لقد استبشرنا خيراً بضم وكالة الآثار والمتاحف للهيئة العليا للسياحة، وذلك لأنه يتولى رئاستها صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان بن عبد العزيز الذي يسعى بكل ما أوتي من جهد وعلم إلى أن يبرز الصفحات المضيئة والشواهد العظيمة لهذا البلد الأمين. ولا عجب في ذلك، فهذا الشبل من ذاك الأسد الذي يعدُّ من القادة المبرزين في هذا الوطن الحبيب، بل في العالم الإسلامي، إنه سيدي صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبد العزيز الذي يصعب عليَّ الإحاطة بشمائله الكثيرة وأفقه الواسع؛ حيث إنه الباعث الحقيقي بعد الله لهذه الحركة النشطة من البحث والتأليف في مجال التاريخ والأنساب في الجزيرة العربية، فهو رجل بأنساب قبائل الجزيرة العربية خبير(1)، وبحقائق التاريخ وأحداثه بصير، وفي التاريخ ليس له نظير؛ لغزارة علمه يخشاه المؤلفون، ولمعرفته الحقائق يرجع إليه المؤرخون، أعاد للتاريخ حقائقه، وأظهر أصوله ودقائقه، ونقَّاه من الشوائب والغرائب، ولعل خير شاهد على عنايته واهتمامه بتاريخ الجزيرة العربية هو ترؤسه لدارة الملك عبد العزيز وغيرها من الصروح الثقافية في هذه البلاد الحبيبة.وإذا كان منهج هذه الهيئة الموقرة يقوم على أُسس ثابتة، منها نسبة الآثار إلى عهودها الحقيقية، وإعادة الحقوق إلى أصحابها، فإننا يحدونا الأمل في إضافة اسم عفيصان إلى القصر المسمى (قصر إبراهيم) في الأحساء؛ ليصبح الاسم (قصر إبراهيم بن عفيصان) كما أجمع المؤرخون الثقاة، ومنهم مؤرخ الأحساء الشيخ محمد آل عبد القادر ومقبل الذكير وحمد الجاسر، على نسبته لإبراهيم بن عفيصان، وتسمية القصر ب(قصر إبراهيم) دليل قاطع على هذه النسبة، وقد بيَّنَّا في مقال سابق عن قصر إبراهيم بن عفيصان أن مَن قام بتشييده وبنائه هي الدولة السعودية الأولى.. جريدة الجزيرة العدد (11847).فلم تعد المبررات مقبولة، وخصوصاً بعد إشراف صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان بن عبد العزيز على قطاع الآثار والمتاحف، فسموه الكريم سليل الأسرة الحاكمة التي خدمها إبراهيم بن عفيصان بكل إخلاص. - ولأن القصر يُنسب لواحد من أكثر أمراء البلدان إخلاصاً وتضحية للدِّين ثم لأئمة آل سعود، والتاريخ خير شاهد على ذلك. - ولأن العهد الذي نستظل بظله اليوم هو العهد السعودي المبارك الذي عرف لأصحاب الحقوق حقوقهم، أسأل الله أن يديم عزَّهم ويمتعنا بهم. (*) باحث في التاريخ والأنساب. [email protected]