كثيراً ما تقف النظارات الطبية أو العدسات اللاصقة عاجزة عن تحسين نظر بعض المرضى الذين يعانون من ضعف في الإبصار، وفي نفس الوقت يكون العلاج الطبي أو التدخل الجراحي أو الليزري عديم الجدوى. ومن هنا كانت الحاجة إلى وسائل أخرى لمساعدة هؤلاء المرضى. ولما كانت الحاجة هي أم الاختراع فقد تم اختراع العديد من هذه الوسائل التي شهدت تطورات ملموسة في الآونة الأخيرة بواسطة المراكز الطبية المتخصصة في هذا المجال من علم البصريات، وتحتوى هذه المراكز على العديد من أخصائيي البصريات وأطباء العيون المهتمين بهذا المجال. ويتم تحديد المريض الذي يمكنه الاستفادة من هذه الوسائل من خلال فحوصات خاصة تختلف عن الفحص المعتاد لمريض العيون مع الوضع في الاعتبار أن تحديد الوسيلة المناسبة لكل مريض يحتاج إلى العديد من الزيارات، وتمتد كل زيارة فترة أطول وتتم كما ذكرنا بواسطة مختصين بهذا المجال، وتختلف الوسيلة المستخدمة تبعاً لعدة عوامل أهمها نوعية فقدان أو ضعف البصر ومقدار هذا الضعف ومدى استطاعة المريض على التعامل مع هذه الوسائل التي تحتاج إلى بعض التعاون من المريض. من هم الذين يستفيدون من هذه الوسائل؟ العديد من أمراض شبكية العين والعصب البصري لا يمكن علاجها بالوسائل التقليدية، وتكون هناك بعض الاستفادة من هذه الوسائل، ولعل أكثر هذه الأمراض انتشاراً أمراض تآكل الماقولة وحالات الارتشاح المزمن للماقولة الناتجة عن السكري والالتهاب الصبغي التلوني وبعض حالات ضمور العصب البصري والعديد من الأمراض الاخرى. وتعتمد فكرة عمل أجهزة مساعدة ضعاف البصر على تكبير الصورة ويتم ذلك عن طريق العديد من الأجهزة التي يمكن أن تستخدم عن طريق حملها باليد أو أن توضع في اطار مثل النظارة الطبية أو عن طريق أنواع من التيليسكوبات التي تستخدم بمواصفات خاصة لمساعدة الرؤية على المسافات القريبة والبعيدة.. وقد ظهر مؤخراً نوع حديث من هذه التليسكوبات يمكنه تغيير الرؤية من البعيد إلى القريب والعكس آلياً بواسطة بعض شرائح الكمبيوتر وجهاز أشعة تحت حمراء. وبهذه التطورات أصبح من الممكن استخدام هذه الأجهزة بصفة دائمة بدلاً من استخدامها سابقاً في أوقات محددة وبواسطتها يستطيع المريض أن يتفاعل مع المجتمع مرة أخرى فيستطيع المريض أن يرى تعبيرات وجوه الآخرين ويستطيع أن يرى أشياء قد فقد القدرة على رؤيتها فترة طويلة. د.عبدالوهاب محمد