اضطر العسكريون الأمريكيون الذين وصلوا قبل أسبوعين إلى شبه جزيرة القرم إلى مغادرة هذه المنطقة تحت ضغط احتجاجات الأهالي والمواطنين هناك، من دون أن يتمكنوا من إنجاز مهمتهم المتمثلة بتشييد المنشآت المطلوبة للتدريبات المشتركة بين الولاياتالمتحدةوأوكرانيا. وكان الجنود الأمريكيون قد وصلوا إلى مدينة فيودوسيا على البحر الأسود في نهاية ايار - مايو الماضي, إلا أن جمعاً من أهالي المدينة يتحدر معظمهم من أصول روسية استقبلهم بمظاهرات احتجاج صاخبة، فيما طالب البرلمان المحلي في هذا الإقليم بعدم إجراء التدريبات المقررة في الشهرين القادمين. وكان متحدث باسم وزارة الدفاع الأوكرانية قد قال إن الجنود الأمريكيين سيبقون في أوكرانيا إلى أن تجري مناورات (سي بريز) التي من المقرر أن يشارك فيها قوات أوكرانية وأمريكية وأطلسية أو إلى أن يقرر البرلمان الأوكراني إلغاءها. ورأى محللون أوكرانيون أن القيادة الأمريكية غيرت خطتها رغبة منها في مراعاة مصلحة حليفها الرئيس الأوكراني فيكتور يوشينكو. وقال الخبير قسطنطين بوندارينكو إنه ليس من مصلحة يوشينكو تفاقم الوضع في القرم.. وتزامن انسحاب العسكريين الأمريكيين من القرم مع إعلان فشل المحادثات بين أنصار (الثورة البرتقالية) حول تشكيل أغلبية برلمانية تتمكن من تشكيل حكومة جديدة في البلاد. وأعلنت الكتلة المؤيدة للرئيس يوشينكو التي تدعى (ناشا أوكرانيا) (أوكرانيا لنا) انسحابها من العملية التفاوضية مع الحزب الاشتراكي الأوكراني وكتلة يوليا تيموشينكو.