توزيع جوائز على «الأسوأ» في المشهد التلفزيوني الفرنسي خلال عام، هو تقليد تتبعه محطة «باريس - برميير» منذ أربعة أعوام. ويبدو أنه في كل مرة تمتلئ القاعة بالصحافيين فيما يفضل الفائزون عدم الحضور لاستلام جوائزهم! تطول اللائحة التي تسخر من أسماء وبرامج شهيرة في الإعلام الفرنسي. هذه الجوائز التي يطلق عليها «جوائز جيرار»، منحت إحداها لمقدم برنامج معروف لأن لا أحد يرغب في تقبيله لكثرة ما «مسح جوخ» (استخدم تعبير أقل تهذيباً!) ضيوفه وكال لهم المديح. ثمة جائزة أخرى لبرنامج على القناة الثقافية «آرتي»: «لا ُيفهم منه شيء، مع أنه ليس بالألمانية»! ومن المعروف أن «آرتي» تبث بالفرنسية والألمانية. وأخرى لبرنامج كان من المفترض أن يكون فكاهياً، لكن المشاهد «يضحك خلاله اقل مما يفعل أمام برنامج ثقافي على آرتي»! أما جائزة الجوائز فذهبت لأحد المذيعين ممن يمجد نفسه في برنامجه كل يوم أحد، وأخرى للمذيعة التي تنتفع أقصى ما يمكنها من علاقات زوجها العامة، ولمقدم برامج «يخلط بينه وبين مقدم آخر». أما جوائز المدعوين فثمة جائزة لأكثرهم «غباء»... لن توجد محطة عربية تقوم بذلك، على رغم أنها لن تجد صعوبة في تسمية مستحقين لجوائز كتلك، لاسيما في برامج الحوار مع الفنانين التي تحفل بالعبارات الطنانة وتبادل المجاملات والكلام عن تميز وفرادة الضيوف. ستتزاحم كذلك أسماء المذيعين الذي يستحقون جائزة «تمجيد الذات» والذين يتكلمون أكثر من ضيوفهم لاعتقادهم أن ما لديهم من كلام يفوق بأهميته ما لدى الضيف. لكنّ جائزة البرامج الثقافية «التي لا يفهم منها المشاهد شيئاً» لن تحظى بأي مرشح بالتأكيد وحتى تلك التي يفهم منها شيء ستكون هناك صعوبة في وضع اليد عليها لندرتها. ولندع الحديث عن هذه الجوائز الساخرة إلى جائزة من نوع آخر استحقتها المرأة اللبنانية كأكثر «مستهلكة» لعمليات الجراحة التجميلية. ففي تحقيق مصور أجرته المحطة التلفزيونية الثانية وبث في نشرة أخبار الثامنة، طرح المذيع السؤال عن البلد الذي تتعرض فيه فتاة من أصل ثلاثة لعملية تجميل. الجواب جاء «مدهشاً»، لم يكن ذلك في البرازيل أو الولاياتالمتحدة كما كان متوقعاً كما ذكر مقدم النشرة، بل في لبنان! تم خلال التحقيق الذي أجري في لبنان استعراض آراء فتيات شرحن أسباب لجوئهن إلى هذه العمليات التي تترواح كلفتها بين 1500 يورو و4 آلاف. «الفتاة اللبنانية تريد أن تكون الأفضل» و «المظهر والنجاح مهمان لأننا نعيش في بلد شو أوف (استعراض)». وظهرت فتاة محجبة وهي تشرح أن الجميع يظن أن الحجاب يعني عدم البحث عن الجمال ولكن على العكس «يجب على المحجبة أن تكون جميلة». وجاء مسك الختام على لسان طبيب تجميل كان يشرح للفتاة التي لجأت إليه وبيدها صورة قدوتها، أنه وعلى رغم الإمكانات المتقدمة للطب الجراحي فلن يكون ممكناً لها الحصول على أنف... هيفا!