7 آلاف زائر يستكشفون برنامج أرامكو للإثراء المعرفي بالظهران

أطلقت شركة أرامكو السعودية برنامجها الجديد «إثراء المعرفة» بحضور نحو سبعة آلاف زائر من العائلات توافدوا مساء أول أمس قبيل الوقت المحدد، معلنين بدء فعالياته المتنوعة والتي تقام هذا العام في صيغة جديدة وعبر مجالات متنوعة وتستمر حتى الخامس والعشرين من شهر محرم القادم، لتسهم بشكل مباشر في الجهود الوطنية للتحول إلى مجتمع المعرفة.
وخلال برنامج «إثراء المعرفة»، الذي قام بتصميمه وتطويره الذراع الثقافية لأرامكو السعودية - مركز الملك عبد العزيز الثقافي العالمي- وظّفت أرامكو السعودية أفكاراً جديدة برؤى ابتكارية تتناسب مع مختلف الأعمار والاهتمامات، جلها يسهم في سد احتياجات قائمة في المجتمع ويؤسس لتنمية الوعي العلمي والثقافي الإبداعي مع ترسيخ دعائم وركائز القيم الثقافية للوطن.
ومن الدعائم الفاعلة التي يسعى برنامج «إثراء المعرفة» لتقديمها في قالب من الأفكار المتنوعة والنشاطات المتعددة، حاجة المجتمع السعودي المتزايدة لاستكشاف مخزونه الهائل من الثروة الشبابية، واكتشاف ما تزخر بها من مواهب وعبقريات مستقبلية ترفع من وتيرة الإبداع.
ويأتي برنامج «إثراء المعرفة» الذي انطلق يوم أول أمس متسقاً مع مبادرة أرامكو السعودية لإثراء الشباب التي أطلقها رئيس الشركة خالد الفالح في أبريل 2012 بهدف الوصول إلى مليوني طالب وطالبة وآلاف المعلمين والمعلمات بحلول عام 2012 في مختلف أنحاء المملكة.. وتحتضن فعاليات «إثراء المعرفة» أحد برامج إثراء الشباب وهي المسابقة الوطنية للقراءة «اقرأ» والتي سيقام الحفل الختامي لها الشهر القادم في الظهران.
جملة الخيارات المعرفية والعلمية التي قدمتها أرامكو السعودية في هذا البرنامج عايشها الزائرون في سبع فعاليات قدمت تجربة ثقافية متكاملة تثري الفكر وتلهم الخيال العلمي والفني.. فمن معرض « ألوان نقية» حيث مركز بومبيدو المتنقل في نسخة تم تصميمها خصيصاً لبرنامج «إثراء المعرفة.»
وتحل هذه التجربة في منطقة الشرق الأوسط لأول مرة، وتتيح لآلاف الزوار الاطلاع على مجموعة من أهم مقتنيات المتحف الوطني للفن الحديث والمعاصر في فرنسا تشمل أعمالاً منتقاة لعمالقة الفن العالمي أمثال بيكاسو والياسون. وقد ضم معرض «ألوان نقية،» وهو ذو طابع تعليمي تثقيفي، في جنباته 21 عملاً فنياً تزور المملكة لأول مرة، ترسيخاً لنشر قيم التذوق الجمالي والتواصل الحضاري.
وما إن يهم الزائر للخروج من هذا المعرض الفني الأخّاذ إلا ويجد نفسه وجهاً لوجه مع رحلة العلم التي قطعتها الإنسانية عبر آلاف السنين من الظلمة إلى النور حيث يقف مدهوشاً في معرض 111 اختراعاً أمام جملة الاكتشافات التي غيَّرت العالم بما يحفز بواعث الابتكار والإبداع لدى جيل المستقبل.
ويطلع الزوار خلال نحو 01 دقيقة في فضاء تفاعلي باستخدام وسائل عرض مبهرة على حقب زمنية تم خلالها اختراعات غيّرت عالمنا، منذ اختراع الأدوات البسيطة في العصر الحجري واكتشاف النار والعجلة حتى اختراع الإنترنت والنظام العالمي لتحديد المواقع.
وعلى مقربة من معرض 111 اختراعاً، تتعالى ضحكات الأطفال في قرية السلامة المرورية حيث يعيشون تفاصيل تجربة مثيرة وهم في عمر الزهور حيث مكمن الاستيعاب الفاعل للقوانين والأنظمة عند قيادة السيارة, وفهم قواعد السلامة المرورية وتطبيقها في سن مبكرة وفي جو تعليمي ممزوج بالمرح والمغامرة.
ويواجه الأطفال حالات مرورية متنوعة يمنحون في حال تجاوزها رخصة قيادة تسهم في إعداد كل منهم ليكون قائد مركبة ناجحاً في المستقبل.
ويقدّم معرض كفاءة الطاقة للزائرين عروضاً تفاعلية شيّقة تهدف إلى توعية المجتمع حول أكبر تحدياته في ارتفاع مستويات استهلاك الطاقة ونموها في المملكة وأهم طرق ترشيدها وتوفيرها من خلال طرق ووسائل فعّالة تشجعهم على ممارستها بغية حفظ مواردها الثمينة لأجيال المستقبل.. وكذلك في جانب المحافظة على البيئة والتذكير بالمسؤولية المجتمعية تجاهها تأتي مسابقة أرامكو لرسوم الأطفال بعد 11 عاماً في صيغة جديدة تتمحور حول فكرة التثقيف بأهمية البيئة والمحافظة عليها وحمايتها من التلوث وذلك عبر أنشطة تفاعلية مع كتابة وعد من كل طفل تجاه حماية البيئة على ورقة شجر يتم تعليقها على شجرة مخصصة لهذا الغرض.
أما خيمة العروض الإبداعية فتقدّم ندوات وعروضاً حية ومباشرة تم انتقاؤها بعناية فائقة من أنحاء متفرقة من المملكة والعالم جامعة بين التثقيف والتعليم والترفيه تُعرض بأسلوب مشوق وجذّاب في جو عائلي ممتع ومحترم.
ومن أبرز فعاليات «إثراء المعرفة» معرض جديد تم تطويره من مؤسسة «ألف اختراع واختراع» العالمية التي تُعنى بدراسة وعرض الإرث العلمي والحضاري للعرب والمسلمين بصيغة عصرية.
ويركز هذا المعرض الذي يدشن لأول مرة، بالتعاون مع مركز الملك عبد العزيز الثقافي العالمي، لاستكشاف عالم الضوء من خلال شخصية العالم العربي المسلم ابن الهيثم الذي أسهم قبل 1111 سنة في تغيّر وجه العالم للأبد وأدت بحوثه في «القمرة» إلى اختراع الكاميرا، داعياً عبر قصته المشوقة الآلاف من الطلبة والطالبات للتوجه إلى حافة عوالم المعرفة لتوليد نظريات وتقنيات جديدة.
وبهذه المناسبة أكد النائب الأعلى للرئيس للاستكشاف والإنتاج المهندس أمين الناصر أثناء جولته على فعاليات «إثراء المعرفة» بأن أرامكو السعودية معنية بتنمية العقول كأساس لتفوقها التقني والمعرفي وفي رحلتها المتجددة لصناعة المستقبل، وهي تسعى لأن تصل هذه البرامج العلمية والثقافية الملهمة إلى الملايين من أفراد المجتمع لتسهم في إحداث حراك إيجابي نحو العلم والثقافة وتحقيق رؤية المملكة في التحول إلى مجتمع المعرفة.
وقال: «إن دور أرامكو السعودية في هذا الجانب ينبثق من المحاور الأساسية لمنظومة المسئولية الاجتماعية في الشركة والمتمثلة في تنمية الاقتصاد والمجتمع والمعرفة والبيئة».
وشاركه في هذه الرؤية نائب الرئيس لشؤون أرامكو السعودية محمد القحطاني الذي أثنى على فعاليات البرنامج وقدرتها في إحداث التغيير الإيجابي من خلال الأفكار الإبداعية والخلاّقة التي تدفع نحو البناء العلمي، وترسيخ رسالة التفاعل الحضاري، ممتدحاً في السياق ذاته تنوع التجربة الإثرائية حيث تعميق الوعي وإطلاق الطاقات الكامنة لدى جيل الغد.