أمير الشرقية يرعى حفل تخريج 4966 طالباً وطالبة في جامعة حفر الباطن    77% نموا بمطالبات التأمين    94% زيادة سياحة الأعمال بالأحساء    القبض على (4) مقيمين لارتكابهم عمليات نصب واحتيال بإيهام ضحاياهم بذبح الهدي عنهم مقابل مبلغ مالي    الدبلوماسية السعودية تقود لحظة تاريخية.. شكر عالمي لولي العهد    أسبوع الرياض الدولي للصناعة 2025" يؤكد على الحراك السعودي لتشكيل مستقبل الصناعة عبر جلسات حوارية وعلمية متخصصة    شركات التقنية العالمية تختار الرياض    الأسهم تنتعش والذهب ينخفض مع تراجع التوترات التجارية..    مطار المدينة يستقبل أولى رحلات الحجاج النيجيريين    صحف وقنوات عالمية تبرز مخرجات القمة السعودية الأمريكية    بتوجيه من القيادة.. سمو وزير الدفاع يلتقي سمو رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة    عبدالعزيز بن سعد يزف 8400 خريج من جامعة حائل    ولي العهد وترمب والشرع يعقدون لقاءً حول مستقبل الأوضاع في سورية    الشورى يطالب بتفعيل الأطر التشريعية للمحتوى التعليمي الإلكتروني    ولي العهد يصطحب الرئيس الأميركي في جولة بحي الطريف التاريخي في الدرعية    برامج توعوية وإرشادية    كأس العالم للرياضات الإلكترونية يطلق برنامج "الطريق إلى كأس العالم 2025"    "مستشفى المانع بالدمام" يُنقذ حياة طفل يُعاني من تسمم في الدم    غوميز يريد الثأر من الهلال.. أرقام لافتة قبل اللقاء    كيف نُعبر عن حبنا للرياضة بوعي    الهيئة الملكية لمحافظة العلا وصندوق النمر العربي يعلنان عن اتفاقية تعاون مع مؤسسة سميثسونيان لحماية النمر العربي    السعودية ترسم خارطة سلام جديدة في آسيا    عماد التقدم    الكشف عن موعد ومكان سحب قرعة كأس آسيا للسيدات 2026 في أستراليا    انطلاق بطولة منطقة الغربية 2025 للهوكي للرجال والبطولة النسائية الثالثة للهوكي    بتكاتف جهود العاملين في مبادرة "طريق مكة".. إنهاء إجراءات سفر الحجاج خلال دقائق    احتفالات تعم سوريا بعد قرار رفع العقوبات وإشادة بدور الأمير محمد بن سلمان    جامعة أم القُرى تكرِّم 27 فائزًا بجائزة جامعة أمِّ القُرى للتَّميُّز لعام 1446ه    مجمع الحباب بن المنذر يدشن شركات مع عدد من الجهات الصحية    مُحافظ الطائف يشهد استعداد صحة الطائف لاستقبال موسم الحج    أمانة القصيم تكثّف أعمالها لتحسين جودة الطرق ورفع كفاءة البنية التحتية في مدينة بريدة    قطاع القحمة الصحي يُنفّذ عدداً من الفعالية التوعوية    أمير قطر يغادر الرياض    زلزال بقوة 6 درجات يضرب ولاية موغلا غربي تركيا    "البريك" تهنئ أمير جازان ونائبه على الثقة الملكية    ويندام ولو بارك كونكورد تطلقان مشروع فندق100 "سوبر 8" في المملكة ضمن شراكة تمتد لعقد كامل    بلدية صبيا والجمعيات الأهلية تثري فعاليات مهرجان المانجو بمشاركة مجتمعية مميزة    ترامب وعد وأوفى وستبقى السعودية الوجهة الأولى    "إهمال المظهر" يثير التنمر في مدارس بريطانيا    ضبط 3 وافدين لارتكابهم عمليات نصب لحملات الحج    رائد التحدي سيعود من جديد    أكد أنه رفع العقوبات عن سوريا بناء على طلبه.. ترمب: محمد بن سلمان رجل عظيم والأقوى من بين حلفائنا    السعودية رمز السلام    "واحة الإعلام" تختتم يومها الأول بتفاعل واسع وحضور دولي لافت    حسين نجار.. صوت إذاعي من الزمن الجميل    " الإبداع السعودي" يختتم مشاركته في " كتاب بوينس آيرس"    وسام المواطن الأول.. بمرتبة الشَّرف الأولى    "السيبراني" يعزز جاهزية الجهات الوطنية في موسم الحج    فناربخشة يعرض مبادلة النصيري ب» ميتروفيتش»    المعلّم والتربية الشعبية    أمير الشرقية يطلع على إنجازات وزارة الموارد في المنطقة    "مؤتمر علمي" لترسيخ الابتكار في السعودية الاثنين المقبل    رفع كسوة الكعبة المشرفة استعدادًا لموسم حج (1446ه)    «مبادرة طريق مكة».. تأصيل لخدمة ضيوف الرحمن    أمير نجران يستعرض تقرير نتائج دراسة الميز التنافسية    تخريج 3128 خريجاً من الجامعة الإسلامية برعاية أمير المدينة    مجموعة الدكتور سليمان الحبيب الطبية تُدشّن أول نظام روبوتي مختبري من نوعه «AuxQ»    100 مبادرة إثرائية توعوية بالمسجد النبوي.. 5 مسارات ذكية لتعزيز التجربة الرقمية لضيوف الرحمن    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



تأخير الزواج مشكلة كبرى تهدد المجتمعات الإسلامية!!
أهل الرأي يؤكدون ل « الجزيرة »:
نشر في الجزيرة يوم 30 - 08 - 2002

كشفت الدراسات العلمية الحديثة عن خطورة تأخير الزواج بين الشباب والشابات، وضرورة الحد من انتشار العنوسة في أوساط النساء، والعزوبية في أوساط الرجال، لأن ذلك يؤدي إلى الوقوع في المحرمات وتحلل الأخلاق وتفسخها، وذهاب صلة الارتباط بين الناس، وتشتت الأسرة.
وأكد الدراسات أن أنسب مرحلة في عمر الإنسان إن شاء الله تعالى للزواج هي ما بين السابعة عشرة والحادية والعشرين، حيث أنه بهذه السن تنتهي المرحلة الثالثة والأخيرة من المراهقة، وقد يزيد العمر أو ينقص تبعاً لعوامل عديدة، منها ما يتعلق بالمجتمع ككل، ومنها ما يتعلق بالفرد نفسه.
ولأهمية هذا الموضوع في المجتمع المسلم.. التقت «الجزيرة» مع مجموعة من أهل الرأي المختصصين في العلوم الشرعية والطبية ليتحدثوا عن أهمية وفوائد الزواج المبكر، بل ومخاطر تأخيره بين الجنسين، كما تم الاستئناس بالرأي الطبي للحديث عن ذلك من وجهة نظرة علمية طبية.
الإسلام رغب في النكاح
في البداية تحدث فضيلة الشيخ محمد بن إبراهيم العباد رئيس المحكمة الشرعية بالعلا الذي قال:
إن الأضرار الناجمة عن تأخر الذكور والإناث في الزواج تتمثل في انتشار العنوسة في أوساط النساء، وانتشار العزوبية في أوساط الرجال، وهذا مما لا يكاد يخفى على أحد، والغالب في سبب العزوبة عند الرجال هو قلة ذات اليد، وقلة النسل، فإن كثرة النسل تحصل بالزواج المبكر، وعندما يكون الزواج على كبر يقل في الغالب الإنجاب بل وتقل الرغبة فيه من قبل الجنسين، والوقوع في المحرمات من الزنى واللواط والمعاكسات، وذهاب الطهر والعفاف بذلك، لأن الغريزة الجنسية فطرة في ذات الإنسان، وقد يكون الذكر أو الأثنى قوي الشهوة، وعندما يحد كل منهما أنه لا يستطيع كبح جماح شهوته فإنه يقع في الحرام، وإن دين الإسلام رغب في النكاح ودعا إليه، وإلى تيسير أموره كل ذلك من أجل ضبط هذه الغريزة.
وأضاف فضيلته أن من تلك الأضرار أيضاً تحلل الأخلاق وتفسخها، والتبرج والسفور وإظهار المحاسن والمفاتن لدى كثير من النساء اللاتي يبحثن عن أزواج للفت الأنظار إليهن، ووجود أولاد السفاح، ولا يوجد أولاد السفاح إلا إذا سدت أبواب الحلال في أوجه الراغبين في إعفاف أنفسهم من الشباب والشابات، وقلة الأسر في المجتمع، ومعلوم أن المجتمعات مكونة من العديد من الأسرة، وبالزواج المبكر تنشأ الأسرة ويزداد عددها في المجتمع بينما إذا حصل تعطيل الزواج وتأخيره قل عدد الأسر في المجتمع، ومعلوم أيضاً أن ديننا الحنيف أمر بالتكاثر والتناسل وجاء في الحديث: «تزوجوا الودود الولود فإني مكاثر بكم الأمم يوم القيامة»، وذهاب الصلة والارتباط بين الناس، حيث إن مما يقوي الصلة ويزيد في الارتباط بين الناس الزواج، فكم من الأسر متباعدة لا تعرف بعضها البعض فيحصل بينهم الزواج فتقوى الصلة والرابطة بين الأسرتين وتأخير الزواج مما يذهب هذه المنفعة العظيمة، وضياع أوقات الذكور والإناث فيما لا ينفع من الملاهي المحرمة من متابعة المسلسلات، ومشاهدة الأفلام المنحلة، وتقليب القنوات التي تدعو إلى الدعارة فإذا لم يحصل الزواج المبكر ضاع العمر وذهب الوقت على مثل هذه الحال.
الانحراف وراء المغريات
ومضى فضيلة الشيخ العباد قائلاً في ذات السياق إن أضرار تأخير الزواج يؤدي أيضاً إلى انجراف كثير من الشباب والشابات خلف المغريات والمثيرات للغرائز من الصور الخليعة والأغاني الماجنة والمراقص وغيرها، وحصول الفتن في الأرض والفساد العريض وذلك عندما يرد الأكفياء باعتبارهم صغار السن أو دخلهم ضعيف أو لا منصب ولا جاه فيكون قد تحقق قوله عليه الصلاة والسلام: «إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه وإلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد عريض»، وقد ترفض الفتاة أحياناً الزواج من الأكفياء فعلى وليها ألا يطيعها في ذلك وأن يبادر إلى تزويجها مباشرة وبعض الفتيات تحتج بإكمال دراستها وهذه حجة واهية تؤدي إلى تأخير الزواج ومن ثم العنوسة، وعدم الاستقرار النفسي لدي الذكور والإناث الذين يتأخر زواجهم وربما تجد أكثر المشكلات الأسرية إنما تحصل للمتأخرين في الزواج لعدم التفاهم بين الزوجين، وكذا العيش بلا هدف محدد في الحياة، فالشاب والشابة لدي كل واحد منهما طموح وهدف يسعيان لتحقيقه وعندما يضعان من صميم أهدافهما الزواج المبكر ولا يستطيعانه يشعران بالتحطيم، فيعيشان بلا أهداف لأن هدفهما الأول لم يتمكنا من تحقيقه، ومن الأضرار أيضاً في تأخير الزواج انتشار الأمراض النفسية والعصبية لأن الفتاة بالذات إذا كبرت في السن ولم تتزوج تتحطم نفسيتها لأن حلمها في الزواج، فإذا لم يحصل لها ما أردات انتابتها الأمراض، ويكون ذلك خاصة عندما تتزوج قريبات الفتاة من الملاصقين لها.
مخاطر العنوسة والعزوبة
وخلص فضيلة الشيخ محمد العباد إلى القول: إن السبيل الأمثل لعلاج التأخر في الزواج للذكور والإناث يكمن في عدة أمور يجب تنفيذها، وهي: إزالة العوائق والعقبات التي تحول دون الزواج المبكر، ومن ذلك المغالاة في المهور التي أصبحت تشكل عقبة كؤود أمام الراغبين في الزواج، وتيسير أسباب الزواج والتخلي عن النفقات الباهظة والإسراف، والبيان للمجتمع أن أكثر الزيجات بركة هي ما كانت بأقل المؤونة، كما صحت بذلك الأخبار عن النبي عليه الصلاة والسلام، واتخاذ الأسباب المعينة على زواج ذوي الحاجة الذين لا يستطيعون بإمكاناتهم المادية الضعيفة مواجهة العوائق التي تحول دون زواجهم، ومن ذلك مساعدتهم مادياً، إما بتقديم القروض لهم أو إعطائهم من الصدقات، وكذا بث الوعي في أوساط المجتمع، وحثه على التيسير في أمور الزواج فإن كثيراً من الناس يعيش غفلة فهو يحتاج إلى من يذكره، وبيان مخاطر العنوسة والعزوبة والأضرار المترتبة عليهما، وتذكير المجتمع بذلك، وحث أولياء الأمور على تزويج مولياتهم، وبيان أن الدين يأمر بذلك كما يأمر بعدم رد الأكفياء.
واستطرد فضيلته قائلاً في الصدد نفسه : ومن سبل علاج تأخير الزواج إيجاد المشروعات واللجان الخيرية التي تحد من هذه الظاهرة وتقلصها مع الدعم والمساندة لهذه المشروعات واللجان، وأن يكون هناك خطاب يسعون للتوفيق والجمع بين الأزواج، وأن يخطب الرجل لابنته ولا عيب في ذلك فقد كان السلف يفعلونه، وبيان المنافع المترتبة على النكاح المبكر، وحث الأئمة والخطباء والدعاة لذكر ذلك، والتطرق إليه في خطبهم ومحاضراتهم ودروسهم، ولابد من تكافل المجتمع بأسره والتعاون بين أفراده على البر والتقوى، وأن يعلم كل فرد في المجتمع أن عليه مسؤولية تجاه تأخر الزواج فأصحاب المفروشات والكماليات والأجهزة الكهربائية عليهم مسؤولية، ولابد أن يعي كل مسؤوليته، وأن يبدأ الخطوة الأولى الأعيان والوجهاء وأصحاب الأموال لأنهم قدوة وعليهم مسؤولية في تغير هذا الواقع وذلك بتيسير أمور زيجاتهم.
وأما عن المخاطر الناجمة عن تأخر الذكور والإناث في الزواج على المجتمع، يقول رئيس المحكمة الشرعية بالعلا: فهي كثيرة جداً، منها على سبيل المثال لا الحصر: هلاك النوع الإنساني أو قلته ولولا النكاح كما هو معلوم للزم أحد أمرين الأول فناء الإنسان والثاني وجود إنسان ناشئ من سفاح لا يعرف له أصل ولا يقوم على أخلاق، وانتشار الفواحش والرذائل وذلك بعدم غض البصر وحفظ الفرج فإن الشاب والشابة إذا لم يحصل لهم الزواج المبكر لجأوا إلى إشباع غرائزهم بهذه الأمور، وقلة العشائر والقبائل لأنه وبالزواج المبكر يكثر النسل، ويكثر عدد العشائر والقبائل لإمكانية كثرة الإنجاب وعندما يتأخر الزواج يكون عدد الأطفال قليلاً غالباً فيحصل بذلك ما ذكرنا، ولقد حصل بتأخر الزواج أن أصبحت المرأة عند بعض الأولياء كالسلعة تباع وتشترى فالذي يدفع مهراً أكثر يكون له الحظ والنصيب في الفتاة، وحصل نوع آخر من الطمع وهو الطمع في مال الفتاة الموظفة وحجبها عن الزواج لأجل ذلك، ولجوء كثير من الفتيات إلى الخروج من بيوتهن للتجوال في الأسواق يمنة ويسرة بحثاً عن شباب يفتتن بهن، وإن لم يصرحن بذلك، أو يلمحن ومن ثم ترتبط به بعلاقة شرعية أو غير شرعية في كثير من الأحيان، وذلك إشابعاً للغريزة الكامنة في نفسها.
الزواج نعمة عظيمة
أما فضيلة الشيخ رضوان بن عبدالكريم المشيقح رئيس هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بمدينة بريدة بمنطقة القصيم، فقال : لقد امتن الله سبحانه وتعالى على عباده بأن خلق لهم أزواجاً يأنسون إليهن، وتسود بينهم المودة والرحمة، فالزواج نعمة عظمية من النعم التي امتن الله بها على عباده، وأحله لهم، بل وأمرهم به، ورغبهم فيه، والزواج ليس حفظاً للدين فحسب، ولكنه أيضاً من مقومات السعادة في الدنيا التي حبذها نبي الهدى عليه الصلاة والسلام لأمته وأتباعه، ولذا قال عليه الصلاة والسلام: «الدنيا متاع، وخير متاعها المرأة الصالحة»، والزواج آية من آيات الله تعالى، تجد الرجل يتزوج من قوم لا صلة بينه وبينهم ثم يصبحون بهذا الزواج أقرباء وأصهاراً يتواصلون ويتزاورون، حيث إن الزواج هو الطريق الوحيد لتكوين الأسرة، وأساس بناء المجتمع، حيث لا تقوم الأسرة إلا بالزواج، فينضم إلى أسرته أسرة وإلى عشيرته عشيرة، أصهار وأنساب وأخوال الأولاد وهكذا، وبذلك تتسع دائرة العائلة فيتم الترابط والألفة بين أفراد هذا المجتمع.
ورفض الشيخ المشيقح ما يقوم به بعض الرجال بفرارهم من الزواج، لأنهم يريدون أن يعيشوا حياتهم بدون رباط وارتباط لا بالمسؤولية ولا بعائلة وأنساب، ولا ببيت يرتبط به، أو تبعات على كاهله، مؤكداً على أن مثل هؤلاء أصلاً لا يصلحون للحياة الاجتماعية ولا تصلح بهم، لأن الزواج رباط وثيق، ومثياق غليظ، ومسؤولية وارتباط مشترك بين الأبوين، منذ قال سبحانه وتعالى في محكم التنزيل:{وّلّهٍنَّ مٌثًلٍ الذٌي عّلّيًهٌنَّ بٌالًمّعًرٍوفٌ وّلٌلرٌَجّالٌ عّلّيًهٌنَّ }.
وتحدث فضيلته عن الأضرار الناجمة عن الإحجام عن الزواج، فقال: إنها كثيرة، فمنها ما تكون أضراراً مباشرة بسبب تأخير الزواج، ومنها ما تكون بفقد، وعدم حصول فوائد الزواج المبكر، ومن ذلك إذ إنه بذكر فوائد الزواج المبكر يتضح ضرر تأخيره، حيث إن في الزواج المبكر إسراعاً لإحصان المرء ذكراً كان أم أنثى وإعفاف للنفس، لأنه كلما كثر الزواج في المجتمع الإسلامي وبكر فيه فذلك من أكبر العوامل على طرد الزنى وتقليله، مبيناً أن في الزنى من الخطر العظيم على الفرد والمجتمع ومن تفتيت الأسرة، وتشريد الأولاد وكثرة اللقطاء، وانتشار الأمراض إلى غير ذلك مما يتضح أن في الإسراع بالزواج حماية للشاب والفتاة وأسرتيهما من ذلك.
وأكد فضيلة رئيس هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في مدينة بريدة أن في تأخير الزواج وعدم الزواج المبكر للشباب والفتاة حصول كل منهما على كثير من الأمراض النفسية التي ابتلى بها كثير ممن لم يتزوجوا من ذكور وإناث بسبب الفراغ، والتفكير، والهموم، والقلق النفسي، والوساوس، ولاشك أن في الزواج قضاء على كثير من هذه الأوهام والأمراض النفسية الناتجة عنه، مشدداً على أن في الزواج المبكر قضاء على كثير من الجرائم المتعددة في المجتمع الإسلامي، مثل جرائم الزنى، والسرقة، والقتل، وتعاطي المخدرات والخمور، وأن معظم هذه الجرائم تحصل في الغالب من الجلساء غير الصالحين، وقال: إنه بلا شك أن للشباب غير المتزوجين النصيب الأكبر من مثل هذه الجرائم حسب الإحصاءات العالمية، فلو أشغلنا هذا الشاب بالزواج المبكر لانصرف عن جلساء السوء إلى الاهتمام بزوجته وأولاده وبيته، ولجد واجتهد في الاهتمام لما ينفع أولاده في دينه ودنياه.
وأبان فضيلة الشيخ رضوان المشيقح أن في الزواج المبكر إذا كتب الله له أولاد فإنه يأتيه أولاد وهو في قوة ونشاط في تربيتهم والقيام بحقوقهم بخلاف تأخير الزواج فإنه قد يرزقه الله أولاداً في وقت كبرت سنه ووهن عظمه ولا يستطيع تربية أولاده وحثهم على أمور دينهم ودنياهم على الوجه المطلوب، مشيراً إلى أن تأخير الزواج فقدان الأنس واللذة والمتعة في الزواج، وما فيه من سعادة في وقت الشباب والقوة والنشاط، كما فيه مضاعفة للحسنات بسبب متاعب الزوج والأم في شؤون أولادهما والتكسب للرزق.
واستعرض فضيلته الفوائد من الزواج المبكر المساهمة في التقليل من سفر أبنائنا إلى بلاد الكفر سواء باسم السياحة أو بغيرها، حيث يعلم أنه مرتبط بزوجة ومسؤولية وبيت وأولاد.
الأمراض النفسية والعصبية
ومن ناحيته، يوضح الشخ عبدالله بن صالح القصير الداعية المعروف: أن من أسباب تأخر سن الزواج ومخاطره على الذكور والإناث، والمجتمع الإسلامي بأسره، وحصر فضيلته تلك الأسباب في التعليل بإكمال الدراسة، والمغالاة في المهور، وتأثير وسائل الإعلام المعادية أو المتأثرة بها السلبي في التهويل من أمر الزواج أو التشاؤم بالأزواج في صرف النساء خاصة عن الزواج حذراً مما يزعم من مشكلاته وسلبياته، وبين فضيلته أن مخاطر تأخر الزواج كثيرة ومتنوعة، منها شؤم الرغبة عن السنة ومعاكسة الفطرة، وتعريض الشباب من الجنسين لفتن الزنى وما ينتج عنه من أمراض وأخطار، والإصابة بالأمراض النفسية والعصبية، وإضعاف أواصر النسب والصهر بين المسلمين.
المرحلة المفضلة للزواج
كما كان للدكتور عبدالمطلب بن أحمد السح استشاري طب الأطفال وحديثي الولادة في مستشفى الحمادي بالرياض الباحث الرئيس في مركز الحمادي للأبحاث عضو الجمعية الوراثية الأمريكية رأي في هذا الموضوع، قائلاً: لكل مرحلة من مراحل حياة الإنسان ما يناسبها أكثر من غيرها، وبالطبع فإن الزواج له مرحلة مناسبة تناسبه أكثر من غيرها، وهي والله أعلم تتراوح ما بين «17 21» سنة، حيث أنه بهذه السن تنتهي المرحلة الثالثة والأخيرة من المراهقة، قد يزيد العمر السابق أو ينقص تبعاً لعوامل عديدة، منها ما يتعلق بالمجتمع ككل، ومنها ما يتعلق بالفرد نفسه.
فمن الناحية الصحية البحتة، يقول الدكتور السح إننا نقر بأن كل ما يتماشى مع فطرة الإنسان هو أمر صحي تماماً، وحتى لو أمطنا اللثام عن بعض الفوائد الآن، فإن ما لا نعرفه أكثر، من المعلوم أن أنثى البشر تولد وفي «مبيضيها» ما بين «700» ألف إلى «5» ملايين بويضة، ولا يبقى منها عند البلوغ إلا «400» ألف، وينضج منها «500» بويضة فقط، وفي سن اليأس يجف النبع وتنضب بويضاته، و هكذا نجد أن البويضات تتناقص على الأقل عدداً وبشكل متسارع مع تقدم العمر، أما بالنسبة للذكر فإن المقدرة الجنسية عنده بمعناها البنيوي الجسدي وبمعناها التكاثري تتناقص أيضاً مع تقدم العمر، فمن الثابت ازدياد حالات الضعف الجنسي والعقم المكتشفة حديثاً عند الذكور بتقدم العمر، وإذا ما ربطنا ذلك مع تناقص الرغبة الجنسية عند الجنسين بتقدم العمر فإن فرص الحمل والإنجاب تتناقص بالتالي.
واستطرد الدكتور عبدالمطلب السح من جهة أخرى قائلاً: إن الإنسان ذكراً كان أم أنثى تتزايد مع تقدم العمر معدلات إصابته بالأمراض وخصوصاً الأمراض المزمنة، فالسكري تتضاعف نسب حدوثه مع تقدم العمر، وارتفاع ضغط الدم، وتصلب الشرايين وحالات الإحتشاء «الجلطة القلبية»، و زيادة الدهون والكولسترول وغيرها هي من الأمراض المعروف أصلاً أنها تأتي مع تقدم العمر بشكل أساسي، وبالطبع هذا يؤثر بشكل أو بآخر على الحالة الأسرية، وبالنسبة للمرأة فإن الأمر مهم أكثر كونها ستحمل بإذن الله وستلد وسترضع وكل هذه الأمور ليست كلمات عابرة بل هي «وهن على وهن» وتحتاج لبنية مناسبة وحالة صحية مواتية، وبالتالي فإن الزوجة الفتية هي الأقدر على ذلك.
الفوائد الصحية للزواج المبكر
وأبان استشاري طب الأطفال وحديثي الولادة في مستشفى الحمادي بالرياض: هناك جانب آخر لابد إلا أن نذكره ألا وهو ازدياد حدوث بعض الأمراض لدى الجنين بتقدم العمر، فتقدم عمر الأم مثلاً يؤدي لزيادة حالات متلازمة «داون» أو ما يدعى بالمنغولية، فعندما يكون عمر الزوجة «20» سنة يكون احتمال إنجابها لطفل مصاب بذلك واحد من أصل «2000»، وتزداد النسبة لتصبح واحد من «100» في حال كان عمرها «40» سنة، أما لو كان عمرها «49» سنة فإن النسبة تتضاعف أكثر لتصبح واحد من أصل «12»، وقد عزا ذلك لأسباب عديدة من بينها قلة مرات الجماع وزيادة احتمالات التعرض للأشعة على البطن وللفيروسات مثل التهاب الكبد الإنتاني وغير ذلك، كما أن مراجع طبية عديدة قد أكدت ازدياد نسبة حدوث حالة تثلث الصبغي «18» وتثلث الصبغي «13» مع تقدم عمر الأم، أما متلازمة «أبرت» فإنه من المؤكد زيادة حدوثها في حال كان عمر الأب أكثر من «50» سنة، وذكرت بعض الدراسات تزايد حالات تثلث الصبغي «18» أو متلازمة «ادوارد» في حال تقدم عمر الأب، وهذه ليست إلا أمثلة على تزايد نسبة الأمراض المشوهة عند الأجنة مع تقدم عمر الوالدين، والعكس صحيح.
وأشار الدكتور السح إلى أن الدراسات بينت أيضاً قلة المشكلات والاختلاطات أثناء الولادة مع نقص عمر الزوجة، حتى أن بعضها ذكر نقص معدلات إجراء العمليات القيصرية كلما صغر عمر الزوجة، كما أنه من المعروف أيضاً إمكانية علاج بعض حالات العقم بشكل أفضل في حال كشفها بأعمار مبكرة، بالإضافة لأن الزواج المبكر يعني تقارباً بالعمر بين الآباء والأبناء وفي هذا سعادة للطرفين، وفيه تكون معدلات الحياة الزوجية أطول بإذن الله.
وقال: ولو اتجهنا صوب جانب الصحة النفسية، فإن الزواج مدعاة بإذن الله للاستقرار النفسي، وما يتبعه من راحة بدنية وعقلية يؤدي لنقصان ما يسمى بالأمراض العضوية النفسية وما أكثرها في عصرنا، ومن أمثلتها القراحة الهضمية، وارتفاع ضغط الدم، كما أن الحياة العائلية وما تستدعيه من حركة وعمل ونشاط داخل المنزل وخارجه مدعاة بحد ذاتها لصقل الجسم وبنائه بشكل أفضل، وربما يساعد في ذلك ما يقوم به بعض الأزواج مع أبنائهم من ممارسة للرياضة المنزلية.
وأكد سعادته أن الجنس هو من الغرائز الطبيعية عند البشر، والزواج المبكر هو من أروع الحلول الموضوعية المعروفة لقضية الجنس لمنع انحرافها باتجاهات خاطئة لا سمح الله ، ولتوجيهها بالشكل الصحيح لتؤدي الغاية التي أوجدها الله من أجل تحقيقها، وقال: نحن نعرف أن من أكثر ما يشغل بالنا هو ما يمكن أن يتصرفه شاب غير متزوج بمجرد سفره للخارج سواء صرحنا بذلك أم لا، إن الزواج هو بحد ذاته حاجز بإذن الله لمنع التصرفات الطائشة والحد من الشذوذ والأمراض المنتقلة بالجنس، وهي «موضة العصر» ومن أمثلتها السيلان والسفلس «الزهري» والإيدز، ناهيك عن الإدمانات وأشباهها، وفي منع ذلك فوائد صحية لا تقدر بثمن.
التفكير بالجنس الآخر!
وأوضح استشاري طب الأطفال وحديثي الولادة في مستشفى الحمادي بالرياض أن الزواج باعتباره نقلة نوعية في حياة الشاب والفتاة على السواء هو حافز للعمل والإنتاج والعطاء وحتى الإبداع، فنحن نعلم كم من الوقت يقضيه الفتى أو الفتاة وهو أو هي يفكر كل منهما بالجنس الآخر على مقاعد الكليات والجامعة، وحل هذه القضية بشكل شرعي سليم هو بالتأكيد الخطوة الأساسية نحو زيادة التحصيل والبناء، مشدداً على أنه من الضروري عدم ترك الأسرة الجديدة والأزواج الشباب في مهب الريح، بل لابد من دعم هذه الأسرة من كل النواحي ومساندتها، وإصلاح ذات البين عندما يدب أي خلاف، فالخلافات واردة، وهي أمور طبيعية تقوي من وجهة نظري الحياة الأسرية لو وجهت بالشكل الصحيح، وهذه الأمور التي يمكن للآباء والأمهات أن يساعدوا أبناءهم بها هي من الضمانات بإذن الله لبناء أسرة سليمة صحيحة قوية وسعيدة وبالتالي مجتمع صحي وسعيد.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.