في مثل هذا اليوم من عام 1921م قررت عصبة الأمم عدم مساعدة روسيا في مواجهة المجاعة التي تعرضت لها بسبب تدهور الأوضاع الاقتصادية وموجة الجفاف التي ضربت مساحات شاسعة من البلاد. وكان قرار المنظمة الدولية التي تأسست في أعقاب الحرب العالمية الأولى بهدف حفظ السلام والاستقرار الدوليين ردا على قيام الحكم الشيوعي الذي قام في روسيا على أنقاض الحكم القيصري في أكتوبر عام 1917م. وكان وادي نهر الفولجا أحد أخصب أودية روسيا السوفييتية قد تعرض لهجوم جليدي كبير أيضا فدمر مساحات شاسعة من مزارع القمح التي كانت قد نجحت من موجة الجفاف الشديدة في الصيف في الوقت الذي كان هذا الوادي الموجود الآن في جمهورية تترستان إحدى جمهوريات روسيا الاتحادية حاليا يشكل سلة القمح لروسيا في ذلك الوقت. وقد رفضت القوى الغربية المسيطرة على عصبة الأمم منح روسيا أية مساعدات غذائية في مواجهة المجاعة بدعوى أن الحكومة الروسية هي التي جمعت كل ما لدى المواطنين الروس من مخزون القمح والغذاء لتغذية الجيش الروسي الذي كان يعرف باسم (الجيش الأحمر) في ذلك الوقت. وكان النظام الشيوعي قد ورث تركة ثقيلة من النظام القيصري السابق حيث كانت الأحوال الاقتصادية للإمبراطورية الروسية في أسوأ حال وشهد العقدان الأولان من القرن العشرين عدة ثورات شعبية بسبب تدهور الأوضاع الاقتصادية منها ثورة الفلاحين عام 1905م ثم الثورة الشيوعية نفسها عام 1917م التي انطلقت باعتبارها ثورة للجياع قبل أن يقفز الشيوعيون إلى مقدمة الصفوف ويحيلونها إلى ثورة شيوعية تطيح بالحكم القيصري وتقيم حكما شيوعيا استمر قرابة سبعين عاما حتى عام 1991م. وكانت مجاعة 1921م هي الأخيرة في العهد السوفييتي حيث أدرك الشيوعيون في موسكو ضرورة وضع خطة شاملة لتطوير اقتصاد البلاد بما يحول دون وقوعها في مثل هذا الفخ مرة أخرى.