قالت إسرائيل التي تحاول إقحام نفسها بأي شكل من الأشكال في الملف النووي الإيراني إنها توافق على الخيار الديبلوماسي الذي ينتهجه الأوروبيون مع طهران لإبعاد ما تسميه الخطر النووي لطهران وتزعم أنها مهددة به أكثر من غيرها. وقال وزير الدفاع الإسرائيلي شاوول موفاز لدى خروجه من لقاء مع وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس إن (الأوروبيين يطبقون مقاربة ديبلوماسية، ونعتقد أن الخيار الديبلوماسي هو الأفضل لمنع الإيرانيين من أن يصبحوا قوة نووية). وأعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي أرييل شارون الأسبوع الماضي، خلال لقاء مع أعضاء من الكونغرس الأميركي، أن إسرائيل لا تنوي مهاجمة المنشآت النووية الإيرانية. وكانت صحيفة صانداي تايمز البريطانية الأسبوعية تحدثت عن معلومات تفيد أن إسرائيل أعدت خططاً لشن هجوم على هذه المنشآت إذا ما أخفقت الوسائل الديبلوماسية. وأكَّدت وزيرة الخارجية الأميركية في 13 آذار - مارس أن الولاياتالمتحدة لم تعط موافقتها على غارة إسرائيلية ضد إيران وما زالت تفضِّل الخيار الديبلوماسي. وفي 1981، أرسلت إسرائيل طيرانها الحربي لتدمير مفاعل اوزيراك النووي العراقي قرب بغداد. وفي كانون الثاني - يناير الماضي، تحدث نائب الرئيس الأميركي ديك تشيني عن إمكانية إقدام الإسرائيليين على شن غارات ضد المواقع النووية الإيرانية. وقال تشيني (بما أن السياسة الرسمية لإيران تقضي بتدمير إسرائيل، يستطيع الإسرائيليون المبادرة إلى اتخاذ القرار بالتحرك وترك الآخرين يهتمون بإصلاح الأضرار الديبلوماسية بعد ذلك)، على حد تعبير تشيني. ويوم الأربعاء انتقدت الولاياتالمتحدة التصريحات الرئيس الإيراني محمد خاتمي الذي أكَّد أن بلاده لن تتخلى عن برنامجها لتخصيب اليورانيوم، ورفضت فكرة مجرد الحد من هذا النشاط. وذكر مساعد المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية آدم اريلي بالوقف الكامل للتخصيب، الذي يمكن استخدامه لغايات مدنية وعسكرية على السواء. وأضاف أن البلدان الأوروبية الثلاثة التي تتفاوض مع طهران (فرنسا وألمانيا وبريطانيا) وواشنطن (تعتقد جميعاً أن الوقف الكامل للتخصيب ووقف جهود إيران على صعيد إنتاج الوقود النووي يمكنهما وحدهما توفير الثقة التي ننتظرها حتى نتمكن من القول إن إيران تخلت عن برنامجها للسلاح النووي). ولم يعلِّق المتحدث الأميركي أهمية على الزيارة التي نظَّمتها يوم الأربعاء الحكومة الإيرانية إلى مواقع نووية فتحت للمرة الأولى أمام وسائل الإعلام. وقال (إذا توافر التزام بتأكيد الشفافية، فثمة وسائل حقيقية لإثبات ذلك، بدلاً من القيام بحدث إعلامي). وقد رافق 50 صحافياً محلياً وأجنبياً الرئيس الإيراني في زيارة إلى مصنع للتخصيب في ناتانز التي تبعد 270 كلم جنوبطهران ومنشأة لتحويل اليورانيوم في مدينة أصفهان المجاورة. وأكَّد خاتمي أن إيران ما زالت تنوي استئناف عمليات التخصيب وهي على استعداد فقط لتعليق هذه العمليات مؤقتاً. وقال (رغم الضغوط التي تمارس من كل جانب لحرمان الجمهورية الإسلامية من التكنولوجيا النووية السلمية فإنها على وشك إنتاج الوقود النووي). وتقول إيران إن برنامجها النووي ليس مدعاة لإثارة القلق في العالم ولن يستخدم سوى في توليد الكهرباء التي تحتاجها البلاد بشدة. ودعي الصحفيون إلى مصاحبة خاتمي في جولة للموقع الذي تبلغ مساحته 1110 فدادين وأخذوا إلى الداخل إلى مبنى حيث شاهدوا تحت الأرض بطابقين قاعة واسعة خالية مصممة لاحتواء 50 ألف وحدة طرد مركزي للتخصيب. وتنقي أجهزة الطرد المركزي غاز فلوريد اليورانيوم لإنتاج وقود إما للمفاعلات النووية أو للقنابل عن طريق الدوران بسرعة كبيرة. ويستخدم اليورانيوم منخفض التخصيب في محطات توليد الكهرباء بالطاقة الذرية لكن اليورانيوم عالي التخصيب يمكن استخدامه في صناعة القنابل الذرية.