احتضن متحف باب البنط في جدة أخيراً المعرض الفوتوغرافي «بيت أبي: معمار التراث الثقافي» الذي أطلقه المجلس الثقافي البريطاني بالتعاون مع أمانة جدة، وذلك في ثالث جولات المعرض بعد عُمان والبحرين.وافتتح المعرض بحضور نائب أمين محافظة جدة خالد بن فضل عقيل، وبمشاركة 5 فوتوغرافيين من الخليج، هم: ود عبدالجواد (السعودية) وحافظ علي (قطر)، وبشرى المتوكل (اليمن)، ولمياء قرقاش (الإمارات) وكميل زكريا (عُمان)، إضافة إلى 3 فوتوغرافيين بريطانيين، هم هيزل تومسون وتوم لوفليس وتيم هيثرينجتون الفائز بجائزة التصوير الصحافي العالمي للعام 2007. وبدأت الحفلة بكلمة ألقاها مدير المجلس الثقافي بالسعودية أدريان تشادويك، الذي رحّب بالحضور، و تحدث عن أهمية الفنون البصرية في توثيق التراث والعادات الشعبية والتعبير عن حياة الشعوب في منطقة الخليج. بعد ذلك قدّم منسق المعرض شون وليام الفوتوغرافيين المشاركين في المعرض، للحديث عن أعمالهم المعروضة في حوار مع الجمهور. استهله القطري حافظ علي متحدثاً عن فيلمه «عبق الظلال»، الذي يروي بداية دخول السينما في قطر، وعن كونه دراسة انثروبولوجية اجتماعية عن علاقة الإنسان القطري بالسينما والمشاهدة السينمائية. بعدها تحدث كميل زكريا عن عمله، الذي اعتبره لوحة فسيفسائية من الصور باللون الأسود والأبيض، توضح مساهمة الماء في تشكيل الحضارات والمجتمعات والبيئة التي تحيط بها: كالريفية، الحضرية، الصحراوية والساحلية، التي تناقش كيف تؤثر الأنماط الاجتماعية المتغيرة في الاستهلاك السلبي للموارد الطبيعية. أما الإماراتية لمياء قرقاش، فتناولت توظيف الصور الملونة، كبيرة الحجم، لعرض التصاميم الداخلية للمباني المشيدة، في فترة طفرة النفط الأولى والتي تركت مهجورة الآن، عارضة للآثار المتبقية لذلك العهد المنصرم. وانتقلت بعدها دفة الحوار إلى الفوتوغرافية البريطانية هيزل طومسون، التي تحدثت حول تجربتها في مجال التصوير، وهو المجال الذي وجدته متنفساً لها للتعبير عن مشاعرها، ومشاعر الآخرين من خلال ما تلتقطه عدستها. وتطرقت في أعمالها إلى العديد من المواضيع الاجتماعية، التي تعرض حياة نماذج من النساء من دولتي قطر والبحرين، وهنّ يمارسن حياتهن اليومية. ورصدت دور الفرد ومساهمته في تشكيل المجتمع المعاصر. وفي ختام الحوار، تحدثت السعودية ود عبدالجواد، التي ابتكرت مشروعها انطلاقاً من أسلوب سرد الحكايات القديمة، لاستكشاف المنطقة التاريخية والتصاميم المعمارية العريقة في مدينة جدة، من خلال الصور الملتقطة بواسطة آلة تصوير قديمة مع عرضها على شاشة بيضاء، أثناء تشغيل التسجيلات الصوتية للسكان المحليين، للحديث عن ذكرياتهم، وتأثير المتغيرات المتوالية على عاداتهم وطبيعة معيشتهم اليومية.