تولي باكستان الزيارة التي يقوم بها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز - حفظه الله - أهمية بالغة؛ لما للمملكة من ثقل إسلامي كبير؛ بحكم وجود الحرمين الشريفين على أراضيها. هذا وتقوم المملكة بالمساهمة الفعالة في حل الأزمات الدولية؛ وذلك لإشاعة السلم في المجتمع الدولي، ولاسيما القضايا التي تهم المسلمين، ومن هذه الأزمات المزمنة الصراع الهنديالباكستاني. ويأمل المراقبون في أن تقوم المملكة بحل الأزمة بين البلدين والقيام بوساطة بين القيادات الهنديةوالباكستانية خلال زيارة الملك عبدالله للبلدين. ويذكر أن تاريخ العلاقات الهنديةالباكستانية يزدحم بكثير من التوتر، كما اندلعت ثلاث حروب بين البلدين، وشهدت سنوات العلاقة العديد من المحادثات واجتماعات القمة التي يعتبر خط وقف إطلاق النار أهم نتائجها على الإطلاق، ومرت الأوضاع الداخلية لكلا البلدين بمنعطفات عديدة راح ضحيتها الكثير وكان من بينهم مجموعة من زعماء البلدين السياسيين. وفيما يلي تسلسل بأهم الأحداث في العلاقات الثنائية بينهما منذ استقلالهما: 1947 حصول باكستانوالهند على استقلالهما عن بريطاينا في أغسطس- آب، واندلاع أولى الحروب الهنديةالباكستانية بسبب كشمير في أكتوبر-تشرين الأول. 1949 إعلان وقف إطلاق النار بين البلدين في كشمير بقرار من مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة في يناير- كانون الثاني، والهند تضع دستورا للبلاد. 1965 اندلاع الحرب الهنديةالباكستانية الثانية، وإعلان وقف إطلاق النار في سبتمبر- أيلول. 1966 وفاة رئيس الوزراء الهندي لال بهادر شستري أثناء المحادثات الهنديةالباكستانية المنعقدة في طشقند بالاتحاد السوفياتي سابقا في يناير-كانون الثاني. 1971 اندلاع الحرب الهنديةالباكستانية الثالثة في ديسمبر- كانون الأول إثر الدعم الهندي للحركة الانفصالية في باكستانالشرقية (بنغلاديش فيما بعد)، واستسلام ما يقرب من 90 ألفا من القوات الباكستانية للجيش الهندي، واستقالة يحيى خان وتولي ذو الفقار علي بوتو الرئاسة. 1972 وقع رئيسا الوزراء في الهندوباكستان أنديرا غاندي وعلي بوتو في يوليو-تموز على اتفاقية شِملا التي حددت خطا للهدنة يفصل بين كشمير الهندية وكشمير الباكستانية. 1974 أجرت الهند أولى تجاربها النووية لتصبح بذلك سادس قوة نووية في العالم في مايو- أيار. 1976 استئناف العلاقات الدبلوماسية بين الهندوباكستان على مستوى السفراء. 1982 وقع كل من رئيسة الوزراء الهندية أنديرا غاندي والرئيس الباكستاني الجنرال ضياء الحق اتفاقية عدم اعتداء واحترام الجوار بين البلدين في 18 مايو-أيار. 1986 أظهر البلدان رغبة في الوصول إلى اتفاق سلام عقب المحادثات الهنديةالباكستانية على مستوى وزراء الخارجية التي عقدت بإسلام أباد. 1988 توقيع البلدين اتفاقية عدم الاعتداء على المنشآت النووية لكل منهما في 31 ديسمبر-كانون الأول. 1989 قائد الجيش الباكستاني الجنرال ميرزا أسلم بيك أعلن نجاح التجارب الباكستانية في إطلاق صاروخها البالستي الأول حتف (1) وحتف (2) في أكتوبر-تشرين الأول، وأجرت الهند تجارب لصورايخها البالستية المهيأة لحمل رؤوس نووية، وحزب المؤتمر يمنى بهزيمة في الانتخابات العامة بالهند، وتشكيل حكومة أقلية بقيادة حزب جناتا دل. 1992 أعلنت باكستان في فبراير-شباط امتلاكها للمعلومات والتقنيات الكاملة لتصنيع القنبلة النووية لكنها عبرت عن عدم رغبتها في القيام بذلك، ومتطرفون هندوس مؤيدون لحزب بهارتيا جناتا يدمرون مسجد بابري التاريخي في ديسمبر- كانون الأول. 1994 فشلت المحادثات الهنديةالباكستانية المنعقدة في يناير- كانون الثاني وباكستان تستبعد أي محادثات قادمة قبل توقف القوات الهندية عن انتهاك حقوق الإنسان في كشمير الهندية، ونواز شريف يعلن امتلاك باكستان للقنبلة النووية لكن حكومة بينظير بوتو نفت ذلك. 1996 رئيسة الوزراء بينظير بوتو تدعو الهند في يونيو-حزيران إلى استئناف المحادثات بين البلدين بشرط أن تجري الهند انتخابات محلية في إقليم كشمير الهندي، وأقال الرئيس الباكستاني فاروق لغاري حكومة بينظير بوتو بتهمة الفساد. 1997 في مارس-آذار عقدت جولة أولى من المحادثات الجديدة بين البلدين على مستوى وزارتي الخارجية في نيودلهي، والتقى وزيرا خارجية البلدين في نيودلهي في أبريل-نيسان من العام نفسه. وفي مايو-أيار التقى رئيس الوزراء الهندي إندر كومر كوجرال نظيره الباكستاني محمد نواز شريف إبان اجتماعات رابطة جنوب آسيا للتعاون الإقليمي (سارك) وتم الاتفاق على أجندة من ثماني نقاط كانت مسألة كشمير إحداها وذلك في الجولة الثانية من محادثات وزيري خارجية البلدين في إسلام أباد في يونيو-حزيران على أن يتم تحديد آليات تطبيق الأجندة في لقاءات لاحقة، والهند ترفض وساطة أمريكية لحل الخلاف على كشمير وتؤكد أن المسألة الكشميرية تحل بمحادثات ثنائية مع باكستان. 1998 باكستان تجري تجارب ناجحة على صاورخها البالستي غوري في أبريل-نيسان، والهند تعلن في مايو-أيار إجراء تجارب نووية جديدة تحت الأرض، وباكستان ترد بإجراء تجارب نووية مماثلة في الشهر نفسه، ورئيس الوزراء الهندي أتال بيهاري فاجبايي يصرح بأن بلاده مستعدة لإنهاء خلافاتها مع باكستان عبر المحادثات الثنائية، كما صرح بإمكانية إجراء تجارب جديدة على الصاروخ البالستي أغني. 1999 عقد رئيس الوزراء الهندي أتال بيهاري فاجبايي قمة تاريخية مع رئيس وزراء باكستان نواز شريف بمدينة لاهور الباكستانية في فبراير- شباط، وفي يونيو- حزيران اندلعت معارك شديدة بين الطرفين في مرتفعات كارغل. 2000 أعلن حزب المجاهدين الكشميري الموالي لباكستان وقف إطلاق النار في يوليو-تموز، وفي أغسطس-آب عقدت محادثات سلام بين الحزب والحكومة الهندية. 2001 عقد الرئيس الباكستاني برويز مشرف قمة مع رئيس الوزراء الهندي أتال بيهاري فاجبايي في مدينة أغرا الهندية دون أن يصدر عن الزعيمين أي بيان مشترك، ووقع هجوم على البرلمان الهندي في نيودلهي أدى لمقتل 14 شخصا من بينهم منفذو العملية، واتهمت الهندباكستان بدعم منفذي العملية. 2002 زاد التوتر بين البلدين وأعيد نشر القوات العكسرية لكل طرف على خط الهدنة الفاصل بين كشمير الهندية وكشمير الباكستانية.