لأن الوفاء قلَّ في هذا الزمان، واستبدل به الجحود والنكران، ولأن عشرة الأيام والسنوات أصبحت سرابا يراه بعض الأصدقاء العابثين بمشاعر الأخوة الحقة التي لا يفرقها سوى الموت. أقول مهلا.. فلم يزل الكون مليئاً بالأوفياء: كيف أصف إحساسي؟ كيف ألوذ بمشاعري ووجداني، أكتب لك اليوم حروفاً مغمورة بالشجن متأرجحة بين الفرح والألم. حروف أيقظت شعوري باليتم. أختي: يا رفيقة دربي لا تعذليني أن تساقط دمعي كهتون المطر في ليلة أبارك لك فيها أدعو لك بالخير. فأنا وأنت توأم روح واحدة عشنا نحث بعضنا على الخير واليوم وان فرقتنا الدنيا فكلانا تحمل لأختها دعوة نفيسة غالية في ظهر الغيب. اليوم فقط سأبكي بصمت، لأن الوحدة ستحاصر قلبي الصغير الذي حتما سيسألني عنك مع إشراقة كل شمس وأفول كل نجم: أتتذكرينه، لا أظنك نسيت صوت خفقاته التي كانت تدق بمحبة جمعتنا وأخوة ألفت بين قلبينا مدة تزيد عن الحساب أو العد. فليحفظك الله لنا ذخراً.