كلنا يتطلع إلى تنمية السياحة الداخلية بمفهومها ومواسمها الصيفية منها أو الشتوية وبلادنا والحمد لله تتوفر بها الأمكنة المناسبة التي يميل إليها الناس وتتناسب مع طبيعة حياتهم وهواياتهم وبيئتهم ومناخ منطقتهم. ويكمن ذلك في موسم طويل تشتهر به منطقة القصيم خاصة ألا وهو موسم الرحلات البرية والتنزه الطبيعي خلال فصلي الشتاء والربيع ومع ذلك لم يبذل أي جهد يذكر خاصة في مجال تعبيد الطرق الواصلة من وإلى المتنزهات المتعددة بالمنطقة. ومما دعاني لهذه الكتابة هو تأييدي لما طرحه المواطن عبدالله بن عبدالعزيز التويجري يوم الاثنين 26-6-1426ه بعدد الجزيرة 11995 ص25 وطن ومواطن وما سطره من ملاحظات ومطالبات جديرة بالاهتمام والحرص والتجاوب السريع عن متنزه القصيم الوطني بالطرفية شرقي شمال مدينة بريدة. فأقول وبالله التوفيق: أولاً وقفت شخصياً خلال الموسم الماضي على أهم وأكبر معاناة المتنزهين الذين يتذمرون مراراً وتكراراً منها وتفسد عليهم بهجتهم وسعادتهم وراحتهم عند خروجهم للبراري وعودتهم لمنازلهم خاصة أثناء نزول الأمطار وهذه المعاناة تكمن في ضيق وسوء حال الطريق الذي يؤدي إلى هذا المتنزه الحيوي والشهير ويمتد من الطرفية الشرقية حتى قرية السويدة مروراً بميدان الهجن الكبير بمنطقة القصيم. فهذا الطريق الزراعي كثير المخاطر والمهالك لعدة أسباب فهو ضيق جداً ومتصدع وكثير الحفر وبه منحدرات ومرتفعات ومنعطفات مفاجئة أدت إلى الكثير من الحوادث المميتة عند ازدحام المتنزه من العوائل والشباب الذين يقصدونه في موسم الشتاء كل عام والذي صنفته هيئة السياحة بأول متنزه سياحي شتوي بالمنطقة لكثرة الأعداد الغفيرة الذين يستمتعون بأجوائه الطبيعية بالإضافة إلى أهم الأسباب وأعظمها خطورة وهو أنه يخترق الطريق عدة أودية وشعاب تحتجز الآلاف من المتنزهين ويخاطر الشباب بأنفسهم في مغامرات ربما تودي بحياتهم من خلال قطع هذه الشعاب بسياراتهم. وبالفعل تم سقوط عشرات السيارات بموسم أمطار العام الماضي بالطرفية داخل مجرى شعيب الطرفية الكبير وتم إنقاذ مجموعة من العوائل والشباب من قبل المواطنين وفرق الدفاع المدني ببريدة الذين خرجوا لأكثر من ثلاث مرات خلال شهر واحد تقريباً لإنقاذ محتجزين بالشعيب وكذلك أفراد الدوريات الأمنية والمرور الذين سهلوا وصرفوا المتنزهين لعبور طرق آمنة. صورتان خاصتان بالجزيرة للازدحام الشديد للسيارات بالقرب من الشعيب لهواة المخيمات البرية العام الماضي وهم عائدون لمنازلهم وقد احتجزهم الشعيب وقوة الأمطار الغزيرة التي هطلت العام الماضي. وفي النهاية ورغم توجيهات مقام إمارة منطقة القصيم لإدارة الطرق والنقل بالمنطقة بالعمل على توسعة الطريق عاجلاً وإيجاد وتصريف لجريان الشعاب.. إلا أن الأمر بات منتظراً حتى يجيء موسم الشتاء هذا العام وربما تفيق الطرق وتقوم بردم ما خلفته الأمطار من أضرار بالطريق أو ترقيع الحفر فقط..؟! والموضوع يتوجب على إدارة الطرق والنقل بالقصيم سرعة النظر الجاد بما يكفل راحة واستمتاع المتنزهين. والله من وراء القصد.