معاً من أجل مجتمع خالٍ من الدرن

منذ ما يزيد على 130 عاماً اكتشف العالم مرض الدرن، والذي يعاني منه اليوم قرابة ثلث سكان الكرة الأرضية وفق إحصائيات منظمة الصحة العالمية، والتي تؤكد أن ضحايا هذا الداء الخطير تزيد على مليوني إنسان سنوياً.
ورغم التطور العلمي الكبير الذي أتاح للعلماء التعرف على البكتيريا المسببة لمرض الدرن [السل] كما يطلق عليه العامة، ومن ثم البحث عن الأمصال واللقاحات والعقاقير القادرة على علاجه والوقاية منه، إلا أن كثيراً من دول العالم لا تزال تعاني من انتشاره السريع ومضاعفاته الخطرة، ولا سيما في ظل سهولة انتشاره، وانتقال العدوى به من بلد لآخر.
والحقيقة التي نفخر بها جميعاً أن حكومة بلادنا المباركة نجحت طوال الحقب الماضية في اجتثاث واقتلاع كثير من الأمراض الوبائية والمعدية، ومحاصرتها في أضيق نطاق، ومنها مرض الدرن، بحيث لم يتجاوز معدل انتشاره والإصابة به أكثر من حالة واحدة لكل مائة ألف مواطن ومقيم في بلادنا المباركة، وسعت الدولة - رعاها الله - بكل جهد من أجل إعلان خلو المملكة من الدرن من خلال تنفيذ برنامج متكامل لمكافحته في جميع مناطق المملكة يهدف لاكتشاف الحالات التي تصاب بالدرن في وقت مبكر والحيلولة دون انتقال العدوى به، وقد بلغ عدد المستشفيات العاملة في تنفيذ هذا البرنامج في منطقة الرياض وحدها أكثر من 50 مستشفى تمتلك كل الإمكانات لتشخيص وعلاج الدرن.
وامتداداً لهذا النجاح، كان حرص وزارة الصحة على المشاركة في اليوم العالمي للدرن، والإفادة من هذه المناسبة الصحية العالمية في نشر الوعي الصحي وتعزيز المشاركة المجتمعية في مجال مكافحة الدرن، وهو ما سعت صحة الرياض لتحقيقه من خلال خطة متكاملة للتوعية بأعراض المرض وطرق انتقال العدوى به والإجراءات الوقائية، بالإضافة إلى مناقشة كل المستجدات الطبية في مجال تشخيص وعلاج الدرن وتطوير آليات مكافحة العدوى به.وفتح المجال للتعاون مع كافة مؤسسات المجتمع الحكومية والأهلية لتحقيق هذا الهدف، سعياً إلى إعلان خلو حاضرة الوطن من الدرن في أقرب وقت ممكن بمشيئة الله تعالى، وهو هدف ليس ببعيد، في ظل ما وفرته الدولة - رعاها الله - من إمكانات كبيرة لمكافحة الأمراض الوبائية عموماً والدرن على وجه الخصوص، وتبقى الشراكة المجتمعية التي نتطلع إليها هي الركيزة الأساسية لنجاح جهود مكافحة الدرن، بما في ذلك تعزيز دور المجتمع في دعم ومساندة مرضى الدرن في جميع مراحل العلاج.
د. عدنان بن سليمان العبد الكريم - مدير عام الشؤون الصحية بمنطقة الرياض