في إفادة حقوقية ملؤها مأساة وصلت مكتب (الجزيرة)، هددت الأسيرة الفلسطينية منال غانم (30 عاماً)، بالبدء بإضراب مفتوح عن الطعام في حال فصلتها إدارة السجن اليهودي عن طفلها ( نور) الذي سيبلغ العامين يوم العاشر من شهر تشرين أول - أكتوبر الجاري، حيث من المقرر الإفراج عنه حسب القوانين الإسرائيلية..!! وفي قصة مأساوية أخرى لأسيرات فلسطين وصلت (الجزيرة) فحواها من أسيرات يقبعن في سجن تلموند اليهودي، جاء فيها: أن الأسيرات الفلسطينيات في هذا السجن يتعرضن للضرب المبرح وللقمع والاعتداء بشكل وحشي من قبل السجانين والسجانات اليهود، ناهيك عن قطع المياه والكهرباء عن السجن، ونقصان الطعام ورداءة نوعيته. وتعرض هنا (الجزيرة) إفادة حقوقية وقصة مأساوية، والقصة المأساوية هي لتلك الأسيرة الأم (منال غانم) و طفلها (نور) الذي كانت قد أنجبته في المعتقل اليهودي، وطفل آخر لم تكتب له الحياة، وتحتجز في سجن تلموند الإسرائيلي للنساء. وفي الإفادة التي وصلت (الجزيرة)، قالت أسيرات من هذا السجن، بأن زميلتهن منال تمر في حالة نفسية سيئة مع اقتراب موعد فصل ابنها عنها، حيث لا تتصور ابتعاد ابنها عنها خصوصاً أنه لا يعرف من الدنيا سواها. ووجهت الأسيرات مناشدات للمؤسسات والجهات الحقوقية كافة، للتدخل والإفراج عنها وعن طفلها معاً، والحيلولة دون عملية الفصل القسرية بين الاثنين. وتشير هنا (الجزيرة) إلى أن قصة الأسيرة منال غانم، مع الاعتقال بدأت يوم 17 نيسان 2003، ولم تكن العائلة تتوقع عندما اقتحم جنود الاحتلال المنزل، أنهم يريدون منال، ولكنهم توقعوا أن يكون البحث عن شقيق زوجها غانم محمود غانم، المطارد لسلطات الاحتلال، واعتقلت منال تاركة خلفها ابنيها إيهاب وماجد وابنتها نيفين، وفي بطنها جنين صغير، قدر له أن يرتبط مصيره بأمه. وبعد تحقيق وتعذيب تعرضت له منال، حكمت عليها محكمة عسكرية إسرائيلية، بالسجن 4 سنوات، وقبل نحو عامين ولدت في السجن وهي مكبلة اليدين، توأمين، أحدهما لم يتحمل ظروف الاعتقال، بينما عاش الثاني الذي أطلقت عليه منال اسما لا يخلو من دلاله هو (نور) الذي سيبلغ عمره العامين، في العاشر من هذا الشهر الميلادي، ووفقاً لقوانين إدارة السجون الإسرائيلية، فإنه سيتم الإفراج عن الطفل نور، بينما ستظل والدته في المعتقل حتى إكمال فترة حكمها. وفي هذا السياق، أطلقت مؤسسة الضمير في 21 آذار الماضي، وبمناسبة ما يسمى ب عيد الام، حملة لإطلاق سراح منال وابنها نور. وقالت مديرة مؤسسة الضمير خالدة جرار: (إن هذه الحملة أطلقت لأسباب إنسانية، ولخصوصية وضع الأسيرة منال وطفلها وأسرتها، إذ إن الوضع الإنساني لأسرتها حساس للغاية، فأطفالها وزوجها يعانون بشكل يومي إثر استمرار اعتقالها، وصغيرها نور أصغر الأسرى السياسيين الفلسطينيين، الذي لا يمنح أي استثناءات خاصة، كالخروج إلى ساحة التريض في أوقات إضافية أو الحصول على الألعاب). وأضافت المحامية جرار: (إن حاجة أطفال منال الثلاثة إليها ماسة للغاية، لا سيما ماجد ابن السابعة، الذي يعاني من إصابته بالأنيميا المنجلية) وهو مرض مزمن مشابه لمرض (الثلاسيميا) تضطره لدخول المستشفى بشكل متكرر، وإن غياب الأم القصري جعل منها وزوجها وأبناءها (عائلة مع وقف التنفيذ). وخلال اعتقالها، فقدت العائلة (غانم محمود غانم) شقيق زوجها، الذي كان مطارداً من سلطات الاحتلال لانتمائه لكتائب شهداء الأقصى، الجناح العسكري لحركة فتح، حيث استشهد برصاص جنود الاحتلال، بينما يقضي شقيقه سامر، حكماً بالسجن 8 سنوات. سجانو تلموند الصهيوني يعتدون بهمجية على أسيرات مقيدات الأيدي والأرجل على الرأس والظهر والمعدة..!! وفي ملف الأسيرات الفلسطينيات أيضاً، ذكر نادي الأسير أن الأسيرات في سجن (تلموند) اليهودي، يتعرضن للقمع والاعتداء بشكل وحشي من قبل السجانين والسجانات الاحتلاليات. وفي رسالة وصلت (الجزيرة)، شرحت محامية نادي الأسير (حنان الخطيب) نقلاً عن الأسيرة أمية دمج (27 عاماً) من سكان مخيم جنين والمحكومة بالسجن لمدة 4 سنوات، تفاصيل عمليات القمع والاعتداءات التي تتعرض لها الأسيرات، وقالت: إنه تم الاعتداء عليها وعلى الأسيرات (نسرين أبو زينة، وعبير ندى، وراوية الشيخ موسى)، وهن مقيدات الأيدي والأرجل بالضرب المبرح على جميع أنحاء أجسادهن وخصوصاً على الرأس والظهر والمعدة (حسبنا الله). وأفادت أن السجانين الذين شاركوا في الضرب كانوا يضربون كل أسيرة الواحدة تلو الأخرى، بعد إزالة غطاء الرأس، ثم اقتادوهن لقسم العزل (13)، علماً أن غرفة العزل لا تتسع إلا لشخص واحد فقط. وأضافت (الأسيرة أمية دمج) بأنهن بقين على الأرض مقيدات الأيدي، وقد قطعت الإدارة التيار الكهربائي والمياه، ولم يتم إحضار الطعام لهن لمدة 24 ساعة، وفي اليوم التالي دخل السجانون والسجانات إلى غرفة العزل، وجرى الاعتداء من جديد عليهن بالعصي وبالأحذية وبالأيدي على كل أنحاء أجسامهن. وتابعت الأسيرة الفلسطينية قولها: بعدها نقلت إدارة السجن الأسيرات إلى العزل بعد الحكم عليهن قضاء أسبوع فيه، ومنع زيارة الأهل لهن لمدة شهرين، وفرض غرامة 100 دولار على كل أسيرة. وأشارت الأسيرة دمج إلى أنه خلال فترة العزل، كان السجانون والسجانات يبصقون عليهن ويشتمونهن (بأقذر الشتائم). وعلمت (الجزيرة) في نبأ لاحق، أن الأسيرات في سجن (تلموند) والبالغ عددهن (118 أسيرة) بدأن، بإضراب جزئي عن الطعام، حيث أعدن الوجبات التي تقدم لهن، مطالبات بإنهاء العزل الانفرادي لزميلاتهن ووقف سياسة العقوبات والاعتداء الهمجي الصهيوني بحقهن.