يمثل الإعلام والتوعية البيئية الوسيلة الرئيسة لايصال قضايا البيئة ومشكلاتها إلى جميع فئات المجتمع، وصناع القرار الذين يعول على تعاونهم وتجاوبهم في اتخاذ القرارات المهمة في الحفاظ على البيئة، وتبني البرامج المؤدية إلى المحافظة على عناصر البيئة المختلفة، مع العمل على تحسين مستوى المعيشة لفئات المجتمع المختلفة. فمن أهداف الإعلام البيئي دفع شرائح المجتمع المختلفة إلى المشاركة في الحفاظ على البيئة من خلال التأهيل والتوعية ومحاولة تغيير الاتجاهات والميول نحو السلوك الايجابي لتحقيق التنمية المطلوبة والقابلة للاستمرار من خلال توفير المعلومات المطلوبة، والتحذير من الأخطار القائمة أو المتوقعة على الفرد والمجتمع، والإرشاد إلى البدائل الآمنة والصديقة للإنسان والبيئة. ويجب على الإعلام البيئي حتى ينجح أن يوظف الواقع الاقتصادي والاجتماعي والقيمي، وعادات المجتمع وتقاليده وحاجاته المختلفة لخدمة الإنسان نفسه وخدمة البيئة التي يعيش فيها. كما أن الإعلام البيئي يجب أن يكون مستعداً لإشراك الفئات المستهدفة في الحوار ومعالجة قضايا البيئة المختلفة، وألا يكون دور الفئات المستهدفة هو دور المتلقي فقط. مستخدماً في ذلك مختلف قنوات الاتصال المقروءة والمرئية والمسموعة، ومن ندوات ومؤتمرات ومحاضرات ودروس وخطب. كما تجب الاستفادة من المؤسسات والجمعيات الفاعلة في المجتمع مثل المساجد والمدارس والنوادي والجمعيات الخيرية والغرف التجارية وما شابهها. يجب أن يكون للإعلام البيئي أهدافا يسعى للوصول إليها. ويمكن تقسيم تلك الأهداف إلى أهداف قصيرة المدى، مثل مساعدة صناع القرار من خلال توفير الإحصاءات والمعلومات التقنية، وتقديم المعلومات البيئية المختلفة إلى الجمعيات الأهلية ووسائل الإعلام، والجماعات المهتمة بالبيئة، وتقديم تلك المعلومات إلى شريحة عريضة من الجمهور المستهدف.. ومن تلك الأهداف التشجيع على متابعة وتنفيذ ما يتخذ من قرارات لها علاقة بحماية البيئة، ومنع تدهورها، وكذلك توفير المعلومات حول علاقة النشاط البشري بتدهور عناصر البيئة. ومن الأهداف قصيرة المدى للإعلام البيئي نقل ومتابعة الأخبار التي تخدم البيئة مثل الندوات والمؤتمرات والمحاضرات والكتب والنشرات والقوانين. والإجراءات ليست فقط على المستوى المحلي، وإنما كذلك على المستوى الإقليمي والعالمي، لأن مشكلات البيئة لا تعرف القيود ولا الحدود. أما الأهداف بعيدة المدى للإعلام البيئي فتتمثل في رفع مستوى الوعي البيئي لدى شرائح المجتمع المختلفة، وأن المواطنة تعني في اولويات ما تعنيه الحفاظ على البيئة، لأن البيئة هي الوطن، والوطن هو البيئة، وحفز الأفراد والجماعات على المشاركة الفاعلة في برامج البيئة، وتحمل المسؤولية في هذا الجانب الذي يمس معيشة جيل الحاضر وأجيال المستقبل، وإشراك الأفراد والجماعات في إدارة البيئة ورقابتها وحمايتها ووقف تدهورها، وتعزيز السلوك والاتجاهات والميول والقيم والعادات التي تؤدي إلى ذلك. إن الإعلام البيئي هو النافذة الأوسع والأسرع للوصول إلى شرائح المجتمع المختلفة، ورفع مستوى الوعي بالبيئة ومشكلاتها المختلفة المتزايدة في عصر الاستهلاك، واستنفاد الموارد، وتلويث عناصر البيئة المختلفة، والحفاظ على البيئة مهمة جماعية، لأن الفائدة وكذلك الأضرار جماعية. فاكس 012283689