السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. تعقيباً على الخبر المنشور في جريدة (الجزيرة) في الصفحة الأخيرة ليوم الأربعاء الموافق 7-10-1426 ه عن تمكن رجال الأمن البواسل من القبض على خاطف ومغتصب الطفلة ذات السنوات الأربع في حي الفيصلية في الرياض وتقديمه للمحاكمة أقول : إن رجال الأمن عيونٌ ساهرة للمجتمع، وحصنٌ حصينٌ على حرماته، يبذلون الغالي والنفيس؛ تقرباً لله - عز وجل - في حماية بلاد المسلمين، بلاد التوحيد، معقل الإيمان، ومهبط الرسالة، وقبلة المسلمين، والسهر على حفظ حرماتهم وأنفسهم وأموالهم، والذب عن محارمهم والدفاع عن أعراضهم . وهم - بتوفيق الله تعالى ثم بجهود القادة المخلصين - يبسطون الأمن ، وينشرون الطمأنينة، ويقمعون المعتدي، ويردعون الباغي، ويحفظون لكل ذي حقٍ حقه ؛ فنحمد الله - عز وجل - ونثني عليه الخير كله أن بسط لنا الأمن والطمأنينة في بلادنا المباركة، الشاسعة المساحة، المترامية الأطراف، فما من جريمةٍ مهما صغُرت إلا ورجال الأمن لها بالمرصاد، ومهما ضعُفت الأدلة والآثار في مسرح الجريمة إلا وييسر الله - عز وجل - للمحققين أثاراً وأدلة يستدلون بها للقبض على مقترف هذه الجريمة وتقديمه للعدالة لينال جزاءه الشرعي . وما هذه الجريمة الكبيرة (الحرابة والسعي في الأرض فساداً) التي ارتكبها مجرمٌ لم تعرف الرحمة طريقاً إلى قلبه، ولم يردعه وازعٌ إيماني ، ولا عرفٌ اجتماعي، بل ولا سلوك فطري، ظاناً أنه سيفلت من يد العدالة، لقلة الأدلة التي تركها في مسرح الجريمة، بل لفقدانها أصلاً، إلا أن الله - عز وجل - وفق رجال الأمن المخلصين (رجال المباحث الجنائية) للإطاحة بهذا المجرم، وتقديمه ليد العدالة لينال الجزاء الشرعي المقرر له . إن المرء العاقل ليساوره العجب من جرأة بعض الناس على حرمات المسلمين. كيف تجرأ هؤلاء على الإقدام على هذه الجريمة؟ ألم يفكروا - مجرد تفكير - في عواقبها الوخيمة؟ ألم يفكروا - مجرد تفكير - في أنهم في بلاد التوحيد التي لا توجد فيها جريمة تقيّد ضد مجهول؟ ألم يفكروا - مجرد تفكير - في أنهم غداً موقوفون بين يدي الله - عز وجل - ومحاسبون على جريمتهم؟ ألم يفكروا - مجرد تفكير - برد فعل المجني عليهم إذا تعرفوا عليهم؟ ثم أين تربى أمثال هؤلاء؟ هل درسوا في مدارسنا وجلسوا الساعات تلو الساعات سنين عديدة يتعلمون من مدرسيهم فضائل الأخلاق والأعمال؟ هل سكنوا في أحيائنا وصلوا خلف أئمتنا في مساجدنا؟ أين دور أهل التربية والتعليم وأئمة المساجد في توجيه الشباب ونصحهم، بل أين دور الآباء الذين انشغلوا عن أبنائهم وسلموهم لدعاة الضلال والانحراف؟ ووالله إننا لنتألم أشدّ الألم حين نشاهد أولياء الأمور في سباتٍ عميق لا يصحون منه إلا في وقتٍ لا ينفع فيه الندم! نتألم أشدّ الألم حين نشاهد أولياء الأمور يهرعون لإمارات المناطق وأقسام الشُرط وقد اسودّت وجوههم وتنكّست رؤوسهم يلتمسون الأعذار لأبنائهم ويستعطفون المسئولين للشفقة بهم وبزوجاتهم .. لماذا لم يفكر هؤلاء الشباب بما سيكون لأهاليهم ولآبائهم وأمهاتهم من قلقٍ وهم وحزن؟ لماذا لم يرب هؤلاء الشباب على احترام خصوصيات الآخرين ومشاعرهم؟ نسأل الله - عز وجل - أن يهدي شباب المسلمين، وأن يوفق آباءهم لتربيتهم التربية الجادة المسئولة، وأن يحفظ أعراضنا وأعراض المسلمين، وأن يوفق بناتنا وأخواتنا وزوجاتنا لكل خير. الملازم أول محمد بن عبد العزيز المحمود شرطة منطقة القصيم - مركز شرطة رياض الخبراء