح، ولكن ما أتمناه البحث أيضًا عن فعاليات أخرى استثنائية، أقترح منها:
* إطلاق برامج توعوية تثقيفية تعمل على تعزيز حبّ الوطن في النفوس، لاسيما عند الناشئة والشباب؛ يكون فيها التأكيد على أن الوطنية الحَقّة المخلصة عطاء متبادل بين المواطن ووطنه، ومن تلك المُسَلّمَة تأتي أهمية الدفاع عنه والمحافظة على أمنه ووحِدته، ونشر الحبّ والتسامح في أركانه، والحرص على تنميته، وتضافر الجهود في المحافظة على ممتلكاته، والعمل على تطهيره من الفساد بكل أنواعه، يُضَاف إلى ذلك تنفيذ مبادرات تطوعية لخدمة مجتمعه.
* وهناك قيام المناطق والمحافظات بتكريم مَن قدَّموا عملًا إبداعيًّا في خدمة وطنهم، وذلك بناءً على معايير وضوابط واضحة تكفل تكافؤ الفُرص في الاختيار.
* أيضًا من الفعّاليات التي أدعو لها في اليوم الوطني استثمار كبار رجال الأعمال والشركات الكبرى لتلك الاحتفالية، بإعلان تبرّعهم بإقامة مدارس أو مشافٍ أو مراكز طبية، إلى غير ذلك من وجوه الدعم التي يستحقها الوطن.
* أخيرًا تاريخ وطننا الثّري بالإنسانية، ومنجزاته الحاضرة والكبيرة، ورؤيته المستقبلية الطموحة يجب أن تتجاوز حدود مخاطبتنا في إعلامنا لأنفُسِنَا؛ لِتَصِل للعَالَم الخارجِي، من خلال خطة تستثمر كل المنابر والوسائل الإعلامية التقليدية والحديثة، وصناعة أفلام وثائقية بلغة وأدوات معاصرة، ويمكن في هذا الإطار الإفادة من مهارات أبناء الوطن بإطلاق مسابقة في هذا الميدان.
ويبقى، كل عام أنتم بخير، وبلادنا الغالية تَنعم بالأمن والاستقرار في ظل حكومتنا الرشيدة بقيادة (سلمان الحزم وولي عهده الأمين محمد المجد).