الشيخ غزاي العتيبي يروي للجزيرة قصة المستوصف الصغير الذي تحول الى صرح طبي كبير في الحوية والطائف

مشيداً بدعم واهتمام حكومة خادم الحرمين الشريفين وسموولي عهده بتطوير الخدمات الطبية

قبل أكثر من 26 عاماً بدأت فكرة إقامة مستوصف خاص بالحوية التي تقع على بعد 20 كيلو متراً من الطائف على طريق الرياض لخدمة أهالي الحويه الذين بدأ عددهم آنذاك يشهد زيادة ونمواً نتيجة تطور وتقدم وتحديث للبنية التحتية .. هكذا وضع الشيخ غزاي بن غازي العتيبي هذه الفكرة مدخلاً لحديث صحفي أجرته معه الجزيرة بمناسبة الزيارة التي يقوم بها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وسمو ولي عهده الأمين للطائف وقال: أتذكر قبل أكثر من 26 عاماً قدمت لقضاء الإجازة مع الأهل في الحوية واضطررت في إحدى الليالي للبحث عن أقرب مستوصف صحي خاص ولم أجده برغم الزيادة في ارتفاع عدد السكان فرسخت فكرة افتتاح مستوصف خاص وعزمت على تنفيذ الفكرة بعد استكمال الدراسات التي أثبتت نجاح مثل هذا المشروع الصحي وبحثت عن مقر مناسب من حيث البعد والمسافة من الموقع والمناطق والأحياء السكنية في الحوية وطرقت أبواب الجهات المختصة بالشئون الصحية آنذاك للحصول على ترخيص بافتتاح المستوصف الأول من نوعة في الحوية وقد توقعت أن أجد تشجيعاً ومساندة لتسهيل كافة إجراءات افتتاح هذا المستوصف الذي سيقدم خدمات صحية يحتاجها المواطنون والمقيمون و فوجئت بالعكس تماماً فقد وصلت معاملة طلب افتتاح هذا المستوصف لموظف طلب مني وقتها صرف النظر تماما عن افتتاح مثل هذا المستوصف بالحويه برغم أكتمال كل الاجراءات النظامية المطابقة لشروط الافتتاح وكاد مثل هذا الموظف ان يهدر ويضيع كل الجهود التي بذلتها استعداداً لافتتاح مثل هذا المستوصف وحاولت معه تكرار اًومراراً بدون أي فائدة تذكر وكان يردد هذا الموظف عبارة كلما راجعت في سير إجراءات معاملة طلب افتتاح المستوصف ولازلت أذكرها إلى اليوم وكان يشير الى رأسة قبل إن يقول عبارته (إذا استطعت أن تقيم مستوصفاً صحياً في الحوية سيكون موقعه فوق رأسي)
في إشارة واضحة الى صعوبة إمكانية افتتاح مستوصف في الحوية ولم أقتنع بماقاله هذا الموظف لي في كل مراجعة لسير المعاملة وقد اعتبرت ذلك مجرد حجر عثرة يجب على أن أتجاوزه مهما كان الأمر فكل المعطيات والواقع والدراسات تشير الى إمكانية افتتاح مستوصف خاص بالحوية وصرفت النظر تماماً عن المراجعة لدى هذا الموظف الذي لازلت أذكر اسمه وصورته حتى اليوم وذهبت إلى المسئول الأعلى منه وكان في ذلك الوقت مدير الشئون الصحية شخصيًّا في الطائف دخلت إلى مكتبه وكان مزدحماً بالمراجعين أكثرهم من المرضى كنت الوحيد من المراحعين الذي طلبه هو افتتاح مستوصف بالحوية لتقديم خدمات علاجية للمواطنين والمقيمين فلم أجد منه تجاوباً مشجعاً للمشروع الذي بين يدي وشرحت معاناتي السابقة في تعقيد إجراءات طلب افتتاح المستوصف وأشعرت مدير الشئون الصحية بأني سأتقدم بشكوى لوزير الصحة شخصيا في حالة عدم اكتمال سير إجراءات معاملة طلب افتتاح مستوصف النهضة بالحوية من قبل الشئون الصحية بالطائف وأمام إصراري لإقامة مثل هذا المشروع بعد الاصطدام بحجر عثرة آخر حملت كافة أوراق معاملتي مصحوبة بخطاب شكوى لوزير الصحة وكان يومها معالي الدكتور غازي بن عبدالرحمن القصيبي في بداية تسلمه مهام وزارة الصحة وطلبت مقابلته شخصياً في مكتبه بالوزارة ولم أعاني من متاعب في مقابله الوزير سوى متاعب السفر من الطائف إلى الرياض فوجدت مكتبة مفتوحاً والدخول إليه سهلاً للغاية وسلمته شخصيَّا يداً بيد معاملتي مصحوبة بالشكوى من المعاناة التي وجدتها بالطائف بتعقيد إجراء طلب افتتاح مستوصف بالحوية وتفحص المعاملة ورقة ورقة بعد قراءة الخطاب ووجه عليها شرحاً واضحاً عبارة عن أمر بسرعة استكمال إجراءات سير معاملتة لافتتاح مستوصف بالحوية وتمكنت من الحصول على الترخيص بافتتاح مستوصف النهضة بعد جهد وصبر وتحد وأقيم هذا المشروع في عام 1980 م بإمكانيات متواضعة مالبثت سوى فترة قصير من الزمن حتى شهد هذا المشروع الذي بدأ مستوصفاً وتحول اليوم إلى صرح طبي كبير شهد هذا العام أكبر توسعة في مقره الجديد على طريق المطار بالحوية .. و يتسع حالياً لأكثر من 120 سرير و9 غرف للعمليات والعديد من الأقسام للعناية المركزة داخل المستشفى واقسام أخرى للانعاش القلبي والعزل وغيرها من الأقسام الاخرى المتخصصة للرجال والنساء والأطفال وخاصة في مجال الولادة وعمليات طوارئ للحالات المستعجلة مجهزة بإمكانيات وأجهزة طبية متقدمة على مستوى العالم وقاعة محاضرات لإقامة المحاضرات والندوات العلمية الطبية المتقدمة في كافة التخصصات والاستفاده منها لتطوير الخدمات الطبية في المستشفى وهي قاعة تتسع لأكثر من 120 شخصاً ومجهزة بأحدث إمكانيات العرض والصوتيات وتعتبر هذه القاعة هي الأولى من نوعها في القطاع الصحي الخاص بالطائف كما تم افتتاح عيادات طبية متخصصة ومتطورة على طريق الردف داخل محافظة الطائف تابعة لمستشفى النهضة مجهزة بإمكانيات وأجهزة طبية حديثة لعلاج المراجعين والمراجعات. وأضاف الشيخ غزاي العتيبي مستطرداً حديثه إن هذا ماكان سيتحقق لولا الدعم غير المحدود الذي تقدمه حكومة خادم الحرمين الشريفين من أجل وتطوير القطاع الصحي الذي شهد تطوراً كبيراً ينافس الخدمات الصحية في الدول المتقدمة في هذا المجال مؤكداً أن مستشفى النهضة بالحوية سيشهد تطور اً كبيراً في المستقبل القريب كما ستشهد عيادات النهضة بالطائف هي الأخرى تطوراً مماثلاً مستقبلاً يؤهلها إلى التوسع في العيادات وتطويرها وتحويلها مستقبلاً إلى مستشفى شقيق.