من حكاية زهراء البركاتي نستطيع وببساطة أن نستخرج منها الكثير الذي نحتاجه؛ ويحتاجه إنسان هذه الأرض التي نُحبّها، ونموت دونها، وبدونها يستحيل أن تكون الحياة -إطلاقاً- سعيدة، فالوطن حياة، والمواطن هو العنصر الأول الذي يبني الوطن بالحب والولاء والإخلاص والعطاء، لكن أن تكون الحكاية كحكاية زهراء، تعبا ومعاناة، يُقدِّمه لها مسؤول عابث يُفترض أن يعي أنه جاء لخدمتها وإسعادها والعناية بها وبكل مواطن من خلال نظام يعطي الإنسان حقّه ويُحاسبه إن أخطأ حسابًا عسيرًا، ومن قضية زهراء التي فقدت ذراعها وعانت وكابدت تحت وطأة اللعب والتلاعب، لتبقى المسكينة عامين تركض في صمت، وتموت في صمت، إلى أن سخّر الله لها هذه الصحيفة التي تبنَّت قضيتها بعناية ومسؤولية إعلام صادق وصريح، كشف غطاء الزيف والإهمال والتقاعس، وبيّن حقيقة ما يُعانيه المواطن مع مسؤول ليس في ذمته إنسانية ولا يحزنون..!!! نعم لصحيفة «المدينة» تحية ضخمة بحجم قامتها وعنايتها بكل ما يهمّ الوطن والمواطن، وكعادتها في تبنِّي قضايا هامة جداً وحسّاسة جداً، وما قضية زهراء سوى واحدة من كثير، وسؤالي هو لكل الذين يقفون معها اليوم ويتنافسون على إبراز معاناتها، هو سؤال صادق يقول لهم: أين كنتم؟، وأين نحن كإعلام من الإنسان الذي بات يتألم أكثر مما ينبغي، ويذوب تحت ويلات الأسى الذي يعيشه، ومَن يُصدِّق أن تجد زهراء كل ما وجدت من عناء وفقد وشقاء كل هذه المدة؟!، وهي ليست قصيرة.. هي سنتان، لإنسانة فقدت ذراعها، وهي حكاية مؤلمة جداً لفتاة كان يفترض أن تقوم الدنيا ولا تقعد منذ أول يوم وقعت فيه الواقعة..!!! (خاتمة الهمزة)... ليست قضية زهراء سوى حقيقة مؤسفة لأناس قصّروا في إنصافها ورعايتها... مثل هؤلاء، هم يستحقون العقاب، ومثلهم لا يليق بالمرحلة أبدًا... وهي خاتمتي ودمتم.