تمكنت شركة «سابك» من قيادة الصناعات الأساسية في المملكة خلال ال20 سنة الماضية، من خلال استثمار عشرات البلايين، ما جعلها تتربع على عرش الصناعات الأساسية في العالم، فيما بدأت أخيراً في الدخول في معترك التنافس على دعم الصناعات التحويلية، الذي يعول عليه في تنويع مصادر الدخل الوطني. في عام 1976 صدر مرسوم ملكي يقضي بتأسيس الشركة السعودية للصناعات الأساسية «سابك» لاستثمار ثروات المملكة الهيدروكربونية والمعدنية، وتحويلها إلى منتجات صناعية ذات قيمة مضافة عالية لتنويع مصادر الدخل الوطني، من طريق الإسهام في تطوير قطاعات الصناعات التحويلية والإنشائية والزراعية، وتعزيز دورها في الاقتصاد السعودي، وفي عام 1983 بدأت الشركة أولى خطواتها في إنشاء المصانع. إذ بدأت أول مشروع مشترك في الإنتاج، وبعدها بعامين بلغ إجمالي الطاقة الإنتاجية للشركة 6.2 مليون طن متري، وفي عام 2000 قفز إنتاج الشركة إلى 35 مليون طن متري، وفي عام 2007، بلغ إنتاج الشركة 55 مليون طن متري. وقضت «سابك» أكثر من 30 عاماً من الحراك والاستثمار الصناعي، ساهمت في شكل كبير في تكوين خبرة كبيرة لدى الشركة، التي تمتلك حالياً ما يربو على 20 شركة محلية وعالمية، إضافة إلى أنها وضعت استراتيجية لأن تصبح من أكبر الشركات الصناعية بحلول عام 2020، تعتبر شركة «سابك» حالياً أكبر منتج في العالم لمنتجات أساسية في الصناعة الحديثة، من بينها: جلايكول الإثيلين الأحادي من (الوسطيات)، مثيل ثالثي بوتيل الإيثر من (الكيماويات الأساسية)، واليوريا الحبيبية من (الأسمدة)، والبولي كاربونات من (البلاستيكيات المبتكرة)، والبولي فينيلين من (البلاستيكيات المبتكرة)، والبولي إيثرامايد من (البلاستيكيات المبتكرة)، وغيرها. ودخلت الشركة في صناعة البتروكيماويات كتلميذ صغير لم يكمل عامه الأول في الدراسة، ولكن بعد ثلاثة عقود تربعت على عرش هذه الصناعة، إذ تحولت من مجرد مورد للتقنيات إلى مرخص ومبتكر لها، وسط انتشار عالمي قوي، أهلها لأن تكون ضمن أكبر 100 شركة عالمية. عملت الشركة على تغيير مفهومها في مجال الصناعات الأساسية والبتروكيماوية، إذ بدأت في دخول مجال الصناعات التحويلية أخيراً، التي سبقتها إليه شركة أرامكو السعودية، إذ بدأت في تكوين الخبرات، وإنتاج بعض المصانع الخاصة في هذا المجال، من خلال تخصيص موازنات «ضخمة» لتحقق الريادة في هذا المجال. وشهدت «سابك» تطوراً «ملحوظاً» منذ تأسيسها، إذ تحولت من مجرد منتجٍ للمواد الكيماوية الأساسية إلى شركة مبتكرة توفر حلولاً مستدامة ذات قيمة مضافة عالية، ساهمت في شكل كبير في مساعدة زبائنها حلو العالم على إيجاد حلول للتحديات الكبرى التي تواجههم. وتمثل اليوم نموذجاً يحتذى وقصة نجاح تروى، إذ تعددت المكاسب التي جلبتها للمملكة والعالم، التي لا تقتصر على آلاف الفرص الوظيفية المميزة للمواطنين السعوديين، وفرص تعليمية للشباب الموهوب ومشاريع صناعية ضخمة تمتاز بالابتكار والاستدامة وتعزيز التنوع في الاقتصاد الوطني. كما تجاوزت إنجازات الشركة حدود المملكة، إذ يستفيد الكثير من الناس حول العالم من الحلول والابتكارات التي تقدمها، التي تلبي الحاجات المتنامية الناجمة عن التضخم السكاني وارتفاع مستويات الرفاهية، وتساعد منتجاتها على ردم الهوة بين من يملك ومن لا يملك، من خلال انتشال كثيرين من الفقر. الرئيس التنفيذ السابق للشركة حمد الماضي كشف أخيراً، قبل مغادرته الشركة والتوجه إلى مؤسسة الصناعات الحربية أن الشركة مقبلة على عهد جديد لأسباب هامة أولها: يتمثل بالاستثمار في شكل كبير في البنية التحتية حول العالم، لتتمكن الشركة من إنتاج منتجات عالية الجودة بصورة مستدامة، إضافة إلى تركيزها على إجراء المزيد من البحوث وتطوير التقنيات المتقدمة من خلال مراكز الشركة للتقنية والابتكار، ما سيوفر منتجات مبتكرة مستقبلاً، فيما تعمل الشركة حالياً على تطوير وتنمية القوى البشرية التي تعمل لتحسين مهاراتها، من طريق تعزيز وتنمية وتطوير بيئة العمل، لتتمكن من تحقيق رؤية المشتركة. وحققت أخيراً إنجازاً عالمياً كبيراً، من خلال تصنيفها ضمن أكبر شركات البتروكيماوية العالمية في مجال الإنفاق على الابتكار، إذ حصلت الشركة على أكثر من 8000 براءة اختراع، إضافة إلى تقديمها 150 منتجاً جديداً.