فقيد الوطن

د. عبدالله بن مساعد الفالح

إن العين لتدمع وإن القلب ليحزن وإنا على فراقك يا نايف لمحزونين، ولا نقول إلا ما يرضي ربنا: {إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ}.. في البداية يتقدم منسوبو كلية العلوم والدراسات الإنسانية بالسليل -جامعة سلمان بن عبدالعزيز- من أعضاء هيئة تدريس وإداريين وطلاب وطالبات بأحر التعازي وأصدق المواساة
إلى والدنا وقائدنا خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود والأسرة الحاكمة والشعب السعودي في وفاة الأمير نايف بن عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود -رحمه الله تعالى- رجل الأمن والأمان على المستوى المحلي والعربي، كيف لا وقد نال شرف رئاسة وزراء الداخلية العرب لثلاثة عقود متتالية.. إيماناً من العرب قاطبة واعترافاً من الجميع بقدراته الهائلة وعبقريته الفذة ودهائه العظيم وحنكته وحكمته وحزمه وعزمه. ولقد أثمرت جهوده على الصعيد المحلي رحمه الله عن تنمية شاملة لقطاعات العمل الأمني ممثلة في المديرية العامة للدفاع المدني والمديرية العامة لحرس الحدود والمديرية العامة للأمن العام والمديرية العامة للمباحث والمديرية العامة للسجون والمديرية العامة للجوازات والمديرية العامة لمكافحة المخدرات وقوات الأمن الخاصة وقوات أمن المنشآت. كما أولى سموه اهتماماً بالملفات الأمنية والعمل على تطويرها بوصفها شراكة بين المواطن السعودي والمؤسسات الأمنية، فقد اهتم رحمه الله بالمعالجات الفكرية لقضايا التطرف والإرهاب ومحاربة الفكر بالفكر، من خلال تأسيس إدارة خاصة في عام 1427ه - 2007م تحت مسمى إدارة الأمن الفكري ضمن تنظيم وزارة الداخلية الإداري. وتأسيس وتمويل كرسي الأمير نايف بن عبدالعزيز لدراسات الأمن الفكري بجامعة الملك سعود في عام 1428ه - 2008م. وتمويل كرسي الأمير نايف لدراسات الوحدة الوطنية بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية في عام 1429ه - 2009م. بالإضافة إلى تشجيع ودعم عشرات الدراسات والأبحاث الخاصة بظاهرة التطرف وارتباطاتها. وتشكيل فريق عمل من أساتذة الجامعات لوضع خطط إستراتيجية للأمن الفكري محلياً وعربياً. وفي مجال إستراتيجية العمل المؤسسي في مكافحة المخدرات قام بتأسيس الإدارة العامة لمكافحة المخدرات في جهاز الوزارة مع إدارة أمنية متخصصة في الأمن العام لمواجهة هذه الظاهرة على كل المستويات، بالإضافة إلى تأسيس اللجنة الوطنية لمكافحة المخدرات في 1428ه.. وعقد عدد من الاتفاقيات الثنائية والإقليمية الدولية بما يحد من انتشار هذه الآفة وتفاقمها.. وبرزت جهود سمو الأمير نايف بن عبدالعزيز -رحمه الله- على المستويين العربي والدولي وذلك من خلال الإشراف على لجان وحملات الإغاثة والعمل الإنساني لمشروعات التبرعات الشعبية والحكومية التي تتبناها وتقدمها المملكة للشعوب العربية المتعددة ودعم جهود الغاثة للشعب الفلسطيني. وفي مجال خدمة العلم والمعرفة لسموه العديد من الجهود منها إنشاء جامعة نايف العربية للعلوم الأمنية التي نهضت بتطوير الخبرات الأمنية والعدلية وتقديم برامج ومؤتمرات دولية تستفيد منها الدول العربية، وتمنح شهادات الدبلوم والماجستير والدكتوراه.. وهناك جائزة السنة النبوية ومسابقة الأمير نايف بن عبدالعزيز لحفظ الحديث النبوي. رحم الله صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز وأسكنه فسيح جناته.. اللهم اغفر له وارحمه وأدخله جنات النعيم.. اللهم.. يا حنَّان، يا منَّان، يا واسع الغفران، اغفر له و ارحمه، وعافه واعف عنه، وأكرم نزله، ووسع مدخله، واغسله بالماء والثلج والبرد، ونقِّه من الذنوب والخطايا كما ينقَّى الثوب الأبيض من الدنس. اللهم.. أبدله داراً خيراً من داره، وأهلاً خيراً من أهله، وزوجاً خيراً من زوجه، وأدخله الجنة وأجره من عذاب القبر ومن عذاب النار. اللهم أنزله منزلاً مباركاً وأنت خير المنزلين.
* عميد كلية العلوم والدراسات الإنسانية بالسليل