اعتقد عمر الجبوري أن العالم بحاجة لأن يعرف طبيعة الحياة تحت قهر داعش في الموصل وخرج بأعجوبة حيًا من هذه المغامرة، كان الصحفي عمر الجبوري (27) عامًا وهو من مواطني الموصل يغطي أخطر حدث في العالم، كان يعمل في الموصل في المجال الاجتماعي قبل أن يسيطر داعش على المدينة في صيف عام 2014 فعمل على إنشاء شبكة سرية تعمل في الخفاء من تحت الأرض لمده بمعلومات عن داعش ينشرها للعالم وأنشأ مدونة تحمل اسم (عين الموصل) وهو موقع سري كان يحرره حكى فيه كل شيء عن الداعشيين الذين كانوا يتحكمون في كل شيء في المواطنين بدءًا من طريقة لباسهم إلى المعلومات التي يجب أن يتلقوها. التنظيم يعدم أي معارض يقول الجبوري: إنه على الرغم من وجود بعض المقاومة في الموصل لكنها كانت ضعيفة للغاية فالداعشيون يقومون بقتل أي مواطن في المدينة يتحدث سلبًا عنهم ويمكن أن يقتلوا عائلة ذلك الشخص المقاوم بأكملها بما فيهم الأطفال، في عام 2015 اعتقل داعش قدامى الصحفيين في الموصل وكان عمر الجبوري من بينهم وضيقوا عليه وعلى مصادره الخناق، ووضعت مخابرات داعش عينها عليه، اختفى الجبوري منذ ذلك الوقت متخفيًا من حي إلى حي حتى لا يتم القبض عليه وفي 29 أكتوبر 2016 بلغ عنه أحد المتعاطفين مع داعش فتم اعتقاله واتهم بالعمل مع (قنوات الكفار)! التخلص من السجناء بالقتل لدى اقتراب الجيش العراقي من السجن في حمام العلايل بات الداعشيون يخلون السجن من المعتقلين بقتلهم وكان الجبوري محظوظًا حين نقلوه للطابق الأرضي وأصبح حراس السجن فقط ثلاثة، وهنا استطاع الهرب ليلاً عبر فتحة حمام للتهوية، وأدرك حين خرج أنه لو سار في العراء سيجده مقاتلو داعش ويصفونه على الفور فعبر نهر دجلة لمدينة الموصل واختفى لدى أحد الأصدقاء لعدة أسابيع لكنه بات يخاف على نفسه وصديقه فلا شك أن مقاتلي داعش يبحثون عنه، وهدته الحيلة لأن يلبس مثل مقاتلي داعش ويرتدي عمامتهم وبهذه الحيلة عبر حتى وصل إلى المناطق التي تسيطر عليها القوت الحكومية شرقي داعش.