من الطبيعي جداً أن تتفاوت نسبة الوعي بين المجتمعات البشرية عطفاً على تركيبتها وثقافتها ومشاربها وأسلوب حياتها ومستوى تفكيرها... والوعي عملية تراكمية تخضع عادة لنوعية المعطيات تأثيراً وتأثراً الأمر الذي يحتم استمرارية العمل وفق استراتيجية زمنية تدفع نحو الإيجابية المثمرة من خلال القنوات الفاعلة والمؤثرة. ولعل أكثر المجتمعات التي تعاني من حالات التثاؤب والتقهقر والتخلف هي تلك الفارطة والموغلة في «تفكيرها السلبي»، المحبط الذي لا يدرك المعاني السامية للحياة، ولا يقدر الدور الإنساني ورسالته العظيمة. «وسلبية التفكير»، انهزامية ضمنية يسعى صاحبها نحو تعميمها وتوسيع دائرتها بما يكفل عدم لفت الأنظار إلى تواضع عطاءاته، وضحالة فكره، وضعف إمكاناته. من هنا فإن اتجاهه السلبي يسيطر دائماً على حسه ومشاعره فهو «نقدي مجرَّد»، لا يعترف بالعمل الإيجابي جملة وتفصيلاً.. متشائم تطبعاً، مرجف محبط، معثر متعثر، معطل للقدرات، يروج للسلبية في كافة الاتجاهات. ومجتمع ترتع فيه شريحة كتلك يعتبر مختل الوعي.. لن يستطيع مسايرة ركاب الحضارة والنماء، ولن يحقق النجاح والإنجاز في ظل الإسقاطات التي يعاني منها. وعلى المجتمع ذاته بمؤسساته وأفراده العمل على التخلص من هذا الفكر المقيت، وتعزيز الشعور الإيجابي الذي يسهم في تنمية الإحساس بقيمة العمل وأبعاده ونتائجه.