لا يحتاج إلى الإيضاح والبيان في أن الإسلام رفع من شأن الإنسان وبشكلٍ أخص المرأة، لِمَ لا؟ وهي الأم الحنونة والزوجة الودودة والبنت العطوفة، فأعطاها الحق في قبول الزوج أو رفضه، تملك حرية التصرف في مالها ولهن مثل الذي عليهن بالمعروف، ولما كانت طبيعة الرجل الميول للمرأة (زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنَ النِّسَاء وَالْبَنِينَ) أتى الإسلام بحصون عالية ليصون المرأة فمنع الخلوة معها، والاختلاط بها، والخضوع بالقول منها (فَلَا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ). بل حرم النظر إليها (قُل لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ) وإذا أتت المرأة إلى أفضل بقعة وهي المسجد فينبغي أن تصف منعزلة عن الرجال. فتلك المنزلة الرفيعة لابد لها من عناية ورعاية فهي القارورة في حسنها ولمعانها، فالحركة ربما تكسرها والخدش يطفئ من بريقها. وفي العالم الغربي نسوا حقوق المرأة الأصلية ومنحوها حقوقاً مزيفة وطلوها بلون ذهبي سرعان ما يزول وغالباً ما يصدأ ويتلف. يقول طبيب مسلم: في أثناء دراستي في الخارج كانت لنا جارة عجوز جاوزت السبعين عاماً، وكانت حالتها تستثير الشفقة، وليس لها من يساعدها من أهلها، قدمت لها واجباً بسيطاً فجاءت في اليوم الثاني إلى منزلنا بشيءٍ من الحلوى للأطفال وخلال ترددها على زوجتي علمت أن الرجل في بلادنا مسؤول عن بيته وأهله. كانت تلك المرأة المسنة تلاحظ عن كثب كيف يعامل الوالد أبناءه وكيف يلتفون حوله إذا دخل المنزل. وكانت تذكر أن لها أولاداً وأحفاداً لا تعرف أين هم ولا يزورها منهم أحد. وذكرت الصعوبات التي تواجه المرأة الغربية في العمل ثم ختمت حديثها قائلة: إن المرأة في بلادكم ملكة ولولا أن الوقت متأخر لتزوجت رجلاً مثل زوجك ولعشت كما تعيشون. هذه صورة شاهدة وما تفصح عنه الأرقام أشنع وأفظع ف74% من العجائز فقيرات. وثمانية ملايين امرأة في أمريكا وحيدات مع أطفالهن دون عطف و130 ألف امرأة إسبانية سجلت بلاغات رسمية في سنة واحدة 1990م نتيجة الاعتداءات الجسدية والضرب الذي تلقينه من أزواجهن وأصدقائهن. ويقول الخبير الاجتماعي الدكتور سايمونس: تؤكد الإحصاءات عن أصول المرأة في العالم الغربي أنها تعيش أتعس فترات حياتها المعنوية على الرغم من البهرجة المحاطة بحياة المرأة الغربية التي يعتقد البعض أنها نالت حريتها. هكذا حال المرأة في الغرب وبعض دول الشرق، ومهما حاول البعض أن يهبوا المرأة حقوقها دون مراعاة لخصائصها الجسدية والنفسية. وبعض النساء يطالبن بالعمل ولكن أي عمل؟ ولا شك أن المقصود هو العمل المنضبط في جو نسوي محتشم محترم حتى تنال حريتها الكاملة بالكلام والحركة وأظن بعض المنادين بهذا الأمر لا يغيب عن أذهانهم مراعاة خصوصية المرأة في بلادنا الكريمة التي أعطت وتعطي المرأة خصوصية تامة منطلقة من دستورها وتعاليم دينها فمثلاً هل يوجد في العالم أجمع تعليم للنساء كتعليمنا؟ ولا يغيب عن أذهانهم كذلك أن المقصود العدل بين الجنسين لا المساواة (إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ) فديننا أعطى المرأة حقها ومن حقها ألا تساوي الرجال في كل شيءٍ، ولهذا جاءت قسمة الميراث وأداء الشهادة تميز بين الجنسين ووجوب صلاة الجماعة على الرجل فقط وغيرها. ولذا أستحث أهل الفكر والرأي الدخول في مضمار حماية للنساء تحت ظل سياج الشريعة. لا من خلال أبواب أهل التغريب والتقريب. ومشروع نسوي مدروس أنفع وأثمر من كتب طويلة ومقالات عريضة. وفي كل خير وأجر.