قال أيهود أولمرت رئيس وزراء إسرائيل المؤقت أمس الجمعة: إن إسرائيل قد تستهدف إسماعيل هنية رئيس الوزراء الفلسطيني المكلف إذا تورط في هجمات فلسطينية. ووعد أولمرت باستخدام ما وصفه ب(قبضة من حديد) ضد النشطين الفلسطينيين قبل الانتخابات العامة الإسرائيلية التي تجرى في 28 مارس آذار الحالي. وفي حديث مع صحيفة جيروزالم بوست قال أولمرت حين سئل عمّا إذا كانت إسرائيل تعد هنية هدفاً عسكرياً مشروعاً كل من يشارك شخصياً وبشكل مباشر في الإرهاب هو هدف...إذا ارتكب هنية أعمالاً إرهابية يعرض نفسه لاحتمال أن يصبح هدفاً. آمل ألا يفعل. حسب زعمه. وقال أولمرت للصحيفة العبرية: إنه سيعطي السلطة الفلسطينية بقيادة حماس وقتا (معقولا) لإجراء إصلاحات ونزع السلاح وقبول اتفاقات السلام المؤقتة. وأضاف اولمرت بقوله: (سننتظر لكني لا انوي الانتظار إلى الأبد). وتابع رئيس الوزراء الإسرائيلي المكلف إذا مر وقت معقول واتضح أن السلطة الفلسطينية غير مستعدة للقبول بهذه المبادئ فسنكون بحاجة لأن نبدأ التحرك. وفي مقتطفات من الحديث نشرت أول من أمس قال أولمرت: إنه يعتزم فرض حدود دائمة لإسرائيل بحلول عام 2010 من جانب واحد وينسحب من أجزاء من الضفة الغربية ما لم تعترف حماس بالدولة اليهودية وتنبذ ما سماه العنف لتبدأ مفاوضات السلام. وفي مقابلة أخرى أجرتها صحيفة هاآرتس ونشرت في موقعها على الإنترنت قال أولمرت: إن الجدار العازل قد ينقل موضعه إما شرقاً أو غرباً إذا اقتضى الأمر. وأضاف مسار الجدار الذي مازال حتى الآن جداراً أمنياً سيتماشى مع المسار الجديد للحدود الدائمة. وأمر اولمرت بالإسراع ببناء الجدار الذي يمر عبر أراضي الضفة الغربية حول المستوطنات اليهودية الكبرى. وزادت هذه الخطوات مخاوف الفلسطينيين من أن إسرائيل تبني الجدار بهدف تعزيز قبضتها على مناطق بالضفة الغربية. واتمت إسرائيل بناء نصف الجدار تقريباً الذي يبلغ طوله 600 كيلومتر والمؤلف من شبكة من السياج والحواجز الأسمنتية بعضها يقع في أراض محتلة يريد الفلسطينيون إقامة دولتهم عليها. وفي حديثه عن مستوطنة معاليه ادوميم قال اولمرت: إن اعتبار تلك المستوطنة جزءاً من إسرائيل وتركها معزولة في الوقت ذاته هو أمر (لا يمكن تصوره). ويخشى الفلسطينيون أن يؤدي ذلك في النهاية إلى عزل الضفة الغربية عن القدس وحرمانهم من دولة تتوافر لها مقومات الحياة. ومن جانبه قال صائب عريقات كبير المفاوضين الفلسطينيين: إن السياسة الأحادية الجانب ليست السبيل لإحراز تقدم. وقال: إن السلطة الفلسطينية تدعو اولمرت لاستئناف مفاوضات الوضع النهائي معها، مضيفاً أن الطريق إلى السلام والأمن في المنطقة ليس من خلال السياسات والخطوات الأحادية الجانب وبناء الجدران والمستوطنات بل من خلال استئناف مفاوضات الوضع النهائي. وفي رد فعل على تصريحات أولمرت العدائية قال رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) خالد مشعل: إن خطة رئيس الوزراء الإسرائيلي بالوكالة أيهود اولمرت لرسم الحدود النهائية لإسرائيل من الآن وحتى 2010 (إعلان حرب). وتابع مشعل في منزله بدمشق أن (خطة فك الارتباط تقوم على الانسحاب من المناطق ذات الكثافة السكانية الفلسطينية.. هذا ليس سلاماً بل إعلان حرب على الشعب الفلسطيني). ورأى أن هذه الخطة تؤدي إلى استمرار (إسرائيل) بالبقاء في مساحة كبيرة من الضفة الغربية مع وجود الجدار مع الاستيطان مع رفض التنازل عن القدسالشرقية والرفض بحق العودة للشعب الفلسطيني. وعلى صعيد آخر قال مشعل: إن حماس (تضمن نزاهة مالية كاملة للدول المانحة)، مؤكداً أن الأموال لن تكون في (قنوات فساد وإنما للشعب الفلسطيني مباشرة). وتابع أن حماس (تعطي ضمانة للدول المانحة أن هذا المال لن يذهب إلى الحركة وإنما إلى الحكومة والشعب الفلسطيني). وأضاف أن (نسبة الفساد العالية التي كانت في ميزانية الحكومة الفلسطينية كانت مرهقة للموازنة). وأكد مشعل (نحن سنقصي هذا الفساد وهذا سيخفف من عبء الموازنة). وحول تلقي مساعدات من إيران، قال: (سنقبل الدعم للشعب الفلسطيني من أي دولة في العالم هذا حق... لكننا لا نقبل بأي دعم مشروط، نقبل دعماً حرا من أي دولة في العالم)، موضحاً أن (الدول العربية والإسلامية حين تدعمنا يكون ذلك بلا شروط).. لكنه أوضح (للاسف هناك بعض الأطراف في المجتمع الدولي اليوم تحاول أن تضع الشروط على أي مساعدات وتقايض من خلالها حكومة حماس على الموقف السياسي وهذا غير مقبول). وندد بقيام إسرائيل ب(حجب حقوق الشعب الفلسطيني من الضرائب حوالي 650 مليون دولار في السنة بحيث تظن مع بعض الأطراف انها قادرة على تحريض الفلسطينيين على حكومة حماس أو لإفشال برنامجها أو الضغط عليها لتغير مواقفها).