يطاردني السؤال نفسه بكل مكان: لماذا تغيب عن الظهور التلفزيوني؟؟ أحاول التهرب عن الإجابة وأجيب بدبلوماسية حذرة حتى لا أفقد مصداقيتي أو أكذب..!! أشعر بأن الإعلام التلفزيوني الرياضي السعودي مختطف ولا يزال في مرحلة (الهواة) برغم الإمكانات الهائلة المتوافرة حالياً للإبداع....!! طبعا لا أعمم أبدا لكني أتحدث عن غالبية ما يتم تقديمه بالبرامج التلفزيونية ولحقتها أيضاً الإذاعية فالاستديوهات أصبحت تعج بكل من هب ودب دون تمحيص أو على الأقل إظهار هيبة الاختيار، فما نشاهده مساء يخرج علينا ظهراً أيضاً ثم مساء في قناة أخرى وبعدها إذاعياً ثم ضيفاً على برنامج أسبوعي وهكذا لدرجة أنني كتب في تويتر: (أكثر المستفيدين من البرامج الرياضية التلفزيونية ثلاثة.. الخياطين.. محلات كوي الملابس والشمغ.. الحلاقين.. عليهم بالعافية..!!!)..!! أصبحت البرامج التلفزيونية مدمنة للصراعات والإثارة والمقدم الناجح هو من يستطيع الإيقاع بالضيوف وضربهم مع بعض..!! أحدهم يقدم ضيوفه على أنهم نقاد حصريون.. لاحظوا نقاد.. في البرنامج أحدهم يقول للآخر: هزموكم الكوريون بالأربعة.. الثاني يرد: حدكم السابع بالدوري..!! أي جريمة ترتكب باسم (الناقد) وأي جنون إعلامي وصلنا إليه بدعوى زيادة عدد المشاهدين ونسي هؤلاء أن مواقع مثلاً لديها مشاهدون بالملايين وهو ما يعني أن رقم المشاهدات لا يعني القيمة الحقيقة لما يقدم وهو ما لم يفهمه غالب مسؤولي البرامج الذين للأسف الشديد يعملون بصورة سلبية بل يقدمون إعلاماً خائباً يقوم على إحضار ضيفين أو أكثر وكراسي لهم وطاولة ثم ثرثرة تنتهي بالصراخ أو أحياناً قلة الأدب وهكذا كل ليلة..!! يقول أحد المغرّدين على حسابي (عندما كنا نلعب الكرة كهواة كان إعلامنا محترفاً ولما دخلنا عالم الاحتراف أصبح إعلامنا (هاوياً)..!! نعم لقد خطف المراهقون وحتى الشياب والثرثارون والمتعصبون وعديمو الثقافة وبعضهم - الأدب - إعلامنا المرئي وقدموا صورة باهتة للإعلام السعودي حتى إن قنوات خليجية بدأت تجلبهم إذا ما أرادت تصدير صورتنا الإعلامية الباهتة للجوار..!! من أوصل إعلامنا لتلك المرحلة المجاملات المكشوفة وضعف شخصية مسؤولي تلك البرامج وسوء خبرة المعدين حتى شبع المجتمع ولم يعد يثق بتلك البرامج التي أخطر ما يمكن أن تحويه أن تكون تحت وصاية من أطراف معينة قد تستغل ثراءها أو نفوذها للاستيلاء على مشهد هنا أو هناك.!! في الدول التي تحترم برامجها الرياضية لا يطأ استديوهاتها إلا من يستحق.. علماً وثقافة وخبرة وممارسة.. وأحيانا الحدث أو الموقف يفرض ضيفاً معينا.. لدينا أرفع سماعة التلفون وتترجى أحد المعدين تجد نفسك بالاستديو.. أو ضبط وضعك مع المعدين وابشر بسعدك (لا أعمم)!! أعرف أنه من المحرج أن أتحدث عن زملاء لي بالإعلام الرياضي لكني لا أعمم إطلاقاً والمتابع يدرك البرنامج الذي يحترم مشاهديه ويمضي بقوة للأفضل ويعرف أيضاً تلك البرامج الرثة المملة فاقدة الهوية والمعنى..!! بعض معدي البرامج يعترف أنه يجد احراجات وضغوطات لاستضافة بعض الإعلاميين أو الرياضيين والبعض يؤكد أن هناك إعلاميين يتم استخدامهم كفزعة للمواقف التي يتعثر فيها حضور الضيف الأساسي وبعضهم يلجأ لأصحاب النفوذ لاستضافته..!! مضحك أيضاً عندما يتم طلب إعلامي للاستضافة ثم يوافق على الفور دون أن يعرف موضوعات البرنامج.. يعني جاي على عماها..!! الأمر لا يعني عدم وجود ضيوف كبار وثقات يملؤون البرامج ثقافة وخبرة وثقة.. المؤلم أن تشاهد عينة من فئة هزموكم بالأربعة.. إنه أمر مؤلم بالفعل..!! قبل الطبع: قوة حضورك بعمق تأثيرك...!! [email protected] https:/twitter.com/#!/ msultan444 تويتر
