* س: - في رحلة أُسرية تناقشنا في تأثير الأب على الولد ثم ضرب أحدنا مثلاً بابن خزيمة فمن يكون؟ وهل صحيح أنَّه نتيجة تربية واعية...؟ عبد الله. ب. ب. م /علي. ب. ب. م / أ. ب. ب. م - حوطة بني تميم / زيد م. ع. أ. س / سعد بن عبدالله. م. أ * ج: - بين يدي الآن (صحيح ابن خزيمة) أحد كتب الإسلام المجددة في علم وتجديد وحضارة هذه الأمة من نواحٍ كثيرة وفي نواحٍ كثيرة في الفقه والحديث والأصول والطب والقضاء والأدب والنقد والجرح والتعديل، حقق هذا الكتاب وعلق عليه الدكتور محمد مصطفى الأعظمي ج1 وما دام قد حققه ورسم أمر حياته وبين آثاره فسوف أُورد ترجمة ابن خزيمة كما جاءت في ص7 وما بعدها وفيما أورد كفاية وهي وافية بإذن الله تعالى قال د. الأعظمي: (يُعد القرنان الثالث والرابع الهجريان من أنضج قرون الثقافة الإسلامية إنتاجاً وما غُرس في القرن الأول على يد الصحابة الكرام رضوان الله تعالى عليهم أجمعين وسقي على أيدي التابعين وأتباع التابعين في القرن الثاني بدأ يؤتي أكله ناضجاً شهياً في القرنين الثالث والرابع. في هذا العصر الذهبي ولد إمام الأئمة فقيه الآفاق المجتهد المطلق أبو بكر محمد بن إسحاق بن خزيمة النيسابوري مولى مجشر بن مزاحم في شهر صفر سنة ثلاث وعشرين ومئتين بنيسابور، عني بالحديث منذ حداثته وسمع من إسحاق بن راهويه المتوفى سنة 238ه ومحمد ابن حميد المتوفى سنة 230ه ولم يحدث عنهما لكونه كتب عنهما في صغره وقبل فهمه وتبصره. (رحلاته لطلب العلم). وعلى سنة الزمان أراد أن يرتحل لسماع الحديث النبوي وكان يرغب في الذهاب إلى قتيبة، فاستأذن اباه، فأجابه: (اقرأ القرآن أولاً حتى آذن لك). يقول ابن خزيمة: فاستظهرت القرآن. فقال لي: امكث حتى تصلي بالختمة. ففعلت، فلما عيدنا أذن لي، فخرجت إلى مرو وسمعت بمرو الروذ من محمد بن هاشم، يعني صاحب هيثم، فنعي إلينا قتيبة. وكانت وفاة قتيبة في سنة أربعين ومئتين. فعلى هذا بدأ ابن خزيمة رحلاته العلمية وهو في السابعة عشرة من عمره. وقد اتسعت رحلاته حتى شملت الشرق الإسلامي حينذاك فسمع بينسابور ابن راهويه وغيره. وبمرو علي بن محمد وغيره. وبالري محمد بن مهران وغيره. وبالشام موسى بن سهل وغيره. وبالجزيرة عبد الجبار بن العلاء وغيره. وبمصر محمد بن حرب وغيره. وببغداد محمد بن إسحاق الصاغاني وغيره. وبالبصرة نصر بن علي الأزدي الجهضمي وغيره. وبالكوفة أبا كريب محمد بن العلاء الهمداني وغيره. كما سمع من البخاري ومسلم بن الحجاج القشيري والذهلي وخلق روى عنه جماعة من مشايخه منهم: البخاري ومسلم صاحبا الصحيحين، ومحمد بن عبد الله بن عبد الحكم شيخه، ويحيى بن محمد بن صاعد، وأبو علي النيسابوري وخلائق، وآخر من روى عنه بنيسابور حفيده أبو طاهر محمد بن الفضل بن محمد بن إسحاق بن خزيمة. ثم في ص10 وما بعدها بعد أن ذكر شجاعته وصدق ولائه لله تعالى وجهره بالحق قال: (ثناء الأئمة عليه).. (قال ابن حبان: ما رأيت على وجه الأرض من يحسن صناعة السنن ويحفظ ألفاظها، الصحاح وزياداتها حتى كأن السنن بين عينيه إلا محمد بن إسحاق فقط). (وقال الدار قطني: كان ابن خزيمة ثبتاً معدوم النظير). (وقال ابن أبي ما تم وقد سئل عن ابن خزيمة: ويحكم، هو يسأل عنه، وهو إمام يقتدى به). (وقال أبو علي الحسين بن محمد الحافظ: لم أرَ مثل محمد بن إسحاق، قال: وكان ابن خزيمة يحفظ الفقهيات من حديثه كما يحفظ القاري السورة). (وقال ابن السريج: ابن خزيمة يخرج النكت من حديث رسول - الله صلى الله عليه وسلم - بالمنقاش). (قال الحاكم: فضائل ابن خزيمة مجموعة عندي في أوراق كثيرة). (ومصنفاته تزيد على مئة وأربعين كتاباً سوى المسائل والمسائل المصنفة (مئة جزء). (وقال السبكي: من أراد الإحاطة بترجمته فعليه بها في تاريخ نيسابور للحاكم أبي عبدالله ولكن هل بقي لنا التاريخ؟). فهذا على سبيل الاختصار المجدد ابن خزيمة فهو نتيجة تربية واعية مدركة لمكامن العطاء في عقلية الابن أو البنت إذا قام بهذا حكيم عاقل ورع أمين ذو شعور بالمسؤولية فكيف إذا كان هو الأب لا جرم نور على نور.