عندما يتاح لك أن تستمتع بالعرضة السعودية سواءً مباشرة أو عبر التلفاز، فإنك بالتأكيد ستتوق لمشاهدة ترويض السيف أثناء العرضة وهو بيد الفارس والذي يناغم ويتحرك مع إيقاع الطبول، وبالتالي فإنك ستكون سعيداً وأكثر متعة عندما تشاهد الملك عبد الله بن عبد العزيز وهو يروض السيف بيده مع إيقاع الطبول وسط نشوة النصر وتلامع السيوف التي تحكي قصة الكفاح والتأسيس، ويحكي تاريخ العرضة بالسيف والكردة والبنادق وغيرها من السلاح بأنها احتفالية بالنصر ولرفع الروح المعنوية ولذلك تمتاز قصائد وأهازيج العرضة بالكلمات الحماسية والشجاعة والقوة إذ لا مكان ولا مجال لشعر آخر غير ذلك. ووجدت العرضة بشكل أساسي في عهد الملك عبد العزيز رحمه الله، وروي أنه كان يعرض وسط جنوده وشعبه إبان الانتصارات والأعياد وخلال احتفالات تقوية جموعه وتذكيرهم بالنصر والجهاد ورفع الروح المعنوية لديهم، وروي أيضاً أنه كان يعرض بالسيف والكردة المشابهة للسيف ولكنها أصغر منه، والملك عبد العزيز لم يمارس العرضة بالسيف لوحده ولكنه يشاركه أبناؤه ورجاله، وكنت أتابع الملك عبد الله فارس العروبة منذ سنوات وأتسمر أمام شاشة التلفاز عندما يكون وسط حلبة العرضة السعودية وهو يتناول السيف ويروضه في كل اتجاه وبأي قبضة وسط لمعانه بحركات فروسية كما هو الفارس على صهوة جواده وهو يبارز الفرسان في ساحة القتال. الملك عبدالله لقب بملك الإنسانية وفارس العروبة وبمناسبة الجنادرية التي انتهت فعالياتها هذه الأيام أجمع الجميع على أنه الزعيم العربي الوحيد الذي يروض السيف مثلما كان آباؤه وأجداده، وهو من روض السياسة ليساهم بها في إيجاد بعض الحلول للأزمات الدولية وهو من روضها لصالح الاقتصاد وحل البطالة وأدخل بلاده في دائرة التجارة العالمية وأجبر القلوب طائعة مختارة لمحبته وسدّد ضربات قاصمة للإرهاب بحنكته ليعيش العالم في سلام ورخاء، ولذلك يحق له أن يبتهج ويروض السيف تعلوه ابتسامة لشعبه الذي يتابعه ويتمايل معه عبر إيقاع الطبول يبادله الحب والولاء لقائد مسلم شجاع ضحى بوقته وجهده لشعبه. حفظك الله أبا متعب لتكمل المسيرة وترتقي بالأمة.