دعت المملكة الإدارة الأمريكية إلى التراجع عن قرارها بالاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل ونقل السفارة الأمريكية إليها. جاء ذلك في الكلمة التي القاها أمس عادل الجبير وزير الخارجية في اجتماع وزراء الخارجية العرب الطارئ بمقر الجامعة العربية بالقاهرة لمناقشة القرار الأمريكي الأخير بشأن القدس وتداعياته على الاستقرار في المنطقة. وقال الجبير، إنه على الرغم من أن القرار الأمريكي لن يغير من واقع القدس وحقوق الشعب الفلسطيني على الأرض إلا أنه يمثل تراجعًا واضحًا في المواقف الأمريكية السابقة ولاسيما بشأن رعايتها لعملية السلام. ودعا المجتمع الدولي إلى دفع العملية السلمية في إطار الحل الشامل والمستند إلى مبادرة السلام العربية لتمكين الشعب الفلسطيني من إقامته دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف، وأشار الجبير إلى إطلاق المملكة في عام 2002 مبادرة السلام التي تحولت إلى مبادرة عربية وضعت إطارًا عامًا للحل. ووصف القرار الأمريكي بشأن القدس بأنه يضر بمفاوضات السلام ويقوضها ويشكل استفزازًا لمشاعر المسلمين. ولفت إلى أن هذه الخطوة تشكل انحيازًا وانتهاكًا لقرارات الشرعية الدولية، مؤكدًا أن القدس الشريف جزء من الأراضي الفلسطينيةالمحتلة. وأكد أن القضية الفلسطينية في الأولويات منذ عهد المؤسس الملك عبدالعزيز الله وحتى عهد الملك سلمان بن عبدالعزيز. لا تأثير على وضع القدس من جهتهم، أكد وزراء الخارجية العرب أمس أن قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بالاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل لا يؤثر على وضع القدس وحقوق الشعب الفلسطيني. وأكد وزير الخارجية الفلسطيني رياض المالكي في كلمته أن القدس أرض محتلة ولا يغير وضعها قرار الرئيس الأمريكي، داعيًا كافة الدول إلى الإعلان عن رفضهم للقرار، وتحديد مواقفها تجاه القدس. ودعا إلى تحرك عربي لإقناع أوروربا بحقوق الشعب الفلسطيني وزيارة القدس. وأكد أنه لن يكون هناك سلام بدون إقامة دولة فلسطينية عاصمتها القدس الشريف. وشدد على الرفض القاطع لإعلان ترامب الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، مشيرًا إلى أن ذلك الإعلان هو اعتداء على الشعب الفلسطيني وإساءة للقانون وميثاق الأممالمتحدة. ورأى أن قرار ترامب يكافئ الاستعمار والاحتلال ويجرد أمريكا من أهليتها لتقوم بدور الوسيط النزيه في عملية السلام، مشيرًا إلى أن واشنطن عزلت نفسها عن لعب أي دور في عملية السلام. وقال إن ترامب «أقدم على خطيئة مع سبق الإصرار تجاه القدس عاصمة دولة فلسطين»، لافتًا إلى أن قراره يصب في صالح الجماعات الإرهابية ويشجع على انتهاك القانون الدولي. أبوالغيط: قرار مستنكر ومرفوض وكان الاجتماع بدأ بكلمة للأمين العام للجامعة العربية أحمد أبوالغيط أشار فيها إلى أن القرار الأمريكي مستنكر ومرفوض مشيرًا إلى إنه تحركه أغراض داخلية ولا يترتب عليه أي تغيير في موقف مدينة القدس من الناحية القانونية. وأشار إلى أن القدس في نظر القانون الدولي مدينة محتلة، مشيرًا إلى أن القرار يمثل شرعنة للاحتلال وفرض الأمر الواقع بالقوة، كما يقوض الثقة في أمريكا كراع لعملية السلام. من جهته أكد وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي على أهمية التحرك لإدانة القرار الأمريكي والحؤول دون صدور أي قرارات مماثلة. وقال وزير الخارجية المصري سامح شكري «أي رد فعل يتوقع المجتمع الدولي إلا أن ينتفض شعب يرزح تحت الاحتلال لعقود، وتنتهك مقدساتهم وسط صمت عالمي، والأبراء يبذلون دماءهم قبل أن يحرك المجتمع الدولي ساكناً».