حكى لي صديق قصة مؤلمة شاهد فصولها في مقبرة العود في الرياض. يقول الصديق: ذهبت للمقبرة لدفن طفل قريب توفاه الله، وبعد الدفن طلب منا العامل اليماني الموجود في المقرة دفع أجرة حفر القبر فقلنا له كم المبلغ؟ قال: خمسة عشر ريالاً لقبر الطفل وثلاثون ريالاً للكبير ويقول الصديق: إننا دفعنا، ولكن كان بالقرب منا جماعة من البادية فقراء الحال يدفنون ميتهم وبعد انتهاء الدفن طالبهم عامل المقرة بالدفع فقالوا: ليس معنا شيء.. فقال لا بد من دفع ثلاثين ريالاً، وبعد نقاش طويل اضطر قريب الميت أن يرهن عند العامل مشلحه حتى يحضر له النقود. هذا ما رواه صديقي.. والواقع أنها قصة مؤلمة وينطبق عليها المثل القائل (موت وخراب ديار) ويستغرب الصديق هذا الوضع في المقبرة ويرجو أن توضح الجهة المسؤولة عن المقرة الأمر للجمهور لأن صديقي كان يظن قبل هذه الحادثة أن القبور تحفر مجاناً وصدقوني إن الكثير وأنا منهم كنا نعتقد ذلك.. الواقع أن ما رواه صديقي شيء مؤسف وكنت حضرت أكثر من مرة للمقبرة للمشاركة في دفن قريب أو صديق وكنت أدفع وأشاهد أصحاب الميت يدفعون نقوداً للعاملين على حفر القبور والمسؤول عن معدات الحفر والدفن وكنت أعتقد بأن ما يدفع صدقة أو هبة من أصحاب الميت للقائمين على الحفر وحفظ المعدات والحراسة. ولكن يظهر أن الواقع غير ذلك.. فيبدو أن هؤلاء إن منحوا شيئاً مجزياً سكتوا ولم يناقشوا وإن لم يدفع لهم شيء أو منحوا شيئاً قليلاً أوضحوا أن المفروض دفعه هو كذا مبلغ.. وبدوري أتوجه لأمانة مدينة الرياض إذ أنني أعتقد أنها الجهة المسؤولة عن المقبرة.. وأرجو أن نوضح الأمر للجمهور حتى يكونوا على علم بما يجب دفعه لحفاري القبور وحتى لا تتكرر مأساة أخينا رجل البادية الذي أوردت قصته، وحتى نقضي على هذا الاستغلال إن كان ليس لهم حق في شيء، أو أن يمنحوا حقهم وافياً والله الموفق.