سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
(الجزيرة) تلتقي بالأمير سعد بن فهد (أمير منطقة حائل) خلال زيارته للقصيم وتسجل هذا الحديث الشامل مع سموه الكريم خلال شهر ينتهي مشروع المياه في حائل وسأجوب بقية البوادي المرتبطة بإمارة حائل من أجل التوطين
في الساعة السادسة والنصف من بعد مغرب يوم الخميس تقاطر على قصر سمو الأمير فهد بن محمد.. عدد كبير من المواطنين.. وكبار المسؤولين في مدن القصيم لحضور حفل العشاء الذي أقيم على شرف سمو الأمير سعد بن فهد أمير حائل، وكان في مقدمة المدعوين سمو الأمير خالد بن فهد وكيل وزارة المعارف الذي غادر القصيم بعد انتهاء الحفل مباشرة. وقد وجدت الفرصة مناسبة فتقدمت لسمو الأمير فهد ليقدمني بدوره إلى ضيفه العزيز أمير منطقة حائل. قلت لسمو الأمير فهد بن محمد.. وهو واقف يودع المدعوين: أود أن أجري مقابلة مع سمو الأمير سعد.. قال: تفضل. وكان الأمير سعد بن فهد في هذه الأثناء قد غادر القصر إلى المقر المعد لسكناه.. وتركت سمو الأمير فهد.. وأخذت طريقي إلى المقر المعد لسكنى سمو الأمير سعد بن فهد بعد أن وجهني إليه سمو الأمير فهد بن محمد، وفي قصر الضيافة.. كان الأمير سعد يأخذ طريقه نحو السيارة ليقوم بزيارة ودية إلى أحد الوجهاء في بريدة.. تقدمت لسموه بالأسئلة التي أعددتها كمقدمة للحديث الذي أود أن أجريه مع سموه.. فكان من كلمات التقدير التي ملأت نفسي إعجاباً بسموه اعتذاره عن عدم تمكنه من البقاء لحلول موعد كان قد ضربه سابقاً.. وحدد لي لقاء في الساعة العاشرة من صباح يوم الجمعة لإجراء الحديث. وفي الموعد المحدد.. كنت هناك.. في المقر المعد لسكناه، وكان سامعاً يستوعب.. ومتحدثاً يشبع أي فكرة بمناقشة مركزة. وكان فوق كل ذلك طاقة من الجدية.. والصراحة... والتفاعل داخل إطار من الواقعية مع مقتضيات الحياة كلها. نقلتني هذه الصورة المجسدة على بساط الريح إلى رحاب الفيصل العظيم.. فآمنت بوحي من الاقتناع المتكامل بأن ثقة الفيصل تقع حيث يكون التكامل الشخصي والفكري.. وأمير حائل ووالده المغفور له موضع ثقة الفيصل وإعجابه. كانت (الجزيرة) قد نشرت لي مقالاً عن مدينة حائل وعن منجزات الحكومة هناك.. وعن الدور الإيجابي الذي لعبه الأمير سعد بن فهد.. ولعبه والده المغفور له فهد بن سعد، ولن أكون الآن مضطراً إلى إعادة القول.. فكل ما يمكن أن أستطيع التعبير عنه هو ما يتفاعل في نفس كل مواطن. وكان من ضمن الحديث الذي قلته عن حائل.. قلة الماء والكهرباء.. قلت لسمو الأمير سعد: قلت في كلمة لي عن حائل إن الماء والكهرباء دون المستوى المأمول.. ولم أمضِ في الحديث لعدم توافر المعلومات لدي عن هذين المرفقين، فإلى أي مدى يقف رأي سموكم حول هذا الموضوع.. وما الترتيبات التي اتخذت.. أو على وشك الأخذ لتلافي هذا النقص في هذين المرفقين الحيويين؟ فقال سمو الأمير: خلال شهر ينتهي ذلك المشروع وقد تم فعلاً الحفر.. وتدفق الماء.. ومدت المواسير. - وعن كلفة المشروع قال سموه: إنه كلف ثلاثة عشر مليون ريال، وينفذ تحت إشراف شركة سعودية. وأردف سموه القول: المشروع قطع مرحلة زمنية كافية لتكامله. وكذلك عن الكهرباء فلا تقل الأهمية ونحن بصدد تقوية الشركة لتكون قادرة على تحمل متطلبات المواطنين. كان حديث سموه حديث الرجل الذي يمارس شخصياً تلك المرافق ويحس بأهميتها.. وسألت سمو الأمير عما إذا كان بالإمكان إنشاء محطة تليفزيون لتغطية منطقة حائل. فقال سموه: لقد تكلمت مع معالي وزير الإعلام.. وعرضت عليه الرغبة في إنشاء محطة لتغطية المنطقة. والمشروع الآن تحت الدراسة وسيدرج في ميزانية العام القادم. قلت لسمو الأمير: وعن الهاتف الآلي.. قال سموه: قريباً سوف يتم إرساء المشروع على شركة متخصصة وسيعم مدينة حائل في القريب العاجل. وخرجت عن موضوع حائل وما يهم المواطنين هناك فقلت لسمو الأمير: - ما انطباعات سموكم الشخصية بعد زيارتكم مدينة بريدة؟ قال سموه: سررت كثيراً.. وأثلج صدري ما رأيت من تقدم، ولم أكن أتصور أن القصيم.. وبريدة جامعة بهذا الشكل من التقدم.. وهذا الفضل يعود بالدرجة الأولى إلى جلالة الملك فيصل.. وإلى جهود سمو الأمير فهد بن محمد أمير منطقة القصيم. وعن الزيارة لبريدة؛ قلت لسمو الأمير: كيف نسمي هذه الزيارة..؟ فقال سموه: زيارتي لبريدة زيارة خاصة وودية القصد منها السلام على أخي الكبير الأمير فهد بن محمد، وسوف أعود إلى حائل هذا اليوم.. وكنت أتمنى لو أجلس شهراً، فأنا مرتاح بين أهلي وإخواني.. وبعد انتهاء الطريق سيكون التقارب بيننا أكثر. وفي معرض حديث جانبي أخذ سموه يتحدث عن المواطن الصالح المستقيم قال سموه: أي مواطن في هذا البلد أرى فيه الاستقامة والأخلاق والتحلي بالأخلاق الفاضلة، فأنا أحبه كأنه ولد من أعز أبنائي. - وقال سموه عن سؤال توجه به أحد الزملاء عن إحصاء سكان منطقة حائل: إن الإحصاء الدقيق الذي يمكن أن تقوم عليه خطة المشروعات لم أقف عليه بعد.. لكن أستطيع أن أقدر السكان شخصياً، وحسبما أتوقعه دون استناد إلى إحصائيات دقيقة بنحو الثلاثمئة ألف نسمة. وعن الرياضة قال سمو الأمير سعد: الإدارة العامة لرعاية الشباب بوزارة العمل والشؤون الاجتماعية تقوم بمجهودات كبيرة ومشكورة. وأنا هنا والمواطنون يذكرون جيداً الدعم الضخم الذي يبذله سمو الأمير سعد للرياضة في حائل. قلت لسمو الأمير: إننا باسم الرياضة والرياضيين نشكر سموكم الكريم على هذا الدعم الكبير للرياضة في جزء غالٍ من بلدنا الحبيب، فقال سموه: شيء بسيط ذلك الذي أقدمه.. إن ما أعمله للرياضة يتفق من حبي للشباب المتكامل عقلياً وجسمياً. وأردف سموه قائلاً: إنني أشجع الرياضة في مجالاتها جميعاً بشرط أن يكون الشباب متجلين بالأخلاق الفاضلة.. ومتميزين بالسمات الإسلامية والعربية. والرياضة من أهم الأشياء عند الشباب؛ فهي تربي أجسامهم وتصفي أذهانهم.. ومن هذه الناحية أجدني مدفوعاً لتشجيع الرياضة. وتركت الرياضة والرياضيين وعدت إلى جانب مهم جداً في الحياة.. إلى التعليم.. في جانبيه.. تعليم البنين.. والبنات.. فقاطعني سمو الأمير قائلاً: التعليم في المملكة.. وفي منطقة حائل بالذات يسير بشكل مرضٍ.. فيه مدارس ابتدائية وثانوية.. ومتوسطة وهو شامل لمدن حائل وقراها كافة.. ومرد هذا إلى اهتمام المسؤولين، وحرصهم على محو الجهل وتعميم العلم. وعن توطين البادية.. قال سمو الأمير: عندي فكرة أعمل جولة للبوادي المرتبطة كافة في إمارة حائل وبعد فهم هذا المجال على الطبيعة سيكون العمل - إن شاء الله - على ضوء ذلك. ثم أردف قائلاً: على أن البادية في حائل يمكن أن نقول إنهم مستوطنون، فهم يقيمون في هجر وقرى، ومزارع وخروجهم أثناء الربيع إلى البر لا يعني أنهم غير مستوطنين. لكن هذا لا يمنع من دراسة الموضوع على الطبيعة. وجرني حديث البادية... وتوطينهم إلى الزراعة. والبنك الزراعي في مدينة حائل.. فقال سموه: لقد نجح البنك في تعزيز الزراعة.. ووزارة الزراعة لها خدمات جليلة في حائل والفرع الموجود لدينا نشيط في توزيع الأراضي لتوطين البادية لأنهم بمجرد تملكهم يقومون بحفر الآبار والزراعة.. وهذا داخل تحت نطاق استثمار الأراضي البور. قلت وهذا يعطي جانبين.. أحدهما توطين.. والآخر إحياء واستثمار الأراضي البور. وبادر سموه إلى القول: إن موضوع دراسة السدود ودورها في إنعاش الزارع لدينا، فلدينا مناطق يمكن أن نستفيد من السدود وطبيعة الأرض قابلة لإقامة هذه السدود.. قلت لسمو الأمير: وما دام الحديث حول الزراعة، والبنك الزراعي ودراسة إمكانية إنشاء سدود الإجراءات الأخيرة التي قامت بها وزارة الزراعة في مناطق المملكة التي بموجبها ألغت خدمات المعدات الثقيلة.. ما الحل؟ أو البديل الأمثل الذي يفكر فيه سموكم لسد الفراغ الذي تركته وزارة الزراعة؟ قال سموه: حتى الآن لم يصل إلى شيء حول هذا الموضوع ولم تقم جمعيات لسد الفراغ القائم.. والمواطنون دائماً يتصلون بي متى دفعتهم الحاجة إلى شيء وهذا يعني أن البقاء تأجير الدركترات من قبل المؤسسات الحكومية لم يؤثر على المواطن لعدة أسباب قد يكون من أهمها خدمات البنك الزراعي.. والاكتفاء الذاتي.. وأنا أرحب بأي فكرة تقدم إليَّ من المواطنين سواء فكرة جماعية.. أو فردية إذا كان فيها ما يحقق المصلحة العامة للمواطنين. وأخذ الحديث جانباً آخر.. جانب المنشآت.. والمشروعات الحكومية. وفي هذا المجال قال سموه: إن مشروع مطار حائل الذي يكلف ثلاثة عشر مليون ريال آخذ طريقه.. كذلك مشروع بيت الإمارة من الممكن فتح مظاريفه في آخر الشهر، ويكلف أربعة ملايين ريال. وكذلك مبنى الشرطة على وشك النهاية، وعمل لبلدية حائل مبنى على هذا النحو وهناك شوارع مفتوحة.. وأخرى في الطريق إلى الهدم.. والسفلتة والإنارة وهناك متنزهات جديدة.. كل هذه الأشياء مباشر فيها.. والعمل فيها يجري بجد وإخلاص. وفي ميزانية 92 - 93 ما لا يقل عن خمسة أو ستة شوارع بما فيها الإنارة والسفلتة. وقال سمو الأمير في أعقاب هذا السرد السريع لبعض المنجزات: إنني لم أعمل شيئاً.. كل هذه النتائج وضع نواتها والدي - رحمه الله - بتوجيه من الفيصل العظيم وأنا أسير على هذا النهج. وسألت سموه عما ينوي تحقيقه لمنطقة حائل.. فقال سموه: إنني حالياً أعمل دراسة عامة لحائل بتوجيهات صاحب الجلالة الملك المعظم والمسؤولين في وزارة الداخلية، وعلى رأسهم صاحب السمو الملكي النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء ووزير الداخلية ونائبه، وعندما ننتهي من المسح الشامل للمنطقة في هذا الوقت سوف تتم كل متطلبات المنطقة وأنا واثق تماماً أن كل منطقة من مناطق المملكة سوف تأخذ نصيبها من التقدم.. لسببين مهمين؛ أحدهما أن الدولة غنية والحمد لله، وثانيهما أن الحكومة وعلى رأسها جلالة الملك مهتمون بتقدم كل مناطق المملكة على المستويات كافة. في هذه الأثناء أخذ الحديث يتشعب.. وانتهينا إلى وزارة الصحة.. فكانت فرصة لأطرح بين يدي سموه استفساراً عما إذا كان بالإمكان إقامة منشآت صحية أكبر..؟ قال سموه: هناك دراسة جادة من قبل وزارة الصحة لإقامة مستشفى كبير، بالإضافة إلى المستشفى القائم حالياً. وأفضى سموه إلى القول: إن وزارة الصحة قد غطت المنطقة بالمستوصفات، وأنا شخصياً راضٍ عن ذلك وأسعى لتحقيق المزيد لمسايرة التقدم الذي عم أجزاء المملكة العربية السعودية. قلت لسمو الأميرك جئتم إلى بريدة عن طريق البر؛ وهذا يعني مشاهدتكم للمشروع العملاق.. طريق حائل - بريدة.. هل لي أن أعرف المدة الزمنية التي يمكن أن يستهلكها المشروع قبل انتهائه؟ فقال سموه: الذي أعرفه أن رمضان القادم هو موعد تسليم المشروع؛ وهذا يعني أن الشركة حريصة على أن تكون النهاية في الموعد المقرر.. وحسبما رأيت وعلمت فالشركة أنهت كل الأشياء المهمة مثل الكباري خطة سليمة.. ولم يعترض والتمهيد والمشروع يسير وفق سبيله ما يمكن أن يكون موضع خوف.. وتأخر لإنهائه.. ثم إن الشركة بالتزامها ستكون حريصة على عدم التأخر. وهنا أحسست أنني تعبت من الكتابة.. لكن يبدو النشاط والحيوية تتدفق من سموه.. قلت أرجو ألا نكون أتعبنا سموك، فابتسم سموه وقال: أنا سعيد جداً بمثل هذه الجلسة.. لا عليك قل ما تشاء فأنا مرتاح.. قلت إذاً دعني أسألك عن الصحافة.. هل أنت راضٍ عن أسلوب الصحافة في خدمة المواطنين؟ فقال سموه: سئلت نفس هذا السؤال أو قريباً منه.. وما زلت عند رأيي.. فالكمال لله وحده والكمال النسبي لا يأتي إلا مع الزمن، والصحافة السعودية بالنسبة إلى مدتها القصيرة قد حققت نجاحاً طيباً ومرضياً، وفيها ما يريده منها المسؤول والمواطن، ونحن نرجو لها مزيداً من التقدم وأن يتضاعف فيها ما يخدم الصالح العام كما أرجو أن تكون نقداً للبناء وليس للهدم. واستأذنت سمو الأمير للانصراف.. فنهض سموه للموادعة.. لكنه وجه دعوة لجريدة الجزيرة لزيارة منطقة حائل لتكون جنباً إلى جنب مع مظاهر التقدم في حائل بلد الطبيعة الحالمة.. كانت الجلسة تملؤها الحيوية وتفعمها الإيجابية، تجلت فيها مطامح الأمير الشاب، وتطلعاته الشابة. دار الحديث على شكل حوار جاد.. وصادق وكان أسفي البالغ أن قلمي لم يعاونني في تسجيل كل ما أدلى به سمو الأمير من حديث شيق وشامل.. على رغم أن سموه تأنى في حديثه.. لكن ليعذرني القارئ... وليعذرني سمو الأمير فلقد شوه قلمي حديثه الشيق ولم أكن بالقادر على إعطاء الحسن والروعة التي تجلت في حديث سموه.. وإلى اللقاء..