صلاة الاستسقاء سنة مؤكدة تُصلَّى عند تأخر المطر طلباً لنزوله لأن تأخره فيه ضرر للبلاد والعباد وكذلك البهائم والحيوانات بأنواعها ويقال ان نبي الله سليمان عليه السلام خرج مع قومه لصلاة الاستسقاء فشاهد نملة في الطريق مستلقية على ظهرها رافعة قوائمها إلى السماء وفهم من كلامها أنها تستسقي فقال لقومه: «ارجعوا فقد سقيتم وكفيتم بفعل غيركم» أو كما قال. أما الشعراء فكثيرة مواقفهم وقصصهم وقصائدهم في هذا الموضوع ولا نستطيع حصرها في هذه العجالة وما قصة شاعر الحريق محسن الهزاني وقصيدته إلا واحدة من تلك القصائد التي يطلب فيها شعراؤها من الله إنزال الغيث. أما الشاعر عبد الله العلي الحرير من شعراء الرس توفى عام 1363ه رحمه الله قمت بجمع شعره ومواقفه بديوان أسميته ديوان الحرير أقول إن له قصائد ومواقف حول هذا الموضوع تشتمل على الحكمة والتوحيد الخالص.. اقرأ قوله: لولا إذنوب اليوم ما صار ما صار يمشي الضعيف وعودته ما كساها من ظلمنا ماتت إطيور بالأوكار إعصاة بني آدم تعم إبخطاها ويقول: موت البهايم جوع والقطر ممنوع عمتهن إذنوب العصاة الخيابي وقد علم الحرير رحمه الله بأنها سوف تقام صلاة الاستسقاء بعد ثلاثة أيام فقال هذه القصيدة وأخبر بها أهل بلدته «القوعي» وهي إحدى قرى محافظة الرس ويقال إنهم حفظوها ويقال إنهم لم ينتهوا من صلاتهم إلا وقد نزل المطر عليهم، وقد روى هذه القصة لي أحد الذين عاصروا الشاعر، أما الأبيات فهي: يا الله بدعوة مؤمنين يسألون هم يشحذونك وأنت رب الحساني ارحم مساكينٍ إلْرِحمتك يرجون وبهايم ما ينطقنٍ باللساني العقل زاغ ولا ادري وِش تقولون إمحيرٍ عقلي مشاكل زماني هو من نظاف إقلوبكم تستغيثون الرب يعلم بالحقاء والبياني الرب يحسن والمخاليق يسوون وصابت الهزلة إذنوب السماني ذيلوا مظالمكم على شان تِسقون لا تعملون إمحرماته علاني وين الزكاة وغير منعه إترابون عديتوا إحدود الله بكل المعاني والضيف ضيف الله ودونه تصكون يسري عليه البرد والمجمداني إلى بقية القصيدة التي تعددت أغراضها في بقيتها نرجو الله العلي القدير أن يغيث البلاد والعباد وان يهدينا إلى سبل الرشاد وصلى الله وسلم على خيرها.