تأججت «الحرب الكلامية» بين هيئة الهلال الأحمر السعودي ورئيس لجنة الشؤون الأسرية والشباب في مجلس الشورى الدكتور طلال بكري، على خلفية وصف الأخير إسعاف «الهلال الأحمر» ب «الزاحف»، وتهكّمه على طريقة إعلانها عن وظائفها. إذ أصدرت «الهيئة» بياناً أمس وجهت فيه انتقادات لاذعة لبكري واعتبرت اتهاماته «مبطنة» و«مضللة». وفي البداية ردت «الهيئة» على اتهامات الدكتور طلال بكري الذي ذكر أنها دأبت على نشر إعلانات الوظائف الشاغرة لديها ب«الحبر السري» بالقول: «تود الهيئة أن توضح للجميع وحفاظاً على عدم تشويش وتضليل الرأي العام بمعلومات مجانبة للصواب، أنها أعلنت على مدى السنوات الماضية عن الوظائف الشاغرة والمخصصة للسعوديين والتي نشرت في الصحف المحلية وعبر موقع الهيئة الرسمي على شبكة الإنترنت وحتى انتهاء الموعد المحدد لها». وأرفقت «الهيئة» مع البيان صوراً للإعلانات المنشورة في الصحف المحلية خلال السنوات الماضية. وذكرت أنها كانت بشروط محددة وميسرة وليست تعجيزية كما وصفها عضو مجلس الشورى، مشيرة إلى أنها «ستزود كل من يرغب في الاطلاع على هذه الإعلانات (بنسخة) حفاظاً على أهدافها السامية التي أنشئت من أجلها وإيضاحاً منها لأذهان المتلقين والمستفيدين من خدمتها بعد التهم التي ألقاها عضو المجلس جزافاً بحق جهاز «الهيئة». وأكدت أن هذه الإعلانات «تعني بطلان هذه الاتهامات المبطنة التي وجهها (بكري) لهذا الجهاز الذي يلقى كل عناية ودعم من قيادة المملكة العربية السعودية ممثلة بخادم الحرمين الشريفين». وشددت «الهلال الأحمر» على أنها «مستمرة في تقديم خدماتها التي أعلنت عنها في السابق بناءً على الخطط العلمية المدروسة وجداول التنفيذ الزمنية وخطط التنمية المعتمدة في المملكة بتوجيهات رئيسها الأمير فيصل بن عبدالله وبمتابعة دقيقة وشخصية منه، والذي يرتبط ارتباطاً وثيقاً بالدعم المالي للهيئة من أجل الارتقاء بتوفير خدماتها الإسعافية إلى المستفيدين كافة وبأعلى المستويات المطلوبة»، مؤكدة أنها تشهد تطوراً لافتاً في نظامها الإداري والمالي، ما سينعكس إيجاباً على أدائها الإغاثي والإنساني والإسعافي. وحرصت هيئة الهلال الأحمر السعودي على توضيح أن الخلاف مع الدكتور طلال بكري لا يقطع حبل الود مع مجلس الشورى. وقالت: «مجلس الشورى ورئيسه عبدالله آل الشيخ وجميع أعضائه ومنسوبيه وبالأخص اللجنة الصحية، هم محل احترام وتقدير كبيرين لدى إدارة الهيئة ممثلة برئيسها الأمير فيصل بن عبدالله بن عبدالعزيز، وتثمن مع ذلك جهود المجلس في سعيه الدائم لدعم الأجهزة الحكومية بتوجهاتها المختلفة ومنها «الهيئة» التي حظيت بدعم كبير منه وتأييد واسع من أعضاء المجلس عندما أوصى أخيراً بحاجة الجهاز لدعم موازنته واستحداث خدمة الإسعاف الطائر». وختمت «الهيئة» بيانها بالتشديد على أنه «لا حاجة ولا فائدة من توجيه عبارات جارحة بحق جهاز وطني وخدمي والتشكيك في صدقية إنجازاته ومحاولة تعطيل توجهاته مع إيمانها التام بحرية الرأي والكلمة طالما أنها في حدود النقد البناء الهادف». وكان المدير التنفيذي لمشروع التشغيل الذاتي في «الهلال الأحمر» الدكتور موفق البيوك اعترض على مداخلات بعض أعضاء مجلس الشورى عند مناقشة التقرير السنوي أخيراً، فعاد بكري وشن هجوماً عنيفاً على «الهيئة»، ووصف إسعافها ب «الزاحف»، واتهمها بأنها أعلنت عن وظائفها ب«الحبر السري» أو وضعت شروطاً تعجيزية، ما أدى إلى قلة عدد السعوديين الذين تقدموا لشغلها. وهنا ردت هيئة الهلال الأحمر على لسان رئيسها الأمير فيصل بن عبدالله بمطالبة مجلس الشورى وضع آلية تمنع إلقاء التهم جزافاً، في الوقت الذي أصدر مجلس الشورى بياناً تبرأ فيه من تصريح بكري.