ظهرت بعض القضايا المعقدة في حياة المسلم، فعكرت صفوة، وجعلته في حيرة.. ومن هذه القضايا "الزواج".. ولماذا كان "الزواج" قضية معقدة؟ * الجواب: لأن الكثير من الشباب ذهب يريد العفاف فصادفه غلاء المهر وتكاليف الزواج. * وذهب ليخلد للراحة من عناء المهور وتكاليفها ويعزف عن الزواج فوجد الفتن والمغريات تنتظره في الشارع.. في المحلات العامة، في المنتزهات.. في الأسواق التجارية..الخ. * والفتاة هي الأخرى منعت من حقها في الزواج لأسباب كثيرة وهي في معظمها واهية.. بسيطة. * بعض الشباب يرفض الزواج بحجة الحرية والمرونة، وبعضهم يذهب إلى بلاد يجد فيها الرذيلة، فأخذ هؤلاء الشباب يرتادون بيوت الخنا.. والدعارة.. * هكذا قدم الشيخ/ شقير حمود العتيبي لكتابه (العنوسة: المشكلة والعلاج) وأضاف: إن هناك من يرفض الزواج من المطلقة اعتقاداً منه بأن في ذلك نقيصة أو دونية له. * بعض البلاد حاربت التعدد وانتقصته وجعلت من هذا الحل الإسلامي لكثير من المشكلات منقصة لمكانة المرأة وإضرارا بها. * وفي نهاية الطريق برزت قضية اجتماعية هي قضية ( العنوسة) هذه القضية التي تزداد تعقيداً يوماً بعد يوم، وقد ألقت بظلالها على بنات المسلمين ونتج عن ذلك انحراف في الأخلاق وتعطيل لوظيفة المرأة السامية ( الأمومة). معنى العنوسة ذكر المؤلف العتيبي أن تأخر زواج المرأة عن سن الزواج واقترابها من سن معينة يسمى عنوسة وبين أن مشكلة العوانس ليست حكراً على العانس نفسها فقد تشاركها المطلقة والأرملة. وعلى كل الأحوال فإن عدم تزويج المرأة يعتبر تعطيلاً لها عن أكبر وظيفة للمرأة بعد عبادة الله عز وجل، لأنها حين تتزوج تملك بيتاً، وتعيش في أسرة من أبناء وشريك حياة.. ويتحقق لها الراحة والسكن. رفض الزواج لماذا؟ يشير الباحث شقير الى أن هناك عدة أسباب لرفض الفتيات للزواج فبعض الفتيات يرفضن الزواج: @ لتكميل التعليم الجامعي وبعضهن يرفضن لكونها لا تريد الزواج إلا من فلان، فإذا لم تتزوجه رفضت الزواج، وأظهرت أنها لا تريد الزواج أصلاً. @ وبعضهن تخاف من الزواج لأنها شاهدت بعض صديقاتها أو زميلاتها فشلن في الزواج فتجتنبه. وتظن أن النهايات كلها واحدة محتومة. @ والبعض يقلن ان الزواج يجعلها تحت عبودية رجل يفقدها حريتها.. لذلك فهي ترفض الزواج لتعيش في حرية. @ وهذه الأسباب في رفض الزواج غير مقنعة، ولكل واحد منها حله. أخطار العزوف عن الزواج وبين أهم الأخطار التي تنتج عن انتشار العزوبة والعنوسة والعزوف عن الزواج: 1- صحية: لأن العزوبة إذا انتشرت في شباب الأمة اتجهوا إلى انحرافات غير سوية تؤدي إلى أمراض قاتلة من العلاقات المشبوهة والزنا. جاء في الحديث: ".. ولاظهرت الفاحشة في قوم إلا سلط الله عليهم الموت". وفي الحديث: "..لم تظهر الفاحشة في قوم قط حتى يعلنوا بها إلا فشا فيهم الطاعون والأوجاع التي لم تكن مضت في أسلافهم الذين مضوا" ومن الشواهد في عصرنا الحاضر: * انتشار مرض فقد المناعة المكتسبة: "الإيدز". 2- أخلاقية نفسية: حينما تسيطر الغريزة الجنسية على طاقات الإنسان نتج عنها الإصابة بالأمراض النفسية نتيجة الكبت وعدم تفريغ الشهوة ويصاب بالشرود الذهني وعدم التركيز والاكتئاب ومن الأخطار الخلقية: * شباب متحلل. * عصابات اختطاف وقتل ( كما يحصل في الدول الأجنبية). * عصابات تهريب مخدرات، وتجار شهوات. 3- الخطر الاجتماعي: إذا ما اتخذ الشباب طريق العزوف عن الزواج. * انقرضت الأسرة وانصرف الشباب إلى إشباع رغباتهم الجنسية عن طريق الحرام. ولا يهتمون بإنجاب الأطفال. * انعدام السعادة لعدم الاستقرار النفسي والأسري. * مقترف الزنا: وجهة مسود. ورزقه مقطوع. ويسخط عليه الله تعالى. ويلقى الجزاء العادل يوم القيامة. أسباب العنوسة وعن أسباب العنوسة ذكر أموراً كثيرة نجملها بالآتي: 1- إجبار الفتاة على شخص معين ( ابن العم، شقيق زوجة الأب الثانية) 2- إجبار الفتاة على شخص له أوصاف معينة.. تاجر.. موظف كبير ونحوه. 3- الطمع في راتب الفتاة. 4- التسويف في زواج الفتاة.. طمعاً في الأحسن. 5- طلب مهر خيالي. 6- اشتراط إكمال الدراسة. 7- رفض الزواج من متزوج. 8- وجود عيب ينفر من تزوج الفتاة. 9- الزواج من الخارج. 10- عدم الرغبة في الزواج من الموظفة كالطبيبة.. ونحوها. إضافة إلى غلاء المهور، ووضع شروط تعجيزية.. علاج مشكلة العنوسة أكد المؤلف على الحل الإسلامي وأنه هو العلاج لهذه الظاهرة.. ويتطلب: 1- أن يباشر كل واحد منا دورة في الحل (فيما يخصه). * فالأب لا يتخلى عن زواج ابنته ويسلم المرأة (زوجته) الأمر. * والمعلم والداعية والمصلح في المجتمع كل واحد منهم يقوم بدور في توضيح المشكلة. 2- تحديد المهور. والعمل بما يحدد. 3- تعدد الزوجات. وما المانع أن تبادر من تأخرت عن الزواج بالبحث عن الزوج الصالح حتى لو كان متزوجاً. 4- حرص الآباء على تزويج أبنائهن وبناتهن.