إن أعدى اعداء هذه الامة المسلمة هم الذين يلهونها عن عقيدتها الايمانية ويبعدونها عن منهج الله وطريقه ويخدعونها عن حقيقة أعدائها وحقيقة اهدافهم البعيدة. إن المعركة بين الامة الاسلامية وبين أعدائها هي قبل كل شيء معركة هذا الدين والعقيدة التي لا يأتيها الباطل من أمامها ولا خلفها لقول الله سبحانه وتعالى: {وّلّن تّرًضّى" عّنكّ الًيّهٍودٍ وّلا النَّصّارّى" حّتَّى" تّتَّبٌعّ مٌلَّتّهٍمً} [البقرة: 120] وحتى حين يريدون أن يغلبوها على الارض فإنهم يحاولون اولا ان يغلبونا على العقيدة، لانهم يعلمون من تاريخ هذه الامة انهم لا يبلغون مما يريدون شيئا والامة المسلمة متمسكة بعقيدتها ملتزمة بمنهجها مدركة كيد اعدائها.. وكلما اتقدت وسائل الكيد لهذه العقيدة والتشكيك فيها والتوهين من عراها استخدم اعداؤها هذه الوسائل المترفه الجديدة ولنفس الغاية مصداقا لقوله تعالى:{وّدَّت طَّائٌفّةِ مٌَنً أّهًلٌ الًكٌتّابٌ لّوً يٍضٌلٍَونّكٍمً ....} [آل عمران: 69] فهذه هي الغاية الثابتة الدفينة.. لهذا كان القرآن يدفع هذا السلاح المسموم اولا.. ويأخذ الامة الاسلامية بتثبيت الحق الذي هي عليه وينفي الشبهات والشكوك التي يلقيها اهل الكتاب ويجلو الحقيقة الكبيرة التي يتضمنها هذا الدين ويقنع الامة الاسلامية بحقيقتها وقيمتها في هذه الارض ودورها ودور العقيدة التي تحملها في تاريخ البشرية.. ويحذر من كيد الكائدين ويكشف نواياهم المستترة ووسائلهم القذرة واهدافهم الخطيرة واحقادهم على الاسلام والمسلمين. وهذا هو ما نلمحه اليوم من وراء القرون الطويلة وإن اعداء هذه الامة هم اليهود والنصارى والمجوس والمنافقون هم الذين يلاحقون هذه الدعوة واصحابها في الارض كلها وهم الذين تواجههم هذه العقيدة واهلها.. ومن هذا يظهر للامة هزال الاعداء وهوانهم على الله وضلالهم وكفرهم بما انزل الله اليهم من قبل وقتلهم الانبياء بغير حق. والله مع الامة الاسلامية ما داموا متمسكين بالعقيدة الصحيحة لقوله تعالى {إن تّنصٍرٍوا اللَّهّ يّنصٍرًكٍمً } [محمد: 7] : والنصر هو التمسك بتعاليم هذا الدين فهو المعز والمذل وحده لا شريك له وانه سيأخذ اعداء الاسلام بالعذاب والنكال والهزيمة مصداقا لقوله تعالى: {وّيّمًكٍرٍونّ وّيّمًكٍرٍ اللَّهٍ وّاللَهٍ خّيًرٍ الًمّاكٌرٌينّ} [الأنفال: 30] وقوله تعالى: {قٍل لٌَلَّذٌينّ كّفّرٍوا سّتٍغًلّبٍونّّ وّتٍحًشّرٍونّ إلّى" جّهّّنَّمّ وّبٌئًسّ الًمٌهّادٍ، قّدً كّانّ لّكٍمً آيّةِ فٌي فٌئّتّيًنٌ الًتّقّتّا فٌئّةِ تٍقّاتٌلٍ فٌي سّبٌيلٌ اللَّهٌ وّأٍخًرّى" كّافٌرّةِ يّرّوًنّهٍم مٌَثًلّيًهٌمً رّأًيّ الًعّيًنٌ وّاللَّهٍ يٍؤّيٌَدٍ بٌنّصًرٌهٌ مّّن يّشّاءٍ إنَّ فٌي ذّلٌكّ لّعٌبًرّةْ لأٍوًلٌي الأّبًصّارٌ *13* [آل عمران: 12 13] وقوله تعالى: {كٍنتٍمً خّيًرّ أٍمَّةُ أٍخًرٌجّتً لٌلنَّاسٌ تّأًمٍرٍونّ بٌالًمّعًرٍوفٌ وّتّنًهّوًنّ عّنٌ الًمٍنكّرٌ وّتٍؤًمٌنٍونّ بٌاللَّهٌ وّلّوً آمّنّ أّهًلٍ الًكٌتّابٌ لّكّانّ خّيًرْا لَّهٍم مٌَنًهٍمٍ الًمٍؤًمٌنٍونّ وّأّكًثّرٍهٍمٍ الًفّاسٌقٍونّ، لّن يّضٍرٍَوكٍمً إلاَّ أّذْى وّإن يٍقّاتٌلٍوكٍمً يٍوّلٍَوكٍمٍ الأّدًبّارّ ثٍمَّ لا يٍنصّرٍونّ، ضٍرٌبّتً عّلّيًهٌمٍ الذٌَلَّةٍ أّيًنّ مّا ثٍقٌفٍوا إلاَّ بٌحّبًلُ مٌَنّ اللَّهٌ وّحّبًلُ مٌَنّ النَّاسٌ وّبّاءٍوا بٌغّضّبُ مٌَنّ اللَّهٌ وّضٍرٌبّتً عّلّيًهٌمٍ الًمّسًكّنّةٍ ذّلٌكّ بٌأّنَّهٍمً كّانٍوا يّكًفٍرٍونّ بٌآيّاتٌ اللَّهٌ وّيّقًتٍلٍونّ الأّنبٌيّاءّ بٌغّيًرٌ حّقَُ ذّلٌكّ بٌمّا عّصّوًا وَّكّانٍوا يّعًتّدٍونّ *112*} [آل عمران: 110 112]