* المشاعر المقدسة - محمد العيدروس: تفاقمت مشكلة الافتراش وبدأت تتصاعد في كل موسم حج.. وعلى الرغم من عمليات التوعية المكثفة بخطورتها والجهود المتواصلة التي بذلتها وزارة الحج ومؤسسات الطوافة والأجهزة المعنية في محاولاتها للحد من تصاعد الظاهرة.. إلا أن جميع تلك الجهود تذهب هباءً وتصطدم سريعاً بقلة الوعي أولاً.. وبتعنت ولا مبالاة بعض الحجيج ثانياً. ويمكن للزائر والعابر لأي موقع في المشاعر المقدسة أن يلمس بوضوح مظاهر الافتراش العشوائي، وبات الوضع ظاهرة مقلقة تحتاج إلى حل حاسم وفوري. ويتشكَّل محور المشكلة بالدرجة الأولى في المتخلفين نظاماً فلا إقامات ولا ارتباط بمؤسسات حج داخلي.. وبالتالي فأمثال هؤلاء لا همَّ لهم ولا مخرج سوى الافتراش في الموقع الذي يرونه مناسباً. وهناك فئات تساند وبقوة في مسلسل الافتراش وهم قلة من حجاج الداخل قدموا للأراضي المقدسة ورغبوا في أداء الفريضة بدون أن يحملوا تصريحاً نظامياً بذلك، وهو ما يعني عدم قبولهم من قبل أي مؤسسة حج، وبالتالي فلا حل أمامهم سوى التسلّل إلى داخل المشاعر المقدسة والارتماء في أي موقع يحلو لهم. وأخيراً.. ينضم لأولئك المفترشين محور آخر يسهم في تشويه المظهر الحضاري العام للحج.. وهم فئات متخلِّفة وعشوائية من الباعة الذين يبسطون بضائعهم في الطرقات والشوارع الرئيسية. وبالتالي يتحول الوضع من خلال تلك المجموعات مجتمعة إلى فوضوية وعرقلة للسير وعامل مسبب لأي حادث سواء كان تزاحماً بشرياً أو اختناقاً. وبرزت إلى السطح خلال موسمي الحج الأخيرين ظاهرة يمكن تصنيفها بتطوير عملية الافتراش ومواكبتها لمراحل التقنية العالية، حيث أصبح المفترشون يحضرون معهم خيمة بلاستيكية صغيرة تكفي لثلاثة أشخاص ينغلقون بداخلها.. ويطبخون ويتهامسون وينامون! ويتنقلون بها.. وهذه الحالة يستخدمها في أغلب الأحوال المفترشون من العائلات (زوجة وزوج وأطفال). ويمكن القول إن القاسم المشترك في أغلبية الحوادث والأزمات التي حدثت طوال مواسم الحج.. انتهاء بفاجعة الجمرات العام الماضي ومروراً بتدافع سوق العرب... إلخ.. كان بطلها الافتراش أو أحد المسببات الأساسية.