لم أره في حياتي سوى مرة واحدة في إحدى المناسبات المقامة في بريدة ولكنه كان حاضرا في كل موقف ومتواجدا في كل ميدان، ذلك هو وجيه المجتمع القصيمي الشيخ صالح العبدالله السلمان رجل الأعمال المعروف الذي انتقل إلى رحمة ربه يوم الأربعاء 21- 3-1427ه ولو لم تكن له بصمات في كل محفل لما مسكت قلمي ذاكرا بعضا من مآثره ليذكر بالخير، ويدعى له بالمغفرة والرحمة ولذويه بالصبر والسلوان، ولمن كان لهم عون وسند بالاحتساب فقد يكون فقدهم له يوازي مصاب أولاده به. ولد- رحمه الله- في بلده (المريدسية) أحد أرياف مدينة بريدة الغربية عام 1350ه درس في مطلع حياته في كتاتيب البلدة، ثم اضطرته الظروف الاقتصادية القاسية للانتقال لمدينة الرياض بحثا عن الرزق الحلال، وكان فتا يافعا، وذاك في عام 1366ه. عمل في الرياض بداية في بناء المنازل الطينية، تنقل بعدها لعدة أعمال بعد عشر سنوات أخذه الحنين لمسقط رأسه وقفل راجعا للقصيم حيث افتتح دكانا صغيرا في بريدة لم يحالفه النجاح ليعود للرياض كرة أخرى، ويفتح مكتبا عقاريا مستدينا رأس ماله حتى صادف الطفرة العقارية فكسب الكثير مالا وإدارة للعقار لكنه نقل تجارته لبريدة حبا وولعا بمرتع الصبا، بعد رحلة الكفاح أسس شركة صالح عبدالله السلمان وأولاده اندرج تحتها العديد من المشاريع الخدمية والتجارية اندرج تحتها المزارع والأسواق والمخابز والمطابع والفنادق والصيدليات ومصنع للبلاستيك.. هذه مشاريعه إجمالا ومايهمنا ذكره الجانب الديني والاجتماعي الذي جعل منه رجلا محبوبا للقاصي والداني، فقد أسهم بدعم جمعية تحفيظ القرآن الكريم، وكان من المؤسسين لجمعية البر الخيرية ببريدة، وله مساهمات في إدارت خدمية عديدة داخل المنطقة وخارجها، لقد تعدى بره وإحسانه الجمعيات الخيرية إلى من يعرفه أو يقصده، أو حتى يعلم حالته.. وقد كانت مزرعته في الركية شرق بريدة مرتعا للعائلات عند قضاء إجازة آخر الأسبوع أو عطلات الأعياد لا يرد قادما ولا طالبا، في الجانب الوطني له مشاركات في تطوير مدينته ومنطقته عموما، في الشأن الرياضي دخل وطنيا رئيسا شرفيا أو عضوا بارزا حتى تقلد رئاسة شرف نادي الرائد في بريدة ورئيسا للجنة أهالي منطقة القصيم.. أما ضيوف منطقة القصيم فكثيرا ما يعد لهم برنامج ترويحي وإعلامي من خلال فندق السلمان ومزرعته إضافة لبرنامج حافل يمكنهم من خلاله بجولات على العديد من آثار ومعالم المنطقة.. وقلما تجد زائرا رسميا للقصيم مواطنا أو مسؤولا أو أجنبيا لا يعرف الشيخ صالح السلمان -رحمه الله-. بقي أن أقول: إنني لم أصادفه في حياتي إلا مرة واحدة، وكانت بمناسبة زواج أحد الأقارب في بريدة والمناسبة زواج قريبي الذي كان يعمل آنذاك لدى شركة صالح عبدالله السلمان وأولاده في وظيفة، بسيطة فقد رأيت الشيخ صالح السلمان تاركا مشاغله وارتباطاته ملبيا دعوة الموظف الصغير لديه عدا دعمه ماديا. رحم الله فقيدنا وأسكنه فسيح جناته وألهم أهله ومحبيه الصبر والسلوان.