لا يخفى على الجميع أن مما زاد الوضع حرجاً في يوم الأحد الماضي أثناء المواجهة، هو قرب المدرسة الابتدائية (25) من العمارة التي يحتمي فيها المسلحون.. وكان رجال الأمن يهدفون لعدم إلحاق أي ضرر بالمحتجزين والحفاظ على سلامتهم.. وبادر عدد من الجهات للاتصال بالمدرسة لمعرفة أوضاعها من بينها إدارة التعليم، وكذلك مكتب الإشراف التربوي وعدد من الأهالي.. وتحدثت ل(الجزيرة) مديرة مكتب الإشراف التربوي نورة العضيب قائلة: علمنا بما يحدث في حي الجوازات في الساعات الأولى من المواجهة في يوم الأحد.. طبعاً لا أستطيع أن أصف شعوري في تلك اللحظات فشعوري كشعور أي مواطن غيور ينتمي لبلد آمن ومطمئن لم يعرف مثل هذه الأعمال الإجرامية.. وما أحزنني كثيراً هو وجود المدرسة الابتدائية (الخامسة والعشرون) التي لا يفصلها عن وكر الشرذمة الحاقدة إلا أمتار وكنت على اتصال مستمر مع وكيلة المدرسة نورة الغفيلي، وكذلك بالمعلمة أسماء الحربي وأخبرنني ولله الحمد أن الوضع طبيعي جداً داخل المدرسة فلم تصب الطالبات بحالات إغماء، إنما بكاء بسيط وخوف من قوة صوت الطلقات النارية.. استمر الاتصال مع المدرسة وبعض منسوبي الإدارة حتى الساعة 6.30 تقريباً حيث علمت انه سيتم إخلاء المبنى.. توجهت فوراً هناك لأكون قريبة من بناتي الطالبات وأخواتي المعلمات وأطمئن بنفسي.. وكنا هناك أمام المدرسة لحظات الاخلاء كشخص واحد في التلاحم والتعاون سواء من رجال الأمن أو منسوبي إدارة التعليم والمعلمات.. أخذت بأيدي بناتي وركبت معهن في الحافلات، وتحدثت معهن.. والحمد لله تمَّ ايصالهن لمنازلهن واطمأن الأهالي.. فلا أستطيع أن أصف شعور الأهالي وأولياء الأمور، وهم يحضنون بناتهم والابتسامات ترتسم على وجوههم.. فهم عاشوا لحظات كلها ألم وفزع وخوف كما عشناها نحن، فكنت أتألم للوضع المؤسف الذي عشناه بكل رعب.. وفي ختام حديثها توجهت بالشكر للمعلمات في المدرسة ولمدير التعليم ولرجال الأمن، وقالت: نسأل الله ان يحفظ بلادنا من كل آثم.