اقترب الحوار الوطني بين الحزب الوطني الديمقراطي الحاكم في مصر وأحزاب المعارضة من نهايته بدون أجنحته الرئيسية حيث أعلنت خمسة أحزاب انسحابها من الحوار لأنها رأت انه استنفد أهدافه وتضمنت قائمة الأحزاب المنسحبة أهم ثلاثة أحزاب في مصر بعد الحزب الحاكم، هي الوفد الذي قاد حملة الانسحاب منذ عدة أيام وتبعه الحزب العربي الناصري في حين يدرس حزب التجمع، الانسحاب خلال الاسبوع الجاري وتتجه قياداته إلى الخروج الفعلي من الحوار، إلى جانب ذلك أكدت أحزاب الغد والأمة والدستوري الاجتماعي عدم عودتها مرة أخرى إلى مائدة الحوار الوطني. في السياق نفسه تسعى أحزاب الظل التي تضم الجيل والاتحادي ومصر 2000, والخضر, والتكافل، والأحرار، والوفاق، ومصر العربي الاشتراكي إلى استثمار الحوار مع الحزب الحاكم في إحراز عدد من المكاسب السياسية مثل مقاعد بالمجالس التشريعية أو توسيع نطاق أعمالها واستصدار عدد من الصحف الحزبية. الأزمة التي تواجه الحوار الوطني في مصر الذي بدأ بناءً إلى دعوة الرئيس حسني مبارك نهاية يناير الماضي تعيد إلى الأذهان أزمة العام قبل الماضي حيث فشلت الأحزاب المصرية مجتمعه في التوصل إلى صياغة محددة للحوار الوطني وعقدت عدة جلسات ثنائية بين ممثلين الحزب الحاكم وأحزاب المعارضة لم تتوصل إلى شيء ذي قيمة على المستوى السياسي بعدها أعلن تعليق أعمال الحوار إلى وقت غير معلوم استمر هذا الوقت ما يقرب من عامين عاد بعدها إلى جلسات موسعة ضمت 15 حزباً ناقشت قضايا الاصلاح السياسي والاقتصادي والاجتماعي واختلفت كثيراً حول ضرورة تعديل الدستور من عدمه غير أن الرئيس مبارك فاجأ المتحاورين بتعديل المادة 76 من الدستور القائم حتى يصبح انتخاب رئيس الجمهورية بطريقة الاقتراع السري المباشر من بين أكثر من مرشح الأمر الذي أشعل جلسات الحوار الوطني وطرح كل حزب رؤيته حول المادة المعدلة وتم رفع هذه الأطروحات إلى مجلسي الشعب والشورى اللذين أقرا صياغة مبدئية لم تكن على مستوى آمال الأحزاب المتحاورة. قال الدكتور نعمان جمعة رئيس حزب الوفد صاحب الدعوة إلى الانسحاب إن الحوار مع الحزب الحاكم استنفد أغراضه خاصة أن الحزب الوطني الديمقراطي لم يبدِ استجابة ملموسة لمطالبات المعارضة عن تعديل قانون الأحزاب ومجلس الشعب وطريقة الانتخابات. وأضاف جمعة أن الحوار لم يفشل ولكنه في الوقت نفسه لم ينجح ودعا إلى ضرورة اختيار رئيس الجمهورية المقبل بالطريقة القديمة- الاستفتاء- حتى تتمكن الأحزاب ورجال الدستور والقانون من وضع تصورات للإصلاح على مهل دون تعجل. أما الدكتور أيمن نور رئيس حزب الغد فقد ربط انسحابه من الحوار بما حدث له مؤخراً في محافظة الشرقية (80 كلم شرق القاهرة) حيث هاجم أنصار الحزب الحاكم نور ومرافقية أثناء توجههم إلى افتتاح مقر جديد لحزب الغد بالشرقية، واعتبر ممدوح قناوي رئيس الحزب الدستوري أن الحوار الوطني فشل لأنه لم يستجب لآراء المعارضة حول النظام الانتخابي الجيد بالنسبة لها وهو الانتخاب بالقائمة النسبية. وأوضح ضياء الدين دواد رئيس الحزب العربي الناصري أن الحوار فقد بريقه ولم يخلص إلى نتائج إيجابية مشيراً إلى أن انسحاب حزبه من الحوار مع الحزب الحاكم أصبح ضروريا لأنه لم يعد هناك مبرر لاستمراره.