محافظ الطائف يرعى حفل تخريج 10,808 طلاب وطالبات من جامعة الطائف    ارتفاع مستحقات موردي الوقود إلى ليبيا إلى مليار دولار    السفارة السعودية في دمشق تحتفي بالتنوع الثقافي    مدير عام الجوازات يتفقد جوازات منفذ حالة عمار    أمير تبوك يستقبل مدير عام الجوازات    مساعد وزير التعليم للتطوير والتحول يدشن ملتقى التوعية بالأمن السيبراني والمعرض المصاحب بتعليم جازان    القيادة تعزي عضو المجلس الأعلى حاكم عجمان في وفاة حمد النعيمي    مستشفى المانع بالخُبَر ينجح في استئصال ورم دماغي كبير لمريض عجزت مستشفيات عدة عن علاجه    تجمع القصيم الصحي يدرب مرافقي مرضى الرعاية المنزلية على التعامل مع الحالات الطارئة    الفضلي يُدشّن برنامج "البيئة التنظيمية التجريبية"    مفتي بولندا: تعلمت الوسطية بالسعودية    ضوابط جديدة لمكافحة الاحتيال الرقمي بالمملكة    مركز الأمير سلطان بالقصيم ينقذ حياة 9 مواليد بعمليات قلب دقيقة    جراحة دقيقة تنقذ حياة حاجة اندونيسية بالمدينة    من أعلام جازان.. فضيلة الشيخ جابر محمد مدخلي    المشرف العام على مركز الملك سلمان للإغاثة يلتقي المفوض العام للأونروا    الكرملين يرفض الافصاح عن مذكرة التفاهم بين روسيا وأواكرانيا    أمير منطقة الرياض يستقبل أمين المنطقة    أمير الرياض يهنئ جمعية "خيرات" لحصولها على جائزة إحسان    وزير الاقتصاد والتخطيط يؤكّد على مواصلة تنفيذ الإصلاحات لتعزيز فرص الاستثمار وتحسين بيئة الأعمال تحقيقًا لرؤية المملكة 2030    الشورى يطالب بضبط المحتوى الإعلامي المتخصص في التنشئة والرياضة    اصطفاف القمر والزهرة وزُحل .. فجر الخميس    رواد الصناعة يجتمعون مع انطلاق المعرض السعودي للترفيه والتسلية SEA 2025 والمعرض السعودي للإضاءة والصوت SLS 2025    انعقاد الاجتماع الخامس للجنة الشؤون الأمنية المنبثقة عن اللجنة السعودية الصينية المشتركة    فريق نيسان فورمولا إي يتربع على منصة التتويج في سباق "طوكيو إي بري" بدعم من "بترومين" و"إلكترومين"    مركز الملك سلمان لأبحاث الإعاقة يختتم مشاركته في المعرض الدولي للقطاع غير الربحي النسخة الثالثة    ترامب يختار تصميماً لدرع «القبة الذهبية» ويعين قائداً للمشروع    تركيب 200 مروحة رذاذ في ساحات الجمرات    المهندس المشيطي يُكرّم أبطال المنتخب السعودي الحائز على (23) جائزة عالمية في "آيسف 2025"    إنشاء 7 محطات للحفاظ على سلالة النحل المحلية    آلية تنظيم أعمال الجهات المختصة فيما يتعلق بمواقع الخردة.. مجلس الوزراء: إنشاء هيئة إشرافية للخدمات الصحية في وزارة الدفاع    رُبَّ كلمة طيبة تغير مصيرًا    أمريكية تركض بفستان زفاف بحثاً عن عريس    اقتحام مقر المخابرات الليبية والبرلمان يطالب بالتحقيق    أثار غضبًا دوليًا واسعًا.. تصعيد إسرائيلي دموي يهدد هدنة غزة    بعد معارك عنيفة مع "الدعم".. الجيش السوداني: الخرطوم خالية من التمرد    عبدالعزيز النهاري.. سيرة أكاديمية مضيئة وحضور إعلامي ناجح    "مبادرات" لتنمية الوعي الموسيقي وتعزيز الثقافة    جائحة الشهرة.. مشاهير لم يبلغوا الحلم    أمام خادم الحرمين الشريفين.. أمراء يؤدون القسم عقب صدور الأوامر الملكية بتعيينهم في مناصبهم الجديدة    القادسية يقترب من نخبة آسيا.. الاتحاد يعبر الشباب..و التعاون يصعق الرياض    "الاحتراف" تصدر تعميماً بشأن التسجيل الاستثنائي للأندية السعودية    "القادسية" يهيمن على منافسات كرة الماء    تخريج الدفعة ال41 من ضباط الحرس الوطني    أمام خادم الحرمين الشريفين.. أمراء يؤدون القسم عقب صدور الأوامر الملكية بتعيينهم في مناصبهم الجديدة    بتوجيه من الأمير خالد بن فيصل.. نائب أمير مكة يتفقد المشاعر المقدسة للتأكد من جاهزيتها للحج    دراسة: ساعات العمل الطويلة قد تُغير بنية الدماغ    "الغذاء": تأكدوا من شهادة ترخيص المستلزمات الطبية    الشورى: دراسة إنشاء «مترو» في المدن الكبرى والتجمعات الحضرية    مجلس الوزراء برئاسة الملك يجدد عزم المملكة توسيع استثماراتها مع أميركا    «الهلال الأحمر» يضاعف الجهود لخدمة ضيوف الرحمن    الحجاج اليمنيون يشيدون بخدمات منفذ الوديعة    زيارة رئيس مجلس إدارة جمعية سفراء التراث لمحافظة المزاحمية    تمديد تكليف الدكتور النجمي مديرًا عامًا لفرع وزارة الشؤون الإسلامية بمنطقة جازان    محافظ الطائف يرعى حفل تخريج 10,808 طلاب وطالبات من جامعة الطائف    سيتي يصعد للمركز الثالث بعد فوزه على بورنموث في آخر مباراة لدي بروين على أرضه    الاتحاد يضرب الشباب بثلاثية    دي بروين يقترب من الغياب عن كأس العالم للأندية    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



شعور بالنجاسة يميِّز شعب إسرائيل وجيشها هذه الأيام
أديب حائز على جائزة نوبل في الأدب:
نشر في الجزيرة يوم 04 - 05 - 2002

ها هي وسائل الإعلام تنقل صور القوات الإسرائيلية للعالم بأسره، جنود يطلقون الرصاص على رؤوس الجرحى، دبابات تسحق جدران المنازل والمكاتب، مقر عرفات، مئات الصبية والرجال معصوبي الرؤوس ويقادون تحت تهديد فوهات الأسلحة إلى معتقلات، ومروحيات تصوب نيرانها وتدمر الأسواق، ودبابات تتلف أشجار الزيتون والبرتقال والليمون، شوارع رام الله نهبت، مساجدها ومدارسها مخرمة من آثار الرصاصات، رسوم الأطفال ممزقة والحوائط ممهورة بتوقيع الناهبين، ملايين الفلسطينيين محاطون بالدبابات، الكهرباء مقطوعة، والمياه والهواتف والطعام، وانقضاض القوات سحق الأبواب والأثاث وأدوات الطهي، وكافة ما وصلت إليه أيديهم من أسباب الحياة.
فهل يزعم أحد اليوم أنه لا يعلم أن الإسرائيليين كانوا ينفذون مذبحة ضد كل الشعب الذي تزاحم في الطوابق السفلي تحت أطلال المنازل؟
عندما واجههم الكاتب البرتغالي جوزيه سارماجو الحائز على نوبل بالحقيقة التاريخية «إن ما يحدث في فلسطين جريمة يمكن أن نقارنها بما حدث في «اوسشويتس». وبدلا من أن يتأمل الشعب الإسرائيلي في أعمال جيشه العنيفة تحولوا ضد سارماجو لأنه جرأ على مقارنتهم بالنازيين، وفي غمرة العمى الاخلاقي اتهم الكاتب الاسرائيلي عاموس اوز، الذي كان مناصرا للسلام أحيانا إلى أن دخلت إسرائيل الحرب، اتهم ساراماجو «بالعداء للسامية» و«بالعمى الأخلاقي الذي لا يصدق». إن عمق لا أخلاقية الحرب ضد شعب بأكمله يعد جريمة ضد الإنسانية ولا توجد هناك حالات استثنائية خاصة، وجريمة ما يقوم به هؤلاء الإسرائيليين ومثقفي الدياسبورا الذين يزعمون «التقدمية» والذين يظهرون عماهم الوطن وجبنهم الأخلاقي، حاجبين دفاعهم عن الإرهاب الإسرائيلي بأكفان ضحايا الهولوكوست منذ 50 عاما مضت. وليس على المرء إلا أن يقرأ الصحف الإسرائيلية ليفهم شرعية وقيمة مناظرة سارموجا التاريخية، ولتبرير حملة العنف المفرط يقوم قادة إسرائيل البارزون الذين اختارهم الناخب اليهودي بسبغ صفة البوهيمية على خصومهم كل يوم. وكانت صحيفة معاريف اليومية الإسرائيلية قد نقلت عن روبرت فيسك قوله إن ضابطا إسرائيليا نصح قواته بدراسة التكتيكات التي اتخذها النازي في حربه العالمية الثانية إذ قال «إذا كانت مهمتنا هي اقتحام معسكر ذي كثافة عالية أو اقتحام نابلس فعلى الجندي إذن أن يحلل ويدرس ويستخلص الدروس من معارك سابقة بل حتى يحلل ما فعله الجيش الألماني في جيتو وارسو».
ولكن هل كانت الصحافة الإسرائيلية على استعداد لاتهام هذا الضابط الإسرائيلي وقواته بمثل الفرية التي اتهمت بها ساراموجا بسبب نفس المناظرة؟، وهل يدافع الضباط الإسرائيليين عن أنفسهم بأنهم «كانوا يتلقون الأوامر فقط» عندما نسفوا المباني وبداخلها أطفال ونساء؟
أصبحت إسرائيل مدانة في المجتمع الدولي بدءاً من الاتحاد الاوروبي والأمم المتحدة ومرورا بالعالم الثالث، بسبب قيامها بأعمال ضد الإنسانية، وسوف يكتشف المدافعون عن إسرائيل أن ما يسمونه «العداء للسامية» لم يعد يحرج الناس ، فقد رأى الرأي العام العالمي وقرأ كثيرا، ونحن نتحقق الآن من أن الضحايا يمكن ان يتحولوا إلى قتلة، وان الاحتلال العسكري يقود إلى تطهير عرقي وانفجار شامل وان الجروح الطفيفة يمكن أن تتحول إلى غرغرينا قاتلة. وكان من المتوقع أن تستجيب أمريكا للمنظمات اليهودية القوية بداخلها وإلى صقور اليمين المتطرف، وهي الحكومة الوحيدة التي تدعم ارهاب الدولة الاسرائيلي ضد قيادات الدين الإسلامي والمسيحي وضد مصالح كبرى شركات البترول وضد حلفائها العرب.
وبينما تحتج مجموعة صغيرة من المنشقين الإسرائيليين ويرفض كثير من المحافظين الخدمة في جيش الاحتلال، ينطبق تعليق سرماجو على عموم الشعب الاسرائيلي وينطبق تماما على معظم مؤيدي يهود الدياسبورا، هناك «شعور بالنجاسة يميز شعب إسرائيل وجيشها هذه الأيام»، لقد تحولوا إلى متاجرين بالهولوكوست، وكما هي الموضة في كافة الدول البوليسية قامت إسرائيل بمصادرة كل كتب سارماجومن المكتبات والمتاجر، وبنفس الجدية وكمن يحضر لمذبحة منعت الدولة الإسرائيلية كل الصحفيين من متابعة الجيتو الفلسطيني فيما عدا هؤلاء الذين يكتبون بيانات عسكرية. ومثل نازي ألمانيا قامت بجمع كل الفلسطينيين الذكور من 16 إلى 60 عاما ،وجردوا كثيرين من ملابسهم وعروهم وقيدوهم في الأغلال، واستجوبوهم وعذبوهم، وتم احتجاز عائلات المقاتلين الفلسطينيين، من دون ماء ولا طعام ولا كهرباء. ونهب الجنود الإسرائيليون البيوت وسرقوا ما غلا ثمنه وحطموا الأثاث.
ومن الواضح أن الغضب الإسرائيلي على معادلة سارماجو حول الإرهاب الإسرائيلي باوسشويتس طرق منطقة حساسة في الذاكرة: كره القتلة لأنفسهم عندما يدركون أنهم اصبحوا تلاميذ لمضطهديهم وأن عليهم أن ينفوا هذا عن أنفسهم بأي ثمن، ولم تجد حتى الآن ، كل النداءات التي أطلقتها الدول العربية المعتدلة لبوش ليتدخل وينهي المذبحة الإسرائيلية، وكررت واشنطن دعمها لشارون في اجتياحه وحربه ضد الفلسطينيين، فلا توجد قوة في الولايات المتحدة يمكنها أن تحصي الأموال والتأثير الذي يتمتع به اللوبي الصهيوني وحلفاؤه اليهود الأقوياء داخل الولايات المتحدة. ومن الواضح تماما انه فيما تمتلك تل أبيب الفعالية من خلال اللوبي الإسرائيلي في الولايات المتحدة وبينما تحصل على تأييد بوش فإن أي عدد من قرارات الأمم المتحدة واتفاقيات جنيف ودعوات أوروبا سوف يتم تجاهلها تماما. ويعتقد شارون بعقله المغلق وأتباعه المصابين بجنون الاضطهاد أن كل الناس معادون للسامية. إن معتنقي برتوكولات حكماء صهيون هؤلاء يحاولون أن يشوهوا إسرائيل من خلال إقامة دولة إسرائيل الكبرى وطرد الفلسطينيين من ارضهم، وينبغي ألا يقف الرأي العام العالمي سلبيا ويكرر مأساة القرن العشرين بالمحرقة التي يقوم بها اليهود في القرن الواحد والعشرين.
مازال هناك وقت ولكن إلى أي مدى يمكن أن يقاوم الناس -حتى الأبطال منهم- بدون ماء ولا طعام؟، إن عرض شارون لعرفات بالحرية في أن يترك مكانه بلا عودة إنما هو يعني جميع أفراد الشعب الفلسطيني.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.