طالبت وزارة الداخلية والأمن الوطني الفلسطيني يوم الأحد الماضي من المواطنين الفلسطينيين توخي الحيطة والحذر وعدم الاقتراب من المواد المتفجرة أو العبث بها منعا لوقوع المزيد من الضحايا وحفاظا على أرواح الفلسطينيين. جاء ذلك على ضوء استمرار الانفجارات الغامضة التي أدت خلال أقل من ال 48 ساعة الماضية إلى سقوط أربعة شهداء فلسطينيين في بلدة بيت لاهيا ومدينة خان يونس وحي الشجاعية، وجميعها في قطاع غزة، إلى جانب عددٍ آخر من المصابين والجرحى. وقالت الوزارة الفلسطينية في بيان وصل مكتب (الجزيرة) عبر الفاكس: إنها تنظر بخطورةٍ بالغة، لتكرار هذه الظاهرة إذ إن شعبنا المناضل دفع في كثير من الأحيان، ثمناً باهظا لخطأ هنا أو هناك. من جهة أخرى أكدت وزارة الداخلية الفلسطينية أن حادث الانفجار الذي وقع عصر يوم الأحد الماضي في حي الشجاعية شرق مدينة غزة، حصل أثناء قيام أفرادٍ من هندسة المتفجرات بالشرطة؛ بمعالجة جسمٍ مشبوه، عثر عليه في المنطقة. وقال بيان الوزارة: إنه أثناء عملهم حدث الانفجار، الذي أودى بحياة أحد رجال الشرطة ومواطن آخر، فيما أصيب ثلاثة آخرون بجراحٍ مختلفة نقلوا على أثرها إلى المستشفي لتلقي العلاج، وقد شكلّت الشرطة الفلسطينية لجنة تحقيقٍ في ملابسات وظروف الحادث. وكان خمسة فلسطينيين قد استشهدوا يوم الأحد الماضي في غزة وخان يونس والخليل وجنين.. ففي بلدة الشجاعية، شرق مدينة غزة استشهد فلسطينيان، وأصيب أربعة آخرون، وقد أعلنت مصادر طبية في مستشفي الشفاء بمدينة غزة، عن وصول شهيدين وأربعة مصابين في انفجارٍ شرق مدينة غزة. وقال الدكتور جمعة السقا، مدير العلاقات العامة في المستشفي: إن شهيدين وصلا إلى المستشفى في حين وصف حالة اثنين من المصابين الأربعة ببالغة الخطورة، ولم تتّضح بعد خلفية وأسباب الانفجار. وفي خان يونس، جنوب قطاع غزة، استشهد، بعد ظهر يوم الأحد الماضي، أحد عناصر كتائب القسام، الذراع العسكري لحركة حماس، وهو الشهيد تحسين كلخ (24 عاماً). وقال شهود عيان: إن الشهيد كلخ استشهد جرّاء انفجارٍ غامضٍ في المخيّم الغربي بمدينة خان يونس، وأفادت مصادر طبية في مستشفي ناصر أن الشهيد كلخ وصل إلى المستشفي جثّةً هامدة جرّاء إصابته بجروحٍ في كافة أنحاء جسده. واستشهد صباح أمس الأحد، وليلة أول أمس السبت فلسطينيان اثنان في مدينتي الخليل وجنين بالضفة الغربية، فيما أصيب فلسطينيان آخران، وقد اقتيدا على يد جنود الاحتلال الصهيوني وهما مدرجان بدمائهما إلى جهة غير معلومة..!! وكان فلسطينيان قد استشهدا ليلة الجمعة الماضية في غزة ونابلس، الأول هو المواطن عزام عطية صوان (56 عاماً)، من قرية أمّاتين، الذي استشهد بسبب منع الجنود الصهاينة الموجودين على حاجز (بيت إيبا) غرب نابلس، للسيارة التي كانت تنقله من المرور إلى المستشفي، والشهيد الثاني هو (بكر مصطفى حمودة - 23عاماً)، وقد أعلنت مصادر طبية في غزة استشهاده وإصابة اثنين آخرين بجراح في انفجار غامض بالقرب من مدينة بيت حانون، شمال قطاع غزة؛ ورجحت المصادر الفلسطينية أن يكون الانفجار من مخلفات قوات الاحتلال. يشار إلى أنه بحسب التقارير والمعطيات الرسمية والحقوقية التي تصل (الجزيرة) تباعا: فإن دولة الاحتلال الإسرائيلي تكون قد أزهقت أرواح 42 فلسطينيا، وأصابت أكثر من 400 آخرين بجروح مختلفة، واعتقلت أكثر من 860 فلسطينيا، بينهم نسبة من الأطفال، وذلك منذ الإعلان عن التهدئة، في الثامن من شهر شباط / فبراير الماضي..!! وبحسب المعطيات المتواترة التي تصل تباعا إلى مكتب (الجزيرة) في فلسطين عبر الفاكسات والبريد الإلكتروني: فإن قوات الاحتلال واصلت خرق التهدئة المعلنة منذ أكثر من مائة يوم بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي، حيث بلغت هذه الخروق أكثر من 5150 خرقاً، خلال خمسة عشر أسبوعا مضت. واستناداً إلى المعطيات الحقوقية الفلسطينية، فإن قوات الاحتلال الهمجي قامت بإطلاق النار على الفلسطينيين أكثر من 915 مرة، منذ الإعلان عن التهدئة، وقصف الأحياء السكنية الفلسطينية، ونفّذت اقتحاماتٍ متكرّرة للمدن والبلدات لأكثر من 1500 مرة، في حين نصب أكثر من 1300 حاجز لإعاقة الفلسطينيين عن التنقل بين القرى والمدن الفلسطينية. وورد في الإحصائيات التي تحصلت عليها (الجزيرة): بلغ عدد اعتداءات المستوطنين اليهود ضدّ المواطنين الفلسطينيين العزل 167 مرة، في حين صادرت سلطات الاحتلال أكثر من 32 ألف دونم، وسلّمت إخطاراتٍ لمصادرة أكثر من 10 آلاف دونم أخرى.. كما أن هناك العشرات من حالات الانتهاك من مداهمات للمنازل، واحتجاز المواطنين عند الحواجز العسكرية، ومنع السفر عبر المعابر الدولية، والاستمرار في أعمال بناء جدار الفصل العنصري، الذي يلتهم عشرات آلاف الدونمات التابعة لمواطنين فلسطينيين.