علي بابا في استعراض فرنسي من بطولة عثمان خليفة

بدأ على مسرح «شايوه» في باريس أمس عرض المسرحية الاستعراضية «علي بابا» المستمرّة حتى 28 كانون الأول (ديسمبر) الجاري، من بطولة الفرنسي - الجزائري عثمان خليفة، وذلك بعد نجاحها في مرسيليا (جنوب فرنسا)، في نسخة مجددة من مغامرات «علي بابا وال 40 حرامي»، كتبها الفلسطيني إلياس صنبر بالتعاون مع الفرنسية ماشا ماكياف المديرة المشتركة لفرقة «لي ديشيان» التي كان خليفة عضواً فيها. وقد تولت ماكياف هنا الإخراج وتصميم الديكور والملابس.
ويمزج العمل بين الاستعراض الغنائي الراقص وألعاب السيرك البهلوانية والفقرات المسرحية التقليدية، ليسرد حكاية علي بابا في شكل لا بد أن يثير حماسة الصغار في فترة نهاية العام، وليعجَب بها الكبار لما في النص من ذكاء وروح فكاهة رفيعة المستوى. هذا عدا عن طريقة الإخراج التي نفّذت بحرفية، والأداء المتين الذي تقدمه الفرقة المحيطة بعثمان خليفة وفي مقدمها سحر دهغان في شخصية شهرزاد، وشاه روخ مسخين غلام في دور زعيم اللصوص.
وبين العناصر التي تساهم في ثراء العرض، إنتماء أفراد الفرقة إلى جذور متعددة أوروبية وعربية وآسيوية، الأمر الذي يسمح بمزج ثقافات كل هؤلاء وتصوراتهم الفنية، وبالتالي التوصل إلى نتيجة غير محبوسة في إطار هوية واحدة. وهو ما تسعى ماشا ماكياف إلى تحقيقه في كل الأعمال التي تديرها للمسرح، لأنها تؤمن بأن «البشرية تتمتع بثروة لا أول لها ولا آخر، ولكن بشرط اختلاط ثقافات أهلها ببعضها البعض»، كما تقول.
وتضيف: «كنز علي بابا هنا هو الكامن في نفوس الشخصيات المكتوبة في نص المسرحية ثم في تلك التي تؤديها على الخشبة». وسيطوف عرض «علي بابا» الذي تصفه مخرجته بالعائلي، عدداً من المدن الفرنسية والأوروبية اعتباراً من مطلع العام 2014.
عثمان خليفة أو أتمن كيليف
يقوم الفنان عثمان خليفة الذي ولد في مدينة ألبي الفرنسية الجنوبية في كنف عائلة جزائرية مهاجرة، بدور بطل الاستعراض. وقد اشتهر ابن الخامسة والاربعين بمشاركته في الفقرات الفكاهية التي كانت تقدمها فرقة «لي ديشيان» يومياً على مدى 5 سنوات في مطلع الألفية الحالية، لا سيما على شاشة التلفزيون.
اختار خليفة اسماً فنياً ليمارس موهبته التثميلية على المسرح وفي السينما، وهو أتمن كيليف. ويتباهى بأن السينمائي الأميركي وودي آلن منحه دوراً في فيلمه الكوميدي «إلى روما مع حبي» في العام 2012، إلى جانب النجمة الأسبانية بينيلوبي كروز. وعلى رغم أنه يظهر في مشهد واحد فقط يؤدي فيه دور طبيب غريب الأطوار، نجح في الفيلم في إثارة انتباه المشاهد بحركاته وأسلوبه في التفوه بالمصطلحات الطبية التي يلجأ إليها حتى يفسر لعائلة المريض تفاصيل الحالة.
ولمع خليفة أيضاً في فيلم أخرجه فريديريك بيرت بعنوان «الذين لا يقهرون»، حيث يتقاسم البطولة مع النجم جيرار دوبارديو وفيرجيني إيفيرا والممثل الكوميدي إدوار بير صديق خليفة منذ حوالى ربع قرن منذ درسا الفن الدرامي معاً في معهد باريس للفنون المسرحية. وكان خليفة قبل هذه المرحلة الباريسية قد كوّن لنفسه سمعة طيبة كفنان كوميدي في مسقط رأسه حيث مارس التمثيل المسرحي منذ سن المراهقة.