في مثل هذا اليوم من عام 1976م اصطدمت في الجو طائرتا ركاب مدنيتان إحداهما يوغوسلافية والأخرى بريطانية عندما كانتا متجهتين في اتجاهين متضادين على بعد ثلاثين كيلو مترا شرقي مدينة زغرب اليوغوسلافية. ونقلت وكالة الأنباء الفرنسية عن راديو زغرب أن الطائرتين تحطمتا تماما. وكانت الطائرة اليوغوسلافية تقوم برحلتها على خط سبليت - كولونيا على متنها 106 ركاب وخمسة من أفراد طاقم القيادة، بينما كانت الطائرة البريطانية تقوم برحلتها على خط استانبول - لندن وتقل 54 راكبا وأربعة من طاقم قيادتها. هذا، وقطع راديو زغرب إرساله وأعلن أنه لم يبق أحد من ركاب الطائرتين ال169 على قيد الحياة. وعلم أيضا من مصادر ذات صلة بمطار سبليت الذي أقلعت منه الطائرة - دي سي 9 - وكانت تقوم برحلة إلى كولونيا أن جميع الركاب ما عدا راكب يوغوسلافي واحد كانوا من ألمانيا الغربية قادمين من إجازتهم. وعلمت دوائر الخطوط الجوية أن قائمة ركاب الطائرة البريطانية لا يمكن الحصول عليها إلا من هيثرو - لندن.. أما قائمة ركاب الطائرة اليوغوسلافية عند مغادرتها سبليت فإنها لم تعلن. وعلم مع ذلك أن وكالة - توي - السياحية كانت تتولى أمر السائحين الألمان الذين استقلوا الطائرة - دي سي 9 -. ويرجع سبب الاصطدام إلى خطأ في تقدير ارتفاع إحدى الطائرتين. وفي ظرف غير عادي لا يحدث إلا نادرا حيث وجدت الطائرتان نفسيهما عن طريق الخطأ في نفس - الطابق - على ارتفاع 33000 قدم - عشرة آلاف متر - والتقيتا في المجرى الذي تطير فيه الطائرات المدنية اليوغوسلافية القادمة من الشمال إلى الجنوب داخل حدود المثلث زغرب - بوفيتسا - زيلينا. ولم يستطع تحديد ما إذا كان مصدر الخطأ في تقدير الارتفاع هو قائد إحدى الطائرتين أم أفراد المراقبة الجوية في مطار زغرب. ولقد أوشكت الكارثة أن تلحق بطائرة ركاب ثالثة تابعة لشركة الطيران الألمانية - لوفتهانزا - من طراز بوينج 737 تطير على خط فرانكفورت - بلجراد.. وكانت هي الأخرى داخل المثلث نفسه ولكن على ارتفاع 27000 قدم. وعند وصوله إلى مطار بلجراد بعد 40 دقيقة من وقوع الحادث صرح قائد الطائرة وهو ما زال مذهولا منفعلا بأنه رأى أجزاء من أجنحة وجسمي ومحركات الطائرتين متناثرة حوله فوق مدينة فحبوفيتش.
