أعلن مندوب روسيا الدائم لدى الناتو ألكسندر غروشكو أن قرارات الناتو تحول أوروبا الشرقية إلى قاعدة لنشر القوات العسكرية، وأن موسكو لا يمكنها السكوت على ذلك, فيما حذّر مستشار الرئيس الروسي, الرئيس الفخري لمجلس السياسة الخارجية والدفاع سيرغي كاراغانوف, من أن قوات بلاده لن تسمح لقوات الناتو بالاقتراب أكثر من حدود روسيا وهي لن تقاتل على أرضها, مشيراً إلى أن الثقة بين موسكو والحلف شبه معدومة. وأكد مندوب روسيا لدى الحلف, أن السبيل لتطبيع الوضع هو توقف دول الناتو عن نشر القوات قرب الحدود الروسية. كما تشترط روسيا عودة القوات التي حشدها الناتو قرب الحدود الروسية إلى معسكراتها الدائمة. وقال غروشكو في إشارة إلى قرار الناتو بنشر كتائب إضافية في بولندا وجمهوريات البلطيق السوفيتية السابقة (ليتوانيا ولاتفيا وإستونيا): «لا نرى مبرراً لهذه الإجراءات». وقال في مؤتمر صحفي عقب اجتماع مجلس روسيا - الناتو على مستوى المندوبين في بروكسل: «التدابير التي اتخذها حلف الناتو في قمة وارسو تحمل طابع المواجهة، وتشبه أنماط الحرب الباردة، ولكن روسيا ليست تهديداً لحلف شمال الأطلسي».... « نحن نعتقد أن هذه التدابير هي زائدة عن الحاجة، وذات نتائج عكسية، تحمل طابع المواجهة، وتضعف الأمن الإقليمي وفي عموم أوروبا، وتعيدنا إلى خطط ضمان الأمن أيام الحرب الباردة». وأكد غروشكو أن روسيا لا تشكل خطراً على أعضاء الحلف وليس لها مصلحة في نموذج علاقات المواجهة الذي يفرض عليها. قائلاً: «لا يحق للناتو التعليق على تحركاتنا العسكرية داخل أراضينا لأنها تتماشى مع القانون الدولي»، مشدداً على أنه «لا وجود لأي نشاط روسي على الأراضي الأوكرانية». وأشار غرشكو إلى أن «المدربين الأميركيين في أوكرانيا يثيرون القلق بسبب وجودهم شرق البلاد»، قائلاً: «القوات الأوكرانية تصعد من أعمالها العسكرية هناك». وأكد مندوب روسيا لدى الناتو على أن موسكو مستعدة للتشاور مع الناتو بشأن سلامة الطيران فوق بحر البلطيق. وأعتبر غروشكو أن خصوصية هذا الاجتماع هو أن العسكريين يشاركون فيه للمرة الأولى بعد فترة انقطاع طويلة.