بعد يومين على مجزرة جامعة غاريسا شرق كينيا التي حصدت 148 قتيلاً معظمهم من الطلاب المسيحيين، أعلن الرئيس الكيني أوهورو كينياتا مساء أمس الحداد الوطني ثلاثة أيام وتنكيس الأعلام، في كلمة متلفزة من مقر الرئاسة. وهددت «حركة الشباب» الصومالية التي تبنّت الهجوم والموالية لتنظيم «القاعدة»، البلاد ب»حرب طويلة مرعبة» و»حمام دم جديد». (للمزيد). وفيما إعتقلت الشرطة الكينية 5 مشبوهين في «تنسيق» الإعتداء الذي رجّحت ان الأستاذ السابق الجهادي الإسلامي محمد محمود مخططه، إتصل الرئيس الأميركي باراك أوباما بنظيره الكيني أوهورو كينياتا لتقديم تعازيه، مؤكداً أنه لا يزال ينوي زيارة هذا البلد في وقت لاحق من السنة الجارية، إذ من المقرر أن يصل اليها في تموز (يوليو) المقبل بزيارة طال إنتظارها موطن والده، ستكون الأولى له منذ توليه الرئاسة. وأورد بيان نشرته باللغة الإنكليزية «حركة الشباب»: «لن يوقف شيء ثأرنا للقتلى من أخوتنا المسلمين إلى أن توقف حكومتكم قمعها، وأن تتحرر أراضي المسلمين من الإحتلال الكيني». وأضاف: «حتى يتحقق ذلك، ستسيل الدماء في المدن الكينية وستكون حرباً طويلة ومرعبة ستكونون أنتم، سكان كينيا، أول ضحاياها». ويوضح البيان الذي أكدّ الناطق بإسم الحركة صحته، أنها فصلت المسلمين عن المسيحيين لقتل هؤلاء بعد تجميعهم. وجاء فيه: «إقتحم المجاهدون مجمّع الجامعة وتقدّموا بسرعة في ممرات المساكن حيث جمّعوا ساكنيه. وبما أن الهجوم كان يستهدف غير المسلمين فقط، سمح للمسلمين بإخلاء المكان سالمين قبل إعدام الكفار». وتحدّث «الشباب» عن «فظائع لا إسم لها» ترتكبها السلطات الكينية ضد المسلمين في جنوبالصومال منذ بدء تدخّلها العسكري في نهاية 2011، وكذلك منذ عقود في المناطق الحدودية للصومال التي يقطنها كينيون ينتمون الى الإتنية الصومالية أو صوماليون، مهددين بإستهداف «مدارس وجامعات وأماكن عمل وحتى بيوتكم» لمعاقبة الكينيين على إنتخابهم هذه الحكومة. وأورد البيان أن المهاجمين في غاريسا أرادوا «الإنتقام لعشرات الآلاف من القتلى المسلمين على أيدي قوات الأمن الكينية». وقال: «إخترتم حكومتكم بملء إرادتكم وتواجهون عواقب أفعالكم»، متهمين الكينيين بأنهم «يدعون حكومتهم تنتهج سياساتها القمعية من دون إحتجاج ويدعمون سياساتها من خلال إنتخابهم لها». على صعيد آخر، أكدّ الرئيس أوباما دعم الولاياتالمتحدةلكينيا في مواجهة «آفة الإرهاب». وقال في بيان: «لا يمكن للكلمات أن تدين في شكل كافٍ الفظاعات الإرهابية التي أرتكبت في جامعة غاريسا حيث ذبح رجال ونساء أبرياء بوحشية». وزاد: «أعرف الصلابة الهائلة التي يتمتّع بها الشعب الكيني، وما من شيء يمكن أن ينال من عزم سكان غاريسا وسائر كينيا على تحقيق مستقبل أفضل وأكثر أمناً». وأضاف: «إن مستقبل هذا البلد لن يحدده العنف والإرهاب بل سيكتبه شبان أمثال شبان جامعة غاريسا بمواهبهم وآمالهم ونجاحاتهم»، جازماً أن «هذه هي الرسالة التي سأوجهها إلى الشعب الكيني عندما سأذهب إلى هناك في تموز». وأوضح البيت الأبيض أن أوباما أكدّ خلال مكالمته الهاتفية مع كينياتا رغبته في التباحث معه خلال زيارته لنيروبي في «تعزيز التعاون في مجال مكافحة الإرهاب».