عندما أمسكت القلم لأكتب فماذا سأكتب؟ وعمن سأكتب؟ عجز اللسان عن الكلام، والذهن عن التعبير، والقلم عن الكتابة.. تداعت أمامي عدة مشاهد رائعة وفريدة.. نادرة ومثيرة، سال منها حبر إحساسي على ورق مشاعري لأكتب عن (أمير الإنسانية) رائد العمل الاجتماعي في منطقة القصيم، الأمير الإنسان صاحب الأيادي البيضاء وصاحب المواقف الخيرة، صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن بندر بن عبدالعزيز أمير منطقة القصيم قائد السفينة القصيمية، الأب الحاني على أبنائها! ترجم ذلك كله لطف إحساسه وحسن مشاعره في حفل فروع وزارة الشؤون الاجتماعية بمنطقة القصيم عندما قدم مجموعة من أطفال دار الحضانة بمحافظة الرس نشيد (باسم رب العالمين) الذي يتكلم عن اليتيم الذي فقد والديه.. وأنه ابن من..؟ عندها لم يتمالك سموه مشاعره والسيطرة على حبس دموعه.. ذرفت دمعة ساخنة من سموه الكريم وانسكبت على خده راسمة معنى الأبوة الصادقة، فقام مشجعاً لهم بتصفيق حار، بعد ذلك دعاهم إليه ليمنحهم من أبوته الحانية ويطبع على رؤوسهم قبلته الكريمة بمنظر الأب المشفق على أولاده.. أواه.. ما أجمل وأروع ذلك المشهد والدمعة الحانية تذرف على الخد وقُبلته الكريمة تطبع على رؤوس الأطفال البريئة. وفي نهاية الحفل تلقى سموه هدية تذكارية وهي عبارة عن حقيبة مملوءة بأجود أنواع العود والأطياب والعطورات زكية الرائحة، قام من هو أزكى منها، زكي في عمله طيب في معاملته.. ليتواصل المشهد الرائع وبصورة أخرى عندما حول سموه الإهداء إلى هؤلاء الأطفال مترجماً بذلك أنه هو هم.. وهم هو.. هو لهم.. وهم له.. والجلوس معهم ومداعبتهم واحتضانهم والسؤال عن أحوالهم وتلمس احتياجاتهم.. حقاً هو أمير الإنسانية!!.. كم هو من مشهد رائع.. كم هي قمة التواضع.. كم هو حسن خلق عال ورفيع.. هذا هو الأمير الإنسان الذي لم يبخل في يوم من الأيام على أبناء المنطقة عموماً وأبناء هذه الفئة الغالية خصوصاً، وقته مليء بالأعمال ومع ذلك فضل أن يشاركهم أفراحهم، شفيق على صغيرهم عطوف على كبيرهم.. آه.. لقد ذرفت دموع من له إحساس واعٍ ومشاعر جياشة عندما شاهد هذه المشاهد الرائعة في شخص واحد.. شاهد هذا المشهد الجميل.. هذا العمل الرائع.. هذا التواضع الجم.. هذا العمل الإنساني.. لا.. فإن هذه الكلمات لا تكفي.. وهذه المقالة لا تفي بحقه معناً حقيقياً.. لا.. فليست هذه الكتابات مجاملة.. بل حقاً هي حقيقة وواقع ولا هي وهم من الخيال. فمن حضر الحفل رأى بأم عينه الأبوة الحانية.. والأخوة الصادقة.. والروح المشفقة.. والمسؤولية الجمة.. ومن شهد المناسبة.. رأى فرحة الصغار.. فرحة لا توصف ارتسمت على وجوههم وترجمتها عيونهم المغمورة بدموع الفرح، وطلقات البسمات البريئة، والهتافات اللطيفة.. استقبلوا والدهم بعطر الورود الفواحة وأشعار وقصائد وهتافات صياحة.. هذا اليوم هو يوم عيدهم حيث يلتقون بوالدهم والد الجميع الأمير فيصل بن بندر بن عبدالعزيز صاحب العقل الكبير والقلب الطيب. ولعل هذه الصور توضح للقارئ مصداقية المقالة وواقعاً حقيقياً مصوراً لما قام به سموه من عمل جليل طالباً به مرضاة الرب عز وجل اتجاه هذه الفئة الغالية.