عن اليوم الوطني تحدث الشيخ فيحان الشيباني فقال: يطل علينا في كل عام ذكرى اليوم الوطني للمملكة؛ ليعيد إلى الأذهان هذا الحدث التاريخي المهم الأول من الميزان من كل عام، إنه يوم محفور في ذاكرة التاريخ منقوش في فكر ووجدان المواطن السعودي. ففي هذا اليوم وحّد الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن - طيب الله ثراه - شتات هذا الكيان العظيم، وأحال الفرقة والتناحر إلى وحدة وانصهار وتكامل. وفي هذه الأيام تعيش بلادنا أجواء هذه الذكرى العطرة، وهي مناسبة خالدة ووقفة عظيمة، تعي فيها الأجيال كل القيم والمفاهيم والتضحيات والجهود المضيئة التي صاحبت بناء هذا الكيان العملاق. وإننا إذ نحتفل في هذا اليوم لنعبر عما تكنه صدورنا من محبه وتقدير لهذه الأرض المباركة ولمن كان لهم الفضل بعد الله تعالى فيما تنعم به بلادنا من رفاهية واستقرار؛ إذ شهدت المملكة في سنوات قلائل قفزات حضارية لا مثيل لها في جميع المجالات، فما حققته هذه البلاد في المجال الاقتصادي والتعليمي والأمني أمرٌ يصعب وصفه، ويجل حصره، حتى أصبحت مضرب الأمثال في محيطها الإقليمي في الاستقرار والرخاء والتنمية. كما أن من أبرز ما يجب الحديث عنه في هذه المناسبة هو الاهتمام الكبير الذي أولته الدولة للمواطن السعودي وتعليمه، والسعي نحو تأهيله وتدريبه في مختلف المجالات، فكان بسط التعليم الأساسي في جميع أرجائها، وكانت الجامعات والمؤسسات التعليمية المتخصصة، وبرامج الابتعاث الخارجي التي آتت وستؤتي ثمارها خيراً بإذن الله. ومما يجدر ذكره في هذه المناسبة الغالية علينا جميعاً هو ما قدمته المملكة للأمة العربية والإسلامية من خدمات عظيمة؛ فهي مهبط الوحي ومنطلق الرسالة وقِبلة المسلمين؛ إذ أولت منذ نشأتها الإسلام والمسلمين اهتمامها وعنايتها؛ فعمرت مساجد الله في أنحاء الأرض مبتدئة بالحرمين الشريفين اللذين شهدا في عهد الدولة السعودية أعظم توسعة لها عبر كل العصور؛ فأصبح الحج إليها في غاية اليسر بعد أن كان قطعة من العذاب، وأصبح الحرمان الشريفان مفخرة لكل المسلمين، كما جعلت راحة حجاج بيت الله وزوار مسجد النبي - صلى الله عليه وسلم - شغلها الشاغل بحرصها على توفير كل سُبل الراحة لهم، وسخرت لخدمتهم كل إمكانيات هذه البلاد في تفانٍ شهد به القاصي والداني، ثم شرعت بعد ذلك في طباعة كتاب الله؛ لتوزع منه عشرات الملايين من النسخ بمختلف اللغات؛ ليكون في متناول كل مسلم مهما كانت لغته ومكانه. إن ما ذكرته آنفاً من مآثر خالدة ما هو إلا لمحات وقبسات مضيئة من مسيرة هذا الكيان الشامخ.. وإنني إذ أغتنم هذه الذكرى الغالية لأهنئ بلادنا قيادة وشعباً بهذا الوطن. وإنني أسأل الله تعالى أن يحفظ لنا هذا الوطن المعطاء الذي أنعم علينا بالانتماء إليه، وهيأ له زيادة في النعمة قيادة رشيدة، سارت وتسير به إلى بر الأمان في محيط إقليمي مضطرب متواصل الأزمات. كما يسرني ويشرفني في هذه المناسبة أن أرفع أسمى آيات التهنئة والتبريكات إلى مقام خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وإلى ولي عهده الأمين الأمير محمد بن نايف وولي ولي عهده الأمير محمد بن سلمان وإلى الأسرة المالكة الكريمة كافة والشعب السعودي النبيل والمقيمين معنا على ثرى هذا الوطن الطاهر.