في مثل هذا اليوم من عام 1991م بدأت حرب تحرير الكويت من الاحتلال العراقي بعد أن انتهت عند منتصف الليل المهلة التي أعطتها الأممالمتحدة للعراق للانسحاب من الكويت. وتأهب البنتاجون لشن عمليات هجومية لطرد العراق بالقوة من أرض جارته الغنية بالنفط الكويت بعد خمسة أشهر من احتلاله لها. وفي الساعة الرابعة والنصف عصراً بتوقيت الساحل الشرقي، انطلقت أولى الطائرات الحربية من حاملات الطائرات الأمريكية والبريطانية في الخليج لقصف العراق. وفي المساء ضربت طائرات التحالف الذي قادته الولاياتالمتحدة أهدافاً في بغداد وحولها شاهد العالم الأحداث في تغطية تليفزيونية على الهواء مباشرة عبر الأقمار الصناعية من بغداد ومناطق أخرى. وفي الساعة السابعة مساءً، أعلن البيت الأبيض رسمياً عن بدء عملية عاصفة الصحراء وهو الاسم الكودي للهجوم الواسع النطاق بقيادة الولاياتالمتحدة على العراق. وقام بالعملية تحالف دولي تحت قيادة الجنرال الأمريكي نورمان شوارتزكوف وضم قوات اثنتين وثلاثين دولة من بينها بريطانيا ومصر وفرنسا والمملكة العربية السعودية والكويت. وخلال الأسابيع الستة التالية، انخرطت القوات المتحالفة في هجوم جوي واسع النطاق ضد الجيش العراقي والبنية التحتية العراقية ولم يواجه إلا مقاومة محدودة الفاعلية من جانب السلاح الجوي العراقي أو الدفاعات العراقية. وكانت القوات البرية العراقية عديمة الحيلة في هذه المرحلة من الحرب. وكان الرد العراقي الوحيد الهام هو شن هجمات بصواريخ سكود على إسرائيل والمملكة العربية السعودية. وكان صدام حسين يأمل من وراء ذلك في دفع إسرائيل إلى الدخول في الصراع وبالتالي تبديد تأييد العرب للحرب. ولكن إسرائيل ظلت خارج الحرب بناءً على طلب الولاياتالمتحدة. وفي 24 فبراير، بدأ هجوم بري واسع النطاق للحلفاء مما أسفر عن اندحار القوات المسلحة العراقية المتخلفة عسكرياً والقليلة الإمدادات. وتحررت الكويت في أقل من أربعة أيام. واستسلمت غالبية القوات العراقية أو تقهقرت إلى داخل العراق أو تعرضت للتدمير. وفي 28 فبراير، أعلن الرئيس جورج بوش وقف إطلاق النار وتعهد العراق بالانصياع لشروط الأممالمتحدة لتحقيق السلام. وفقدت الولاياتالمتحدة مائة وخمسة وعشرين جندياً قتلوا في الحرب، إلى جانب واحد وعشرين آخرين اعتبروا مفقودين في العمليات.
