- يحل العيد على العالم العربي وهو منقسمٌ على نفسه، داخليًا وخارجيًا، رغم ما يُحاك له من أعدائه الشعوبيين شرقًا وشمالا، لكنه في حالة خدر وتبلُّد وانبطاح كارثي –في بعض مناطقه-، بسبب التحزُّبات والتيارات، ودعوات الخريف العربي التي قضت على أحلام الشعوب، وسلبتها أمنها وخبزها. - يحل العيد ولا شيء يكبر حولنا سوى المؤامرات، للانقضاض على الحدود والمقدرات، وللأسف العميق يتواطأ الحزبيون مع أعداء بلادهم، ويعملون لحسابهم ضد أهليهم مقابل مكتسبات شخصية رخيصة، أو دعايات استهلاكية. - العيد يعود وكلمة العرب على عهدنا بها منذ عرفناها تأبى على الاجتماع والتلاقي. - شعوب مهجَّرة، وشعوب متغرِّبة داخل أوطانها، وشعوب تقتسمها الأحزاب والتيارات وتختطف منها الحياة، إما بسبب حكومات طائشة لا تُقدِّر مسؤولياتها، أو حكومات تابعة لا تملك أمرها، أو بسبب حرائق الثورات الفوضوية، التي لم تخلق سوى الدمار والشتات، والفقر والأمراض. - يحل العيد وبعض الحكومات العربية لا تجد ما تُعوِّض به عجزها عن تحقيق التقدُّم ومنافسة نهضة الأشقاء والجيران إلا بالتخطيط للتخريب والعدوان عليهم، بل والعدوان على مواطنيها بفرض الانسلاخ عن المحيط وتمزيق النسيج. - يحل العيد ونحن نحمد الله عز وجل أنه رغم الفتن والمشاكل التي عصفت بالمنطقة، إلا أن بلاد الحرمين الشريفين بقيت عصية على المؤامرات الدنيئة، والتدخلات السافرة من الأعداء، وممن كانوا في عداد الأشقاء. - رغم الصبر الطويل والحكمة البالغة عقدين من الزمان، لم تُفلح مؤامرات الحاقدين على بلاد الحرمين الشريفين، وثرواتهم التي أنفقوها لإلحاق الضرر بها؛ ذهبت في مهب رياح الفشل واليأس، وارتدت مكائدهم بِعَارِهَا ودمارها عليهم، وحاق بهم ما كادوه لها. - بلاد الحرمين الشريفين الحصن الحصين، وآخر قلاع العرب، للحفاظ على الهوية والتاريخ، تبذل الغالي والنفيس لصد العدوان والأطماع الصفوية وغيرها في مناطق العرب، متمسِّكة بوحدتها ومتانة مواقفها وحزم سياستها، في حين يتآمر بعض المحسوبين على العرب مع أعداء الأمة الشعوبيين في عارٍ تاريخي يصم وجوههم ويحفظه الزمان لتتناقله الأجيال. - مواقف قاسية يتحمَّلها من وُلِي أمر المسلمين في بعض دولهم، فخان الأمانة وغدر بالأمة، لتحقيق أوهام معتلة، وانتصارات مغموسة بالجبن والتآمر، ونكث العهود، بغير قدرة على تحمل المسؤولية وحمل الرسالة وتأدية الأمانة. - اللهم أعد علينا العيد وبلاد الحرمين الشريفين راسخة بدينها، شامخة بقيمها، متينة بوحدتها، صلبة بأبطالها، وترفل بنعم الله ومنِّه وعطاياه، وأعداؤها مخذولون مدحورون.