على سرير حديدي «بارد» داخل ثلاجة الموتى في جدة يرقد جثمان مبارك ميير مبارك «برماوي الجنسية» منذ وفاته «المثيرة للجدل» قبل 86 يوماً. في انتظار ما تسفر عنه قرارات اللجنة الطبية الشرعية في جدة التي تنظر في دعوى ذويه ضد مستشفى خاص (تحتفظ «الحياة» باسمه)، يتهمون كادره الطبي بالتسبب في وفاة «مبارك». وكشف الوكيل الشرعي ل «عائلة مبارك» عبدالله المطيري ل«الحياة» عن رفض ذوي المتوفى تشريح الجثة حتى يثبت الخطأ الطبي على المستشفى المتسبب في وفاته بعد إجراء أطبائه ثلاث عمليات ل«الضحية»، الذي استجاب لرغبة الأطباء في إجراء عملية جراحية عاجلة له بعد معاناته من آلام الزائدة. «وبعد إجراء العملية بثلاثة أيام حصلت للمريض مضاعفات من صديد وآلام وبعد سؤال الطبيب مجري العملية، أكد ضرورة إجراء عملية أخرى لتنظيف موقع العملية الأولى، ازدادت بعدها حال مبارك سوءاً، إذ أدخل إلى العناية المركزة بعد ازدياد آلامه وملاحظة انتفاخ بطنه واستمرار خروج الصديد والدم من موقع العملية، ما أجبر الأطباء على إجراء عملية ثالثة تدهورت بعدها حال مبارك الصحية، على رغم إقرار الأطباء شفاءه ومطالبتهم بخروجه من المستشفى فوراً، ما جابه رفضاً قاطعاً من ذويه الذين ارتأوا بقاءه داخل المستشفى ريثما تتحسن حاله الصحية، إلا أنه ما لبث أن قضى ومات متأثراً بتبعات سلسلة العمليات الجراحية الأخيرة». ولفت المطيري إلى مطالبة إدارة المستشفى موكليه بدفع 102 ألف ريال، كلفة ثلاث عمليات جراحية أجريت ل«مبارك» قبل وفاته، وإرجاع الكادر الطبي الوفاة إلى هبوط الدورة الدموية، في وقت اتهم فيه أقاربه المستشفى بالتسبب في وفاته. واعتبر الوكيل الشرعي ل«عائلة مبارك» الوفاة عملية جنائية، وألمح إلى مماطلة وزارة الصحة والهيئة الشرعية الطبية في إجراءاتهما، للنظر في الشكوى، مطالباً بإنزال عقوبات رادعة بحق المتسببين في وفاة المرضى تحت مظلة الأخطاء الطبية. وبدوره، طالب والد المتوفى بيير مبارك وزير الصحة بالمسارعة إلى تكوين لجنة عاجلة محايدة تتولى مهمة تشريح الجثة، ودراسة كامل ملف المتوفى، والتحفظ عليه والتحقيق مع المتسببين في الأخطاء التي أودت بحياته. وقال ل «الحياة»: «استمرار الصمت على وفاة ابني يقلقني، ولن أسمح أن تمر تلك الأخطاء التي دفعنا ثمنها غالياً مرور الكرام، لابد من فتح ملف تحقيق واسع، لايغلق قبل صدور عقوبات رادعة بحق أولئك المستهترين الذين يتموا أحفادي الستة ورملوا والدتهم بعد إزهاق روح ابني سدىً، خصوصاً وأنه لم يعان سوى من الزائدة، لا أكثر!»، ولم يخف رغبته في سرعة طي ملف القضية ليتسنى له مواراة فلذة كبده الثرى. وعلى خط موازٍ، كشف مصدر في وزارة الصحة (فضل عدم ذكر اسمه) ل«الحياة» عن نظر قاضٍ من الهيئة الصحية الشرعية يسانده فريق طبي الدعوى. وأشار إلى طلب القاضي ملف المتوفى الطبي من المستشفى الخاص قبل أن يدرس الفريق الطبي حال الوفاة وأسبابها، ليرفعوا تقريرهم إلى وزير الصحة الذي يعتمد العقوبة، إن وجدت.